The Swiss voice in the world since 1935

الاتحاد الاوروبي يزيد الضغوط على اليونان لاستقبال اللاجئين

مهاجرة تقف امام خيمة للمفوضية العليا للاجئين، في مركز تسجيل في جزيرة ساموس اليونانية، في 17 كانون الثاني/يناير 2016 afp_tickers

من اجل مواجهة الاوضاع الطارئة الناجمة عن ازمة الهجرة، دعت المفوضية الاوروبية مرة جديدة اليونان الاربعاء الى تحسين شروط استقبال اللاجئين، حتى تتمكن من اعادة مهاجرين اليها من اجل تخفيف الضغوط عن بلدان اخرى.

وذكرت المفوضية في الوقت نفسه بالحاح الدول الاعضاء ال 28 بالتزاماتها على صعيد توزيع اللاجئين، فيما تحرز العملية تقدما بطيئا يتسبب في اغضابها.

وتقضي التوصية الاخيرة للمفوضية الاوروبية من اجل انتظام العمل في ادارة اسوأ ازمة هجرة منذ 1945، الى جعل اثينا تلتزم باتفاقات دبلن التي ترغم الدولة العضو التي يدخل منها اللاجئون الى الاتحاد على ان تبحث في طلبات اللجوء.

ومنذ 2010-2011، لم تعد تتوافر للدول الاعضاء امكانية اعادة مهاجرين الى اليونان بموجب قاعدة الدخول الاول، بعدما اكتشفت المحكمة الاوروبية لحقوق الانسان ثغرات في التعامل مع طالبي اللجوء.

وما زال يتعين على اليونان التي تناضل للخروج من ازمة مالية كبيرة، تحسين بعض المجالات، مثل تحسين قدرات وشروط الاستقبال، والوصول الى اجراء طلب اللجوء و(امكانية) تقديم استئناف والمساعدة القانونية.

ويتعين اتخاذ “تدابير عاجلة” “من اجل امكان استئناف بعض عمليات نقل الاشخاص”، كما توصي المفوضية، التي اعلنت مع ذلك عزمها على اصلاح تسوية دبلن التي تهاوت في الواقع امام تدفق اكثر من مليون مهاجر في 2015.

وقال ديميتريس افراموبولوس المفوض الاوروبي للهجرة، ان “تسوية دبلن لم تمت. اننا نبقيها على قيد الحياة ما دمنا نحتاح اليها للبدء بمراجعتها”.

-رسالة قوية وواضحة-

وامام هذه الازمة غير المسبوقة، انتقدت بروكسل الدول الاخرى الاعضاء.

وقال افراموبولوس “لقد حان الوقت حتى يبدي كل طرف مزيدا من المسؤولية”، موضحا انه وجه رسائل الى مختلف وزراء الداخلية.

وقال “كتبت رسالة… تتضمن اشارة واضحة وقوية لأذكرهم بأنهم ملزمون بالقرارات حول توزيع اللاجئين، والتي يتعين تطبيقها على الفور لمواجهة الوضع الداهم”.

وقد اتفقت البلدان ال 28 الصيف الماضي على آليتين لتوزيع اللاجئين في اطار الاتحاد الاوروبي من اجل استقبال 160 الف شخص وصلوا الى اليونان وايطاليا.

لكن الاحصاء الاخير للمفوضية افاد ان 218 شخصا فقط “اعيد توزيعهم” في اليونان و279 في ايطاليا. واعربت بروكسل عن الاسف لان 15 دولة فقط قد ابدت استعدادها لتأمين اكثر بقليل من 2000 مكان.

وقد حسنت اليونان قدراتها على صعيد التسجيل وبناها التحتية لاستضافة المهاجرين ونقلهم، حتى لو ان اكثر من 12300 مكان لم يتأمن بعد من اصل 50 الفا وعدت بها اثينا في تشرين الاول/اكتوبر، كما ذكرت المفوضية.

وفي بداية شباط/فبراير، انتقدت بروكسل اثينا بسبب الثغرات على حدودها مع تركيا التي تعد الحدود الداخلية للاتحاد الاوروبي.

وفي كانون الثاني/يناير، سجلت بصمات حوالى 8 من كل 10 مهاجرين لدى وصولهم، في مقابل اقل واحد من كل 10 في ايلول/سبتمبر. ويعمل واحد فقط من مراكز التسجيل الخمسة المقررة، لكن يفترض متى يتم تجهيزها ان تتمكن من تسجيل حتى 11 الف شخص يوميا، اي اكثر من المتوسط اليومي المسجل في كانون الثاني/يناير، كما لاحظ التقرير.

والاربعاء تظاهر المئات من سكان جزيرة كوس التي يعيش فيها 30 الف شخص احتجاجا على خطة لبناء مركز لاستقبال المهاجرين خشية تاثير ذلك على السياحة.

وفي ايطاليا، يرتبط بطء عملية اعادة التوزيع بضعف عدد المهاجرين المؤهلين للجوء، كما اضاف التقرير.

واقترحت المفوضية الاوروبية من جهة اخرى تعليق 30% من اعادة التوزيع المقررة في النمسا طوال سنة بسبب تدفق اللاجئين الى هذا البلد.

وما زالت المفوضية تتوقع امورا كثيرة من تركيا التي تعتبرها شريكا اساسيا لوقف وصول مهاجرين جددا.

واعتبر افراموبولوس “اذا لم تلتزم تركيا… سيكون من الصعب جدا التعاطي مع الوضع. واذا ما ارادت تركيا ذلك فعلا، فيمكنها القيام بعملها ميدانيا: التصدي للمهربين ووقف تدفق اللاجئين”.

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية