مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

الأنظار تتجه نحو المرأة

عدد كبير من الفتيات يشعرن بعدم الارتياح في القاعات الدراسية المختلطة Keystone

يفتقر الاقتصاد السويسري إلى قرابة عشرين ألف متخصص في مجال المعلوماتية والحاسب الآلي، ومن المتوقع أن يتزايد الطلب على المتخصصين في هذا المجال في السنوات المقبلة بشكل أكثر مما يتوقع الكثيرون.

بعض الدول الأوربية مثل ألمانيا لجأت إلى “استيراد” المتخصصين من هذا المجال من الهند، حيث وافقت السلطات على استقدام ستة آلاف هندي للعمل في مجال الحاسبات الآلية والبرمجيات، بشروط إقامة اعتبرها البعض قاسية لكن آخرين رأوا أن تزايد الاحتياج إلى مثل هذه الخبرات سيدفعها إلى تعديل هذه الشروط مستقبلا.

إلا أن المسؤولين السويسريين إن رأوا في استقدام عمالة أجنبية لحل هذا العجز حلا، فهو ليس نهائيا على الإطلاق، بل يبحثون عن وسلة فعالة و طويلة الامد للتغلب على هذا النقص، و ذلك من خلال توجيه أكبر قدر ممكن من التلاميذ إلى دراسة المعلوماتية والحاسب الآلي، لتبدأ مناقشات بين الإدارات التعليمية لدراسة كيفية تهيئة المعلمين المتخصصين لذلك و التمويل و الإمكانات اللازمة.

من بين المقترحات التي تُدرس حاليا بعناية هو كيفية توجيه عدد كبير من التلميذات إلى دراسة هذا التخصص على أن يكون ذلك في فصول دراسية منفصلة عن التلاميذ، حيث أثبتت عدد من الدراسات في ألمانيا والولايات المتحدة أن الفصل بين التلميذات والتلاميذ في مقاعد الدراسة يؤدي إلى زيادة قدرة الطالبات على الاستيعاب والفهم، وخاصة في المجالات العلمية، وهو ما اعتبره رجال الاقتصاد أحد الإمكانيات التي لا يجب التفريط فيها لزيادة عدد المؤهلين في هذا المجال، حتى وإن كانوا من الجنس اللطيف.

فبعد خطوات جادة في هذا المجال قامت بها ألمانيا، وسجلت إقبالا من العديد من النساء، بدأت شركة سيمنس السويسرية في مشروع يحمل اسم
“way-up” لتأهيل الراغبات في العمل في مجال المعلومات والحاسب الآلي في معزل عن مزاحمة الشباب لهن في قاعات الدراسة، فالدارسات يبدأن في أول عامين بدراسة علوم الإلكترونيات والميكنة البسيطة والمقعدة والتصميم الهندسي، ثم يتجهن بعد ذلك إلى التخصص العملي أو الأكاديمي، كل حسب رغبتها.

إلا أن التعليم الجامعي السويسري لا يعرف إلى الآن الفصل بين الجنسين وعلى الرغم من أن جامعة بريمين الألمانية قامت بتلك التجربة منذ الخريف الماضي حيث خصصت لإحدى وثلاثين طالبة فصلا دراسيا خاصا بهن للبدء في دراسة علم المعلومات والحاسب الآلي، إلا أن أحد أساتذة المعهد التقني الفدرالي في زيورخ يرى أن تطبيق هذه التجربة في سويسرا غير مجدي، على الرغم من حاجة المعهد إلى تأهيل عدد أكبر من المتخصصين و المتخصصات في هذا المجال بمعزل عن منافسة الرجال لهن.

في المقابل وجد المعهد العالي للتقنية في مدينة فينترتور الصناعية ضالته في هذه الفرصة للحصول على عدد أوفر من العاملين في مجال الإعلامية والحاسب الآلي، فخصص اعتبارا من الفصل الدراسي القادم فرصة للطالبات الراغبات في دراسة هذا التخصص.

ولكن ربما إذا وضع المختصون الحقائق التي أعلنها الاقتصاديون عن الأعداد التي يحتاجونها في المستقبل للعمل في مجال الحاسب الآلي والمعلوماتية والتي ستبلغ سبعة ملايين ونصف المليون في عام ألفين وثلاثة في جميع البلدان الأوربية، ربما إذا وضعوا تلك الأرقام نصب أعينهم، يفكرون جديا في تعديل البرامج الدراسية لتساعد على تأهيل عدد كبير من التلاميذ في هذا المجال.

تامر أبو العينين

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية