مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

البرلمان السويسري يدعو دول العالم لاحترام معاهدات جنيف

المعاملة المهينة التي تعرض لها اسرى القاعدة وطالبان في معتقل غوانتانامو كانت الدافع وراء الاعلان الصادر عن مجلس النواب يوم الاربعاء Keystone

في بيان صادر عن البرلمان السويسري، دعت سويسرا كل دول العالم إلى عدم نسيان المبادئ الإنسانية في حملات محاربة الإرهاب. النداء الذي صدر عن مجلس النواب يدين الإرهاب كأبشع انتهاك للمبادئ الإنسانية ولكنه لا يستهدف الولايات المتحدة الأمريكية وحدها.

حتى وإن كانت الخطوة التي اتخذها مجلس النواب السويسري يوم الأربعاء مبرمجة منذ مدة، فإن تزامنها مع مرور أيام قليلة على انضمام سويسرا إلى منظمة الأمم المتحدة، يعطي انطباعا بأن سويسرا ترغب في مواصلة الدفاع عن المبادئ التي تميزت بها سياستها الخارجية، الا وهي الدفاع عن حقوق الإنسان وعن القانون الإنساني الدولي.

فقد صادق مجلس النواب صباح الأربعاء على إصدار بيان جاء فيه:”أن معاهدات جنيف تعتبر أدنى حد ممكن من المعايير التي لا يمكن الاستغناء عنها والنابعة من التجربة الأليمة للحرب العالمية الثانية. فهذه القوانين لا تمثل مثلا عليا، بل حلا وسطا يحظى بإجماع دولي، بين المتطلبات العسكرية الشرعية الأساسية وبين الحقوق الأساسية لحماية الأفراد. ولا يجب بأي حال من الأحوال التشكيك فيها بل يجب تطبيقها في كل مكان وإدخال الإصلاحات عليها إذا اقتضت الضرورة ذلك”.

بيان البرلمان السويسري أدان الإرهاب بقوله:”ان الإرهاب يعتبر أبشع انتهاك للمبادئ الإنسانية الدولية” ولكنه يرى أن أية محاربة لهذا الإرهاب “يجب أن تتم وفقا لاحترام هذه المبادئ”.

الانتقادات لا تستهدف الولايات المتحدة لوحدها

وعلى الرغم من أن البيان البرلماني لم يشر إلى جهة بعينها، إلا أن موضوع النقاش انطلق من مبادرة النائب الاشتراكي من دويلة بازل ريمو جيسين، الذي طرح في وقت سابق موضوع معاملة أسرى حركة طالبان وتنظيم القاعدة في معسكر جوانتانامو الأمريكي.

ولكن تدخل أعضاء لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب سمح بتحوير النص لكي يصبح موجها لكافة الدول، إذ يقول نص البيان النهائي، إن المجلس الوطني يناشد كل دول العالم وخصوصا في حربها اليوم ضد الإرهاب، لكي تحترم معاهدات جنيف”.

ويخص البيان بالذكر “معاملة الجنود الأسرى والسكان المدنيين” و” التطبيق الفعلي لهذه المعاهدات بدون شروط أو انتقائية” و ” عدم التشكيك في المبادئ الإنسانية التي تتضمنها”.

إسماع صوت سويسرا

وزير الخارجية السويسري السيد جوزيف دايس، وفي رد فعله على بيان البرلمان، حيا هذا الموقف، وصرح “بأن الوقت مناسب لكي تسمع سويسرا صوتها بوصفها راعية معاهدات جنيف وبحكم تقاليدها العريقة في الميدان الإنساني”. ويرى وزير الخارجية السويسري “أنه من غير المقبول التقليل من أهمية القانون الإنساني الدولي لا في جوانتانامو ولا في أي مكان آخر من العالم”.

بيان البرلمان السويسري، حتى وإن كان مبرمجا من قبل تصويت الشعب السويسري على الانضمام إلى المحافل السياسية لمنظمة الأمم المتحدة، فإن الدوائر الدبلوماسية السويسرية تعتبره تشجيعا للمضي قدما في تقاليد الدفاع عن حقوق الإنسان وعن القانون الإنساني الدولي بحكم كون سويسرا راعية معاهدات جنيف وكونها مقرا للجنة الدولية للصليب الأحمر الساهرة على تطبيق القانون الإنساني الدولي.

وبالنظر إلى تصرف الولايات المتحدة الأمريكية وتأويلها لكيفية معاملة أسرى حركة طالبان وتنظيم القاعدة، وبالنظر إلى الصمت الذي تواجه به المجموعة الدولية هذا التأويل الأمريكي لكيفية تطبيق معاهدات جنيف، باستثناء انتقادات اللجنة الدولية للصليب الأحمر او تلك الصادرة عن المفوضة السامية لحقوق الإنسان السيدة ماري روبنسن، فإن بيان البرلمان السويسري حتى وإن كان مجرد تصريح فإنه يدخل في خانة ما يمكن اعتباره “أضعف الإيمان” في الظرف الدولي الحالي.

محمد شريف – جنيف

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية