الأسواق العالمية تشهد تحسنا طفيفا قبل عطلة عيد الفصح

afp_tickers

شهدت البورصات العالمية بعض التعافي الجمعة بعدما مرّت بالعديد من التقلبات، مدفوعة بتصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب في إطار الحملة التجارية التي يشنها والتي يبدو أنها أصبحت أقل حدة، عشية عطلة نهاية الأسبوع في عيد الفصح حين تكون معظم هذه الأسواق مغلقة.

وقال ترامب الذي استقبل الخميس رئيسة الوزراء الإيطالية إنه واثق بنسبة “100%” من التوصل الى اتفاق بشأن الرسوم الجمركية مع الاتحاد الأوروبي، وهو ما أكدته أيضا جورجيا ميلوني واصفة الولايات المتحدة بـ”الشريك الموثوق به”.

وكان مسؤولون أميركيون قالوا إن ميلوني وترامب تربطهما “علاقة خاصة” مضيفين أنها قد تشكل صلة الوصل لاتفاق بشأن الرسوم الجمركية بين أوروبا وواشنطن.

وأكد الرئيس الأميركي “سيكون هناك اتفاق تجاري” في إشارة إلى تهدئة محتملة في الحملة التجارية التي أطلقها بإعلانه فرض رسوم جمركية شملت حلفاء الولايات المتحدة.

وقالت ميلوني، وهي أول مسؤول أوروبي يلتقي ترامب منذ بدء حربه التجارية “أنا متأكدة من أننا نستطيع التوصل إلى اتفاق، وأنا هنا للمساعدة في تحقيق ذلك”، مضيفة أنها تؤمن بـ”الوحدة” رغم التوترات التجارية. وتابعت “إذا لم أكن أعتقد أنها (الولايات المتحدة) شريك موثوق به لما كنت هنا اليوم”.

وفي إشارة إلى أن الطريق ما زال طويلا، أوضح ترامب أنه “ليس في عجلة من أمره” وأن ميلوني لم تدفعه إلى تغيير استراتيجيته.

إلى ذلك، أعلن ترامب الخميس أن الولايات المتحدة تجري محادثات مع الصين بشأن الرسوم الجمركية، مبديا ثقته بإمكان توصّل أكبر قوتين اقتصاديتين في العالم إلى اتفاق ينهي الحرب التجارية.

وقال في تصريح صحافي في المكتب البيضوي “نعم، نحن نجري محادثات مع الصين”، مضيفا “لقد تواصلوا معنا مرات عدة”.

فرضت الولايات المتحدة رسوما جمركية بنسبة 145% على الأقل على المنتجات الصينية، في حين ردت بكين بفرض ضرائب تصل إلى 125% على المنتجات الأميركية.

وفي مؤشر على تراجع حدة التصريحات الأميركية، قال السفير الأميركي الجديد لدى اليابان الجمعة إنه “متفائل للغاية” بشأن التوصل إلى اتفاق تجاري بين البلدين، عقب مناقشات قادها المفاوض الياباني في واشنطن.

وقال جورج غلاس لدى وصوله إلى طوكيو حيث من المقرر أن يتولى مهامه “التقيتُ معظم المسؤولين الرئيسيين المشاركين في المفاوضات والمناقشات. أنا متفائل للغاية بإمكان التوصل إلى اتفاق”.

واليابان، الحليف الوثيق لواشنطن والمصدر الرئيسي للاستثمار الأجنبي في الولايات المتحدة، مستهدفة كغيرها من البلدان برسوم جمركية أميركية بنسبة 25% على السيارات والصلب والألومنيوم.

وتطالب طوكيو التي تواجه تهديدات من الولايات المتحدة بفرض رسوم جمركية شاملة بنسبة 24% من شأنها أن تعيق صادراتها، بالتوصل إلى اتفاق “في أسرع وقت ممكن”، قبل نهاية المهلة النهائية البالغة 90 يوما التي منحها دونالد ترامب الأسبوع الماضي لدول العالم، باستثناء الصين.

وفي آسيا، شهدت البورصات بعض التعافي.

وقرابة الساعة 06,00 بتوقيت غرينتش، ارتفع مؤشر نيكاي الرئيسي في بورصة طوكيو 1% (إلى 34723 نقطة) في حين ارتفع مؤشر توبكس بنسبة 1,11% (إلى 2558 نقطة).

وفي وقت سابق، ارتفعت بورصة سيول 0,12% بعد وقت قصير من الساعة 01,00 بتوقيت غرينتش، في حين كانت بورصة هونغ كونغ مغلقة بسبب عطلة عامة.

– “علاقة خاصة” –

تربط جورجيا ميلوني ودونالد ترامب اللذين يتشاركان العديد من وجهات النظر المحافظة خصوصا في ما يتعلق بالهجرة، علاقات جيدة جدا. وكانت رئيسة الوزراء التي يصفها الجمهوريون بأنها “مسؤولة رائعة”، الزعيمة الوحيدة في الاتحاد الأوروبي التي دعيت لاحتفال تنصيبه في كانون الثاني/يناير.

وكان مسؤولون أميركيون قالوا في وقت سابق إن ميلوني وترامب تربطهما “علاقة خاصة”، مضيفين أنها قد تشكل صلة الوصل لاتفاق بشأن الرسوم الجمركية بين أوروبا وواشنطن.

وقال مسؤول في إدارة ترامب لصحافيين قبل اللقاء “نحن منفتحون ومستعدون ومستعدون لإبرام اتفاقات مع الدول التي تأخذ هذا الأمر على محمل الجد. نأمل بأن تكون إيطاليا والاتحاد الأوروبي جزءا منها”.

لكن في واشنطن، أشارت ميلوني إلى أنها “لا تستطيع التفاوض نيابة عن الاتحاد الأوروبي”.

ومنذ 5 نيسان/أبريل، تسري رسوم جمركية بنسبة 10% على الأقل على كل المنتجات التي تدخل الولايات المتحدة، باستثناء المنتجات الصينية التي تخضع لضرائب باهظة.

وانتقدت ميلوني هذه الحملة الجمركية لكنها دعت إلى الحوار وحضّت بروكسل على عدم اتخاذ تدابير انتقامية.

بورز-الس/الح/ح س