مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

افق واسع في بلد شاسع

تتميز جمهورية قازقستان بتوفير فرص اقتصادية واستثمارية واعدة للعديد من القطاعات الاقتصادية السويسرية swissinfo.ch

يقوم وزير الشؤون الاقتصادية السويسري باسكال كوشبان من 2 الى 4 مايو بزيارة الى جمهورية قازقستان يرافقه فيها وفد اقتصادي رفيع المستوى لبحث افاق التعاون والاستثمار بين البلدين.

تضاهي مساحة قازقستان التي تفوق مليوني كلم2، ستا وستين مرة مساحة سويسرا وخمس مرات مساحة فرنسا. وهذا البلد الشاسع الذي يزوره وزير الاقتصاد السويسري، يتمتع بثروات طبيعية ومعدنية هائلة وانتهج منذ استقلاله عن الاتحاد السوفييتي عام 91 سياسة انفتاح لاستقطاب الاستثمار الخارجي ولتنويع شركائه وموارده الاقتصادية التي تعتمد اساسا على النفط والغاز.

وتقول بريجيت بروهين، المسؤولة عن سياسة آسيا الوسطى في كتابة الدولة السويسرية للشؤون الاقتصادية، ان نجاح البلدان والمؤسسات الاجنبية في الاستثمار في هذا البلد يعتمد اساسا على تفهم العقلية القازقية التي لم تتخلص بعد من رواسب النظام المركزي الذي كان سائدا في حقبة الاتحاد السوفييتي.

ويرافق وزير الاقتصاد السويسري في زيارته وفد يضم عددا من اصحاب الاعمال يقودهم رئيس مؤسسة “الاقتصاد السويسري Economie suisse” اولي فورستر. وتوجد حاليا حوالي خمس وثلاثين شركة سويسرية تعمل في هذا البلد الشاسع الذي لا يتجاوز عدد سكانه خمسة عشر مليون نسمة. ويعتقد المسؤولون السويسريون ان هنالك فرصا جيدة للاستثمار في قازقستان بالنسبة للمؤسسات الصناعية السويسرية الصغرى والمتوسطة الحجم.

اعتمدت جمهورية قازقستان حتى عام 91 على السوق الروسية والسوفييتية، بحكم انتمائها للاتحاد السوفييتي. لكن تفكك الإمبراطورية ادى الى تراجع كبير في المردود الاقتصادي لهذا البلد، الذي انخفض انتاجه الداخلي الى اكثر من ستين في المائة في منتصف التسعينات.

الانتعاش

بدأ اقتصاد قازقستان يستعيد عافيته منذ عام 2000، حيث استقر معدل النمو بين 8 و10 في المائة. كما فتحت حكومة الرئيس نور سلطان نزارباييف، الابواب على مصراعيها للمستثمرين الاجانب من خلال اعتماد حوافز ضريبية وجبائية، لاسيما في مجال البنية التحتية وكذلك القطاعات الصناعية والزراعية والاجتماعية والسياحية. وهذا البلد الذي يتميز بجمالية طبيعية استثنائية، حيث يضم اكثر من 48000 بحيرة، لم يطور بعد القطاع السياحي لا في سهوله الشاسعة ولا في مناطقه الجبلية المرتفعة.

وتقول السيدة بريجيت بروهين، ان قازقستان توفر افضل فرص الاستثمار مقارنة مع شقيقاتها في آسيا الوسطى جمهوريات إوزباكستان وتادجيكستان وتركمانستان وقرقيزيا. ويشاطر البنك العالمي هذا الراي، حيث يعتبر ان قدرات قازقستان تضاهي قدرات روسيا واوكرانيا.

غير ان هذا البلد لا يخلو من بعض المشاكل مثل ثقل البيروقراطية والاداءات الجمركية المرتفعة وتاخر تسديد ثمن الصفقات، لاسيما من قبل الشركات الحكومية التي هي بصدد اعادة الهيكلة.

كما تحتاج قازقستان الى اعتماد سياسة صارمة في مجال حماية البيئة، ذلك ان هذا البلد الشاسع قد دفع ثمنا باهضا لسياسة التصنيع المكثف والاستغلال الاقصى للموارد التي كانت سائدة خلال الحقبة السوفييتية. وتقول آخر دراسات حماية البيئة ان العاصمة الاقتصادية للبلاد، الماتي، تعتبر ثالث اكثر مدن العالم تلوثا.

سويس انفو مع الوكالات

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية