مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

الأونسكوم كانت على علم

لجنة إنموفيك لم تعثر على أكثر مما اكتشفته لجنة أونسكوم Keystone Archive

أكد هانس بليكس ومحمد البرادعي أن المفتشين لم يعثروا على أية نشاطات محظورة في العراق فيما يتعلق بأسلحة الدمار الشامل

لكن الأمم المتحدة على علم بهذه الحصيلة منذ عام 1995، كما يتضح من وثيقة إستجواب وزير الدفاع العراقي السابق حسين كامل، التي حصلت سويس إنفو على نسخة منها.

ما يمكن استخلاصه من تقرير هانس بليكس رئيس الإنموفيك أمام مجلس الأمن الدولي يوم الجمعة الماضي بخصوص البحث عن أسلحة الدمار الشامل في العراق، هو قوله “أنه لم يتم اكتشاف أية نشاطات محظورة لحد الآن …، ولم يتم اكتشاف أية منشآت تحت سطح الأرض إما لإنتاج او تخزين المواد الكيماوية او الجرثومية”.

أما زميله رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي فقد صرح “أننا لم نجد أية أدلة جادة تشير إلى استئناف العراق لبرنامج التسلح النووي”.

هذه التصريحات لا تختلف كثيرا عن المعلومات التي حصلت عليها الأمم المتحدة في عام 1995 من خلال استجواب صهر الرئيس العراقي صدام حسين ووزير الدفاع والتصنيع الحربي العراقي السابق الفريق حسين كامل بعد فراره من العراق إلى الأردن، وتقديمه معلومات عن برنامج التسلح العراقي، اعترفت جميع الأطراف المعنية بأنها كانت هامة.

فقد صرح الفريق حسين كامل، أثناء استجوابه في عمان من قبل رئيس الأونسكوم رولف إيكيوس، كما يتضح من محضر الجلسة الذي حصلت سويس إنفو على نسخة منه، “أنه أعطى أوامر بتحطيم كل الأسلحة البيولوجية والكيماوية والنووية”.

اعترافات تم حجبها!

وتٌـقر لجنة أونسكوم في محضر استجواب الفريق حسين كامل في 22 نوفمبر 1995، أن “نشاطات مفتشي الأمم المتحدة حول أسلحة الدمار الشامل العراقية تنقسم إلى ما قبل اعترافات حسين كامل، وما بعدها”.

وكانت الإدارة الأمريكية والحكومة البريطانية اعتبرتا آنذاك تصريحات المسؤول العراقي المنشق هامة للغاية.

ويتضح من هذا المحضر أن حسين كامل قدم الكثير من التفاصيل عن برامج أسلحة الدمار الشامل العراقية، سواء البيولوجية او الكيماوية او الصاروخية، إذ اعترف في مجال الصواريخ “باقتناء العراق 819 صاروخا و11 منصة إطلاق”. لكنه أوضح أنه “تم تحطيمها كلية مع الاحتفاظ بتصاميم وقوالب يمكن استعمالها لاستئناف تصنيع صواريخ محلية”

وفي المجال البيولوجي، اعترف حسين كامل “بأن العراق طور حتى حرب الخليج برنامجا لصنع الأنتراكس او الجمرة الخبيثة”، إلى جانب برامج بيولوجية أخرى. وقال إنه تم تطوير ذلك إلى قنابل من ألياف زجاجية، كما اعترف بتزويد 25 رأس صاروخية بمادة الأنتراكس. لكنه أوضح في رده على سؤال حول تدمير هذه الأسلحة “أنه لم يتبق منها شيء” وأن ذلك تم بعد بداية زيارات التفتيش.

وفي المجال الكيماوي، اعترف حسين كامل لمفتشي الأونسكوم “بتطوير العراق لبرنامج إنتاج قنابل مزودة بغاز VX مع نهاية الحرب العراقية الإيرانية بعد القيام بتجارب على غاز الخردل والسارين. وفي رده على سؤال عما إذا تم استئناف إنتاج غاز VX بعد نهاية الحرب العراقية الإيرانية، أوضح حسين كامل “بأن قسما من المصنع تم تحويله إلى مصنع للمبيدات والقسم الآخر لصناعة الأدوية”.

وكان المسؤول العراقي الذي لقي حتفه بعد عودته من الأردن إلى العراق أكثر وضوحا في تصريحه أمام مفتشي الأونسكوم بخصوص تدمير العراق لأسلحة الدمار الشامل التي في حوزته، عندما قال في الصفحة 13 من محضر الاستجواب “لقد أدرك العراقيون أنه في حال استعمال الأسلحة الكيماوية، سيتم الرد بأسلحة نووية. وقد تم تحطيم كل الأسلحة الكيماوية، وأعطيت أوامر لتدمير كل الأسلحة الكيماوية، وتم تحطيم كل الأسلحة البيولوجية والكيماوية والنووية والصواريخ”.

لماذا الصمت عن هذه الشهادة؟

لئن كانت اعترافات حسين كامل بخصوص تفاصيل برامج أسلحة الدمار الشامل قد استثمرت بشكل جيد من قبل فرق التفتيش المتتالية للوصول إلى المنشآت العراقية، والى الخبراء العراقيين، فإن تصريحاته بخصوص تدمير هذه الأسلحة لم يفصح عنها إلا في 24 فبراير الماضي في مقال لمجلة نيوزويك الأمريكية.

وتعلل الجهات الأممية هذا التغاضي عن الإفصاح عن اعترافات حسين كامل بتدمير الأسلحة “للرغبة في دفع صدام حسين لكشف المزيد من التفاصيل” حسب مجلة نيوزويك.

أما صمت الجانب العراقي عن تدمير هذه الأسلحة، فاعتبرته مجلة نيوزويك “لتفادي الإفصاح عن وجودها أمام المفتشين على أمل استئناف إنتاجها بعد نهاية التفتيش”. لكن الفريق حسام محمد أمين، رئيس اللجنة الوطنية للرقابة والمكلف بالتنسيق مع مفتشي لجنة إينموفيك، صرح يوم الأحد 9 مارس 2003 في بغداد “أننا عرضنا على لجنة أونسكوم عام 1995 الإطلاع على أماكن تدمير الأسلحة، لكنها اكتفت بالتقارير المقدمة لها”.

محمد شريف – سويس إنفو – جنيف

الفريق حسين كامل
صهر الرئيس العراقي صدام حسين
وزير الصناعة ما بين 1985و1995
فر للأردن في 7 أغسطس 1995
اعدم بعد عودته للعراق في 23 فبراير 1996

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية