مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

ارتياح رسمي وتحفظات صحفية

اعتبرت الصحف السويسرية ان خطاب الرئيس بوش حول الشرق الاوسط تبنى الرؤى الاسرائيلية swissinfo.ch

رحبت وزارة الخارجية السويسرية على لسان السفير بليز غودي، رئيس الدائرة السياسية في الوزارة لما جاء في خطاب الرئيس جورج بوش من حيث انه يستأنف الجهود الامريكية المبذولة من اجل احلال السلام في الشرق الاوسط.

اعلنت وزارة الخارجية السويسرية عن تاييدها الرؤيا التي اعلنها جورج بوش في خطابه يوم الاثنين الداعية الى اقامة دولتين، فلسطينية واسرائيلية. وقال السفير بليز غودي، ان برن تؤيد المواقف الداعية الى محاربة الارهاب واللجوء الى العنف كوسيلة لتسوية القضايا والمشاكل السياسية.

وقال السيد غودي، ان سويسرا تؤيد دعوة بوش اسرائيل الى التوقف عن كل النشاطات الاستيطانية والانسحاب من المناطق الفلسطينية التي اعادت احتلالها منذ عام 2000. واضاف رئيس الدائرة السياسية ان برن تدعم ادخال اصلاحات على السلطة الفلسطينية وتامل ان تسير الاصلاحات نحو تعزيز الشفافية والديموقراطية.

وبخصوص دعوة بوش الى قيام قيادة فلسطينية جديدة، قال غودي ان ليس من صلاحيات سويسرا الحديث عن ذلك، اذ تعتبر برن ان الرئيس ياسر عرفات انتخب عام 1996، في انتخابات اشرف عليها مراقبون دوليون. واضاف ان برن ترحب بتنظيم انتخابات في بداية عام 2003.

وقد اولت الصحف السويسرية يوم الاربعاء صدارة اهتماماتها لخطاب الرئيس الامريكي.
ترى صحيفة Le Temps الصادرة في جنيف، أن الرئيس بوش جاء ببدعة على صعيد القانون الدولي، من حيث أنه وإلى جانب ابتكار فكرة “الدولة المؤقتة”، أضاف فكرة الصلة بين حق شعب في الحصول على دولة مستقلة وبين مُسمّى قيادة هذه الدولة. وتضيف أن هذه الفكرة ترجع في الواقع لرئيس الوزراء الإسرائيلي آرييل شارون.

وفي نفس السياق، تقول صحيفة Tribune de Genève، إن خلاصة خطاب الرئيس بوش تتمثل في قلب ظهر المجن للرئيس الفلسطيني ياسر عرفات، فالقراءة السطحية للخطاب لا توحي بذلك، لمجرد أن بوش لم يذكر عرفات بالاسم. لكن بوش وضّح هذا المطلب لدى القول، إن السلم يتطلب إدارة فلسطينية جديدة ومختلفة، أو لدى قوله، إنه على ثقة بأن الفلسطينيين قادرون على تحقيق ميلاد جديد لبلادهم.

إضافة إلى ذلك، تبنّى الرئيس الأمريكي موقف الحكومة الإسرائيلية الذي يربط بين السلطة الفلسطينية والإرهاب حيث قال، إن السلطة الفلسطينية تشجّع على الإرهاب ولا تكافحه.

وتنقل صحيفة Tages Anzeiger الصادرة في زيوريخ عن Ludwig Watzal، أستاذ العلوم السياسية بجامعة بون الألمانية القول، إن خطاب الرئيس بوش أرجأ إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة إلى أجل غير مسمي وأنه لا يساعد الفلسطينيين على إنشاء دولة حقيقية، لأنه يراعي المصالح الإسرائيلية إلى حد بعيد جدا.

وتضيف الصحيفة إن النقطة الجوهرية في هذا الخطاب تتمثل في الحديث عن “دولة مؤقتة” دون ضرب أي موعد بالضبط لإنشاء مثل هذه الدولة ودون الإشارة للحدود التي ستقوم فيها، لكن الخطاب، علاوة على ذلك، يشترط على الفلسطينيين مجموعة من الشروط الأمريكية، التي تستجيب إلى أبعد ما يمكن للمطالب الأمنية الإسرائيلية.

ويرى معلق Tages Anzeiger في هذه الشروط تراجعا كبيرا بالمقارنة مع المخططات الأمريكية الإسرائيلية قبل انتخاب رئيس الوزراء الإسرائيلي آرييل شاون، أي بالمقارنة مع خطة طابا التي اعتبرها معظم الخبراء كأفضل قاعدة لأية مفاوضات مستقبلية بين الإسرائيليين والفلسطينيين.

وتحت عنوان، “الرئيس بوش بين الشرق الأوسط والسياسات الداخلية”، تقول صحيفة Neue Züricher Zeitung الصادرة في زيوريخ، إن خطاب الرئيس بوش ليس موجها للشرق الأوسط وحسب وإنما يعكس المصالح السياسية الداخلية أيضا، على ضوء حلول الانتخابات لتجديد أعضاء مجلس الشيوخ وحكام الولايات المتحدة ومن حيث أن نتائج هذه الانتخابات المقبلة في نوفمبر تهم كثيرا سادة البيت الأبيض.

وتضيف الصحيفة، أن الأجواء الانتخابية الحالية في الولايات المتحدة الأمريكية لا تسمح بإعطاء شواغل الفلسطينيين نفس الأولوية كشواغل إسرائيل، وهو أمر سوف لا يتغير إلا إذا نجحت قيادة فلسطينية في تمييز سياساتها بصفة واضحة وذات مصداقية بالمقارنة مع سياسات المتطرفين الذي يتعاملون مع الوضع بالوسائل الإرهابية.

سويس انفو

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية