اسرائيل وحماس توافقان على تهدئة في غزة ل72 ساعة تبدأ صباح الثلاثاء
وافقت اسرائيل وحركة حماس مساء الاثنين على تهدئة في قطاع غزة لمدة 72 ساعة اعتبارا من صباح الثلاثاء، وذلك بعدما استانف الجيش الاسرائيلي عمليته العسكرية المتواصلة في القطاع منذ 29 يوما، مؤكدا ان مهمته لم تنته بعد.
وقال مسؤول مصري لوكالة فرانس برس ان “اتصالات مصر مع مختلف الاطراف ادت الى التزام بتهدئة تستمر 72 ساعة في غزة وتبدأ في الساعة 5,00 ت غ من صباح غد (الثلاثاء)، اضافة الى الاتفاق على ان تحضر بقية الوفود الى القاهرة لاجراء مفاوضات اكثر شمولا”.
واكد مسؤول اسرائيلي ليل الاثنين موافقة اسرائيل على التهدئة ل72 ساعة، لافتا الى ان وفدا اسرائيليا سيتوجه الى القاهرة لاجراء مفاوضات، وذلك بعدما كانت الدولة العبرية رفضت ارسال وفد رغم وجود وفد فلسطيني في العاصمة المصرية منذ مساء الاحد.
واعلن الناطق باسم حركة حماس سامي ابو زهري ان الحركة ابلغت القاهرة موافقتها على تهدئة مع اسرائيل لمدة 72 ساعة اعتبارا من صباح الثلاثاء.
بدوره، قال نائب الامين العام لحركة الجهاد الاسلامي زياد النخالة في تصريح “نحن مقبلون على وقف لاطلاق النار خلال الساعات المقبلة”.
ورحبت الولايات المتحدة باعلان وقف اطلاق النار، محملة حماس مسؤولية الالتزام به.
وقال مساعد مستشار الامن القومي توني بلينكن لشبكة “سي ان ان” تعليقا على مبادرة التهدئة لثلاثة ايام “انها فرصة حقيقية. اننا ندعم المبادرة بقوة”، مؤكدا ان هذه المبادرة “ستتيح الوقت لمعرفة ما اذا كان بامكاننا التوصل الى وقف لاطلاق النار لمدة اطول. هذا هو الهدف”، ومعتبرا ان الكرة الآن في ملعب حركة حماس التي يتعين عليها ان “تبرهن انها ستحترم وقف اطلاق النار”.
واوضح بلينكن ان اي اتفاق لوقف دائم لاطلاق النار “يجب ان ينطلق من أمن اسرائيل وان يجد حلا” للصواريخ التي تطلق من غزة على اسرائيل وللانفاق التي حفرتها حماس بين القطاع واسرائيل، مؤكدا في الوقت نفسه ان الاتفاق يجب ان يضمن بالمقابل “تنمية غزة كي يتمكن السكان من العيش بظروف مختلفة”.
وكانت القاهرة، الوسيط التقليدي بين اسرائيل وحركة حماس، دعت الاسبوع الفائت اسرائيل والفلسطينيين لارسال وفود للبدء بمفاوضات بهدف التوصل الى تهدئة.
ولكن لم يحضر سوى الوفد الفلسطيني الذي ضم ممثلين لكل الفصائل الفلسطينية ومسؤولين في حركتي فتح بزعامة الرئيس محمود عباس وحماس.
والاثنين، انتقل التوتر من غزة الى القدس التي شهدت اول هجوم دام منذ اكثر من ثلاثة اعوام تجلى في قيام شاب فلسطيني بصدم حافلة اسرائيلية في القدس الشرقية بواسطة جرافة كان يقودها ما ادى الى مقتل اسرائيلي واصابة خمسة بجروح طفيفة. وقالت الشرطة انها قتلت سائق الجرافة.
وساد الهدوء النسبي قطاع غزة لساعات عدة التزاما بتهدئة “انسانية” اعلنتها اسرائيل من جانب واحد ورفضتها حماس. لكن الهجوم الاسرائيلي استؤنف مع انتهاء التهدئة في الساعة 17,00 بالتوقيت المحلي.
واكد رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو ان “الحملة في غزة مستمرة (…) لن تنتهي الا حين يستعيد مواطنو اسرائيل الهدوء والامن في شكل دائم”.
بدوره، قال المتحدث باسم الجيش موتي علموز للقناة الثانية في التلفزيون الاسرائيلي مساء الاثنين “لن نرحل، نحن باقون في قطاع غزة، لا تزال هناك مهمات اخرى كثيرة ينبغي انجازها”.
وفي رفح (جنوب) قتل طفلان وممرضة في غارة اسرائيلية استهدفت منزلا وفق المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة.
وقال اشرف القدرة لوكالة فرانس برس “استشهدت الطفلة امل امجد عويضة وعمرها 5 سنوات وشقيقها محمد وعمره 12 عاما والممرضة كرم محروس ظهير (24 عاما) في قصف صهيوني استهدف منزلا في شرق رفح”.
واسفر الهجوم الاسرائيلي المتواصل منذ الثامن من تموز/يوليو عن مقتل اكثر من 1850 فلسطينيا معظمهم من المدنيين فيما قتل من الجانب الاسرائيلي 64 جنديا وثلاثة مدنيين.
وبعد دقائق من بدء التهدئة الانسانية الاحادية الجانب، قتلت طفلة فلسطينية هي اسيل محمد البكري (ثمانية اعوام) واصيب 30 شخصا بجروح في غارة جوية اسرائيلية استهدفت منزلها في مخيم الشاطئ.
واعتبر سامي ابو زهري المتحدث باسم حماس في بيان صحافي ان “استهداف منزل عائلة البكري غرب غزة مع بدء توقيت التهدئة الاسرائيلية دليل على كذب الاحتلال وان التهدئة المعلنة هي للاستهلاك الاعلاني فقط، وندعو لاستمرار الحيطة والحذر”.
من جانبه، اعلن الجيش الاسرائيلي ان حماس لم تلتزم التهدئة واحصى اطلاق 42 صاروخا على اسرائيل لم تسفر عن اصابات.
وفي رد فعل شديد على الهجوم على غزة قال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس الاثنين ان “حق اسرائيل بالامن لا يبرر قتل اطفال او ارتكاب مذبحة بحق المدنيين”.
واضاف ان الحل السياسي للنزاع الاسرائيلي-الفلسطيني “يجب ان يفرض من قبل المجموعة الدولية لان الطرفين ورغم المحاولات العديدة، اثبتا للاسف انهما غير قادرين على الوصول الى نتيجة”.
وتصاعد الاستياء الدولي بعد قصف اسرائيل مدرسة للامم المتحدة في رفح الاحد، في ضربة هي الثالثة التي تطاول مبنى تابعا للمنظمة الدولية في عشرة ايام.
وفيما قالت الولايات المتحدة انها “روعت للقصف المشين لمدرسة تابعة للاونروا في رفح” اعتبر الامين العام للامم المتحدة بان كي مون ان هذا القصف “الذي يشكل انتهاكا فاضحا جديدا للقانون الانساني الدولي (…) هو امر مشين من الناحية الاخلاقية وعمل اجرامي”.
ورأى الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند ان قصف مدرسة تديرها الامم المتحدة في غزة الاحد هو امر “مرفوض”، داعيا الى “محاسبة” المسؤولين عن هذا الامر.
وفي نيويورك، تعقد الجمعية العامة للامم المتحدة الاربعاء “اجتماعا غير رسمي” لاعضائها ال193 حول الوضع في قطاع غزة، كما افاد متحدث باسمها الاثنين.
وقال المتحدث ان الاجتماع سيعقد بدعوة من مجموعة الدول العربية في الامم المتحدة، وستستمع خلاله الجمعية العامة الى افادات العديد من كبار المسؤولين في الامم المتحدة، من بينهم المفوضة العليا لحقوق الانسان نافي بيلاي ورئيس وكالة الامم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (اونروا) بيار كراهنبول ومنسق الامم المتحدة لعملية السلام في الشرق الاوسط روبرت سيري.