The Swiss voice in the world since 1935

التعاون العسكري اليوناني الفرنسي في أحسن حال وسط التوتر مع تركيا

مقاتلة رافال تابعة للقوات الجوية الفرنسية تحلّق فوق قاعدة تاناغرا الجوية العسكرية شمال أثينا في 4 شباط/فبراير 2021 afp_tickers

فوق قاعدة تاناغرا العسكرية اليونانية، على بعد 43 كيلومترا شمال أثينا، تظهر أربع مقاتلات فرنسية من طراز رافال، يكاد ضجيجها يصمّ الآذان وسط ادائها حركات دائرية مثيرة في سماء اليونان الصافية.

وتقوم القوات الجوية اليونانية والفرنسية بتدريبات مشتركة في إطار مهمة “سكيروس”، في حدث يظهر الرغبة في تعزيز التعاون العسكري بين البلدين.

وفي ظل التوتر المتصاعد مع الجارة تركيا، أبرمت اليونان في 25 كانون الثاني/يناير صفقة شراء 18 مقاتلة رافال من فرنسا بقيمة 2,5 مليار يورو.

واليونان هي المحطة الأخيرة لطواقم مهمة “سكيروس” الفرنسية، بعد الهند ومصر اللتين كانت قد اشترتا بدورهما مقاتلات مماثلة. وطيلة ثلاثة أسابيع، حشدت هذه المهمة 170 طيارا في 5 دول، إضافة إلى أربع مقاتلات رافال وطائرة من طراز “آي 400 ام” وأخرى من طراز “آي 330”.

وقال الجنرال لوران ليربيت الذي يقود المهمة، “إنّها الخطوة الأولى لتعزيز التعاون”، مبدياً في كلمة ألقاها في قاعدة تاناغرا الخميس عن سعادته بانضمام “اليونان إلى نادي الدول المالكة لطائرات رافال”.

ومن المتوقع توجّه المجموعة الأولى من الطيارين اليونانيين إلى فرنسا خلال الشهر الجاري بهدف التدرب، فيما من المقرر تسلّم اليونان أولى المقاتلات في بداية حزيران/يونيو.

وأمام واحدة من المقاتلات، يعرب الطيار اليوناني ابوستولوس سفنتزيديس عن امنيته بقيادة طائرة مماثلة. يقول “لا وجود لمقاتلة بهذه الفعالية في المنطقة. ستؤمن ميزة كبيرة لليونان أمام جيرانها”.

ويتيح أحدث جيل من رافال “اف-3 أر” المساهمة في جميع مهام القوات الجوية: الردع النووي، الدفاع الجوي، القدرة على العمل في مناطق بعيدة عن القاعدة ودعم القوات المنتشرة ميدانيا.

ويرى غريغوري، طيار فرنسي، أنّ “الاستعاضة عن رافال واحدة، تستوجب ثلاث مقاتلات أو أربعاً. إنّها حقا عنصر يمكن أن يغيّر المعطيات في مواجهة الخصم”.

– “بيئة إقليمية مضطربة” –

واستعر خلاف منذ أكثر من عام بين أثينا وأنقرة على خلفية التنقيب عن موارد الطاقة في مياه متنازع عليها شرقي المتوسط مع اليونان وجمهورية قبرص. وشهدت فصول التوتر العديد من التحركات الهادفة إلى استعراض القوة.

وقال السفير الفرنسي لدى أثينا باتريك ميزوناف إنّ “اليونان تواجه بيئة إقليمية مضطربة ومتقلّبة، ومن المحتمل أن تظل هذه البيئة كذلك”.

وهذا ما يبرر وفقاً لأثينا زيادة إنفاقها في مجال التسلّح، والذي يتوقع أن يتضاعف بخمس مرات في 2021.

علاوة على الاستحواذ على طائرات رافال، تخطط أثينا لشراء طوافات ومسيّرات، وتحديث أسطولها من مقاتلات اف-16 وتجنيد 15 ألف جندي إضافي. كما أنّها أعلنت العمل على تمديد الخدمة العسكرية إلى 12 شهراً.

ووقفت فرنسا إلى جانب أثينا منذ بداية الأزمة مع أنقرة، وأرسلت خلال الصيف مقاتلات رافال وسفنا في ظل نشر تركيا لسفن عسكرية واستكشافية في شرق المتوسط.

– “اخوة في السلاح” –

وقال وزير الدفاع اليوناني نيكوس باناغيوتوبولوس إنّ التقارب بين الدولتين يساهم في “إرساء بيئة جيوسياسية أكثر أمناً في الإقليم”.

وأشار إلى أنّ عقود السلاح والمناورات المشتركة تهدف إلى “بعث رسالة واضحة بفضل قوة الردع”.

وفي الربيع، ستجمع مجدداً مناورات “اينوكيوس” الجوية التي تنظّم سنوياً في اليونان، قوات الدولتين، إلى جانب العودة المرتقبة لحاملة الطائرات شارل ديغول إلى شرق المتوسط.

وثمة عقود مهمة أخرى قيد التفاوض. ومن المقرر طرح مناقصة لشراء أربع فرقاطات على الأقل قريباً، وفقاً لوزارة الدفاع اليونانية. وستدخل مجموعة “نافال غروب” الفرنسية المنافسة.

وأمام حشد من العسكريين اليونانيين، أعرب السفير الفرنسي عن “الأمل في رؤية مزيد من مقاتلات رافال في سماء اليونان، ومزيد من الفرقاطات في البحر”. وقال “بهذه الطريقة سنصير إخوة في السلاح”.

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية