مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

الحرب غير معلنة ولكنها ستطول

لجوء اسرائيل الى استعمال صواريخ ارض ارض لقصف مبان فلسطينية، تصعيد جديد يفاقم التوتر في المنطقة Keystone

شهدت المناطق الفلسطينية في الايام الاخيرة، تصعيدا نوعيا في العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني وفي المقاومة الفلسطينية لممارسة الاحتلال، سواء منها العسكرية والاقتصادية.

ويحلو للبعض ان يصف هذا المستوى من حدة الصراع بأنه حرب، اما البعض الآخر فيصفه “بأعمال العنف”. اما الذين يعيشون هذه الأوضاع على الأرض، فيعرفون تماما ان ما يجري هو محاولة اسرائيلية متصاعدة الحدة والعنف بهدف اخضاع الشعب الفلسطيني للاحتلال الإسرائيلي او ارغامه، وقيادته، على القبول بنوعية “الحلول” السلمية التي تريدها اسرائيل وتحديدا حكومة شارون.

الحرب تفترض وجود طرفين وجيشين، وفي حالتنا الملموسة يوجد طرف واحد له جيش يقوم بحرب من جانب واحد وهذا ما يسمى عدوانا. كذلك يوجد طرف ثان في هذه المعادلة يقاوم الاحتلال ويسعى الى الحرية والاستقلال أسوة بباقي شعوب الارض، ويستند هذا الشعب في نضاله الى القانون الدولي والشرعية الدولية.

وقد لفت انتباهنا هنا في فلسطين، الى ان بعض العرب ينجرون، وغالبا بدون قصد، الى استعمال المصطلحات الإسرائيلية لوصف هذا الصراع، فيشيرون مثلا الى الجهود الهادفة الى “خفض مستوى العنف”، وهو تعبير تلجأ اليه اللغة “المحايدة” التي تستعملها اسرائيل للتغطية على ان ما يجري هو عدوان من جيش مدجج ضد شعب يقاوم الاحتلال والعدوان.

لقد سبق واعلن شارون ان لديه خطة متكاملة “لوقف العنف” وقال بالحرف “السؤال ليس كيف بل متى”. ويبدو ان الوقت قد حان وان اسرائيل بدأت في تنفيذ خطة شارون. وقد اوضح رحبعام، احد اعضاء حكومة شارون، الغاية من هذه الخطة في تصريح قال فيه: “سوف نجعلهم (أي الفلسطينيون) يزحفون على بطونهم”.

هناك ثلاثة عوامل تدعو للاعتقاد بان مدة هذا العدوان والمواجهة سوف تطول، اولها ما نعرفه عن شخص شارون من نزوع لتحقيق الأهداف بواسطة القوة بما فيها الوحشية، كذلك تركيبة الحكومة الإسرائيلية الحالية التي سوف تنهار لو اخذ رئيسها منحى اخر.

ثانيا النفس الكفاحي الطويل للشعب الفلسطيني الذي يتجلى من خلال تصاعد المقاومة والتصميم عليها ودعمها شعبيا كلما ازدادت حدة العدوان كما رأينا حتى الان. اما العامل الثالث فهو غياب دور فاعل للأسرة الدولية، او الدولة الكبرى، وحتى الدول العربية.

لذلك، فالتقدير السائد هنا، ان هذه المواجهة سوف تستمر وتتصاعد لمدة طويلة، ربما طالما بقيت هذه الحكومة في سدة الحكم في إسرائيل، ويبقى السؤال هل من الممكن ان يحدث تحرك لعوامل وقوى خارجية دولية او عربية؟ على هذا المتغير الأساسي فقط تتوقف إمكانيات التغيير في حدة ومدة هذا الصراع.


غسان الخطيب – القدس

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية