The Swiss voice in the world since 1935

اربعة قتلى في سقوط “صاروخ” على مرفق طبي لأطباء بلا حدود في شمال اليمن

تلقيح اطفال في احد المراكز الطبية في صنعاء 9 يناير 2015 afp_tickers

قتل اربعة اشخاص على الاقل واصيب عشرة آخرون بجروح في سقوط “صاروخ” لم يحدد مصدره على مرفق طبي لمنظمة “اطباء بلا حدود” في منطقة يسيطر عليها الحوثيون بشمال اليمن، في حادث هو الثالث خلال ثلاثة اشهر.

يأتي ذلك في وقت وصل فيه الى صنعاء مبعوث الامين العام للامم المتحدة، سعيا للتوصل الى موعد جديد لجولة مفاوضات بين المتمردين وحكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي المدعوم من التحالف العربي بقيادة السعودية، بعد ارجاء الجولة التي كانت مقررة في 14 كانون الثاني/يناير.

وقالت المنظمة في بيان “اصاب صاروخ إحدى المستشفيات التي تدعمها منظمة أطباء بلا حدود في شمال اليمن مما أدى على الأقل إلى مقتل أربعة أشخاص وجرح عشرة آخرين وانهيار مبان عدة في المرفق الطبي”.

ومن بين المصابين ثلاثة افراد من المنظمة، اثنان منهم “في حال حرجة”.

واوضحت ان الصاروخ اصاب “مستشفى شهارة” في مديرية رازح بمحافظة صعدة، معقل المتمردين الحوثيين، عند الساعة 9,20 بالتوقيت المحلي (6,20 ت غ)، وانه “يمكن لاعداد الضحايا ان تزداد خاصة وانه قد يكون هناك اشخاص لا يزالون عالقين” تحت الركام.

-تحليق طائرات اثناء القصف-

واضاف البيان انه “لا يمكن للمنظمة ان تؤكد مصدر الهجوم” اذا ما كان ناتجا عن غارة جوية للتحالف العربي الذي يشن عملياته في اليمن منذ آذار/مارس، او صاروخ اطلقه من الميدان المتمردون وحلفاؤهم.

الا ان المنظمة اشارت الى ان “طائرات شوهدت تحلق فوق المرفق وقت الهجوم، كما ان صاروخا واحدا آخر على الاقل سقط قرب المستشفى”.

وقالت مديرة عمليات المنظمة راكيل ايورا “يتم بشكل دوري إبلاغ جمع الأطراف المتحاربة بما فيها التحالف الذي تقوده السعودية بالإحداثيات الجغرافية للمواقع الطبية التي تعمل فيها منظمة أطباء بلا حدود”.

اضافت “لا يمكن البتة لمن يملك القوة لشن ضربات جوية أو إطلاق صواريخ أن يجهل بأن مستشفى شهارة كان مرفقاً صحياً يعمل ويقدم الخدمات الطبية الأساسية وتدعمه المنظمة”.

ودان الاتحاد الاوروبي قصف المستشفى، مؤكدا في بيان انه “هجوم غير مقبول” ومذكرا بأن “استهداف عمليات انسانية ومدنيين امر يحظره القانون الدولي الانساني”.

وهي المرة الثالثة خلال بضعة اشهر يطال فيها قصف مركزا لاطباء بلا حدود.

ففي تشرين الاول/اكتوبر، قالت المنظمة ان غارات جوية استهدفت احدى منشآتها في محافظة صعدة الحدودية مع السعودية، من دون سقوط ضحايا. ونفى التحالف في حينه مسؤوليته عن القصف.

وفي كانون الاول/ديسمبر، قالت المنظمة ان غارات للتحالف اصابت عيادة نقالة تديرها في تعز (جنوب غرب). وتعهد التحالف حينها بالتحقيق.

وبدأ التحالف في نهاية آذار/مارس تنفيذ غارات جوية ضد الحوثيين وحلفائهم، ووسع في الصيف الماضي عمليات لتشمل تقديم دعم ميداني بالقوات والعتاد والتدريب للقوات الحكومية الموالية للرئيس هادي التي تمكنت من استعادة مناطق عدة، ابرزها عدن واربع محافظات جنوبية اخرى.

– المبعوث الدولي في صنعاء –

ورغم تقدمها الميداني هذا، الا ان القوات الحكومية تواجه صعوبة في فرض سلطتها في عدن التي تشهد وضعا امنيا هشا وتزايدا في نفوذ الجماعات المسلحة، وبينها جهاديون مرتبطون بتنظيمي القاعدة والدولة الاسلامية.

وشهدت المدينة عمليات استهداف لمسؤولين سياسيين وامنيين، آخرها الاحد حينما قام مسلحون مجهولون باغتيال ضابط في جهاز المخابرات.

وقال مصدر امني “اغتال مسلحون مجهولون عقيدا في جهاز المخابرات يدعى علي صالح الناخبي في منطقة المنصورة وسط مدينة عدن”، عبر اطلاق النار عليه والفرار “الى جهة غير معروفة”.

وكان هادي اعلن عدن، ثاني كبرى مدن اليمن، عاصمة موقتة للبلاد بعد فترة من سيطرة المتمردين على صنعاء في ايلول/سبتمبر 2014.

والى العاصمة، وصل المبعوث الخاص للامين العام للامم المتحدة الى اليمن اسماعيل ولد الشيخ احمد ضمن جهود عقد جولة مفاوضات جديدة بين طرفي النزاع اليمني، اثر ارجاء الجولة التي كان متفقا عليها.

ويأتي ذلك غداة اعلان وزير الخارجية عبد الملك المخلافي ان “المفاوضات لن تجري في التاريخ المعلن يوم 14 كانون الثاني/يناير”، بسبب “رفض الحوثيين”، مضيفا انها قد تعقد في 20 او 23 الجاري.

وكان الموعد المحدد ثمرة اتفاق تم التوصل اليه خلال جولة مفاوضات اولى عقدت الشهر الماضي في سويسرا برعاية الامم المتحدة.

واوقعت اعمال العنف في اليمن بين منتصف اذار/مارس واواخر كانون الاول/ديسمبر 2015، نحو ستة الاف قتيل بينهم 2795 مدنيا ونحو 28 الف جريح ضمنهم نحو خمسة الاف مدني، وفقا لاجهزة الامم المتحدة.

– التحالف ينفي استخدام “العنقودية” –

والاحد، نفى المتحدث باسم التحالف العربي العميد الركن احمد عسيري استخدام التحالف قنابل عنقودية في غارات شنها مؤخرا على صنعاء، وذلك اثر تقارير لمنظمة حقوقية دولية والامم المتحدة.

وقال ان التحالف “ينفي استخدام القنابل العنقودية في صنعاء”.

وكانت منظمة هيومن رايتس ووتش اتهمت التحالف باستخدام هذه القنابل في غارات استهدفت صنعاء في السادس من كانون الثاني/يناير الجاري. كما اعلنت الامم المتحدة تلقيها “معلومات مثيرة للقلق” عن استخدام هذه القنابل، وهو ما حذر امينها العام بان كي مون من انه “يمكن ان يعتبر جريمة حرب”.

واكد عسيري ان طراز القنابل التي ذكرها تقرير المنظمة “غير موجود في مخازن” القوات السعودية، مشيرا الى ان التحالف اقر في السابق باستخدام نوع آخر من القنابل العنقودية ضد عربات عسكرية للحوثيين.

بالمقابل اتهمت منظمة هيومن رايتس الاحد الحوثيين باحتجاز “عشرات” الاشخاص بشكل تعسفي في صنعاء، منذ سيطرتهم عليها.

وقالت انها وثقت “الاحتجاز التعسفي او المسيء لما لا يقل عن 35 شخصا على يد الحوثيين في الفترة من آب/اغسطس 2014 حتى تشرين الاول/اكتوبر 2015″، وان 27 من هؤلاء “ما زالوا رهن الاحتجاز”.

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية