
الحزن يخيم على غزة بعد حريق هائل إثر غارة إسرائيلية

من محمد سالم
رفح (قطاع غزة) (رويترز) – كان أفراد عائلة العطار يؤدون الصلاة ويهيئون الأطفال للنوم في جنوب قطاع غزة عندما سمعوا صوت ضجيج صاخب، اندلعت على إثره النيران حول مسكنهم المؤقت المصنوع من الصفيح وبدأ الأطفال في الصراخ.
كانت إسرائيل تدك غزة من جديد بغارة جوية تسببت في اشتعال حريق بمنطقة مخيمات مخصصة للنازحين في حي تل السلطان بمدينة رفح مساء الأحد.
وقال ناجون إن سكان المخيم المذعورين ركضوا في محاولة للفرار من ألسنة اللهب.
وقالت أم محمد العطار “الغرفة تبعتنا كلها شظايا… منزلين عليها صواريخ وقنابل…”، وذلك خلال تفقدها للمخيم المُدمَّر وبيوت الصفيح المهدمة.
وأضافت “مرا (امرأة) عندها أطفال معاقين استشهدت ع باب الغرفة. إيش ذنبها هاي المرا؟… جارنا الله يرحمه كان بيصلي واستشهد، المخ تبعه طلع ع الحيطان”.
وقالت السلطات الصحية في غزة إن 45 شخصا قُتلوا وأغلبهم من النساء والأطفال وكبار السن. وأثار عدد القتلى تنديدات من قادة وزعماء في العالم، ووصفت أبرز محامية عسكرية في إسرائيلي الغارة الجوية بأنها “خطيرة للغاية” وقالت إن هناك تحقيقا جاريا في الأمر.
وكان آلاف الفلسطينيين يلوذون بتل السلطان بعدما بدأت القوات الإسرائيلية هجوما بريا في شرق رفح قبل أكثر من أسبوعين.
وبعد بزوغ الفجر، بدأ أشخاص في البحث وسط الحطام عن متعلقاتهم.
وقال جمال العطار المقيم في المخيم “ولكن غزة كل يوم تنحرق، كل يوم وكل ساعة. إحنا ما زلنا بننحرق، هم انحرقوا مرة واحدة، ولكن إحنا انحرقنا كل يوم بننحرق وكل يوم بنولع. أطفالنا وشيوخنا ونساؤنا وبيوتنا كل يوم بتنحرق في فلسطين”.
وتفقدت ربة المنزل منال سلمان الركام المتفحم بعد الحرائق.
وقالت منال “إحنا كنا هنا في نفس المكان متواجدين كان الخيم هنا قاعدين استفقنا فجأة لاقينا إشي بيضوي (يلمع)، صاروخ نازل علينا في نفس المكان”.
وأضافت “ما عرفنا وين نروح ولا وين نيجي والدنيا ضلمة وما فيش إسعافات فورية ما جاتش على طول. نتطلع مش عارفين أشلاء وإشي مقطعين هنا ومكان شهداء هنا، وهاي عمالين إحنا ننزح”.
وقال طلال سيد سلمان وهو يحاول إخراج متعلقاته من حطام منزله المؤقت إن عائلته الآن أصبحت مضطرة للنزوح للمرة الثامنة خلال الحرب.
وأضاف وهو يحمل حاوية بلاستيكية “وين أروح قل لي؟ ولإمتا (إلى متى) هاد الكلام؟ يعني لإمتا؟”.
وتساءل “لإمتا البهدلة هادي؟”.
وقال متحدث باسم الحكومة الإسرائيلية يوم الاثنين تعليقا على واقعة تل السلطان إن التقارير الأولية الواردة عن غارة جوية على قياديين في حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) في مدينة رفح تفيد بأن حريقا اندلع بعد الغارة وأسفر عن مقتل مدنيين.
وتقول وزارة الصحة في غزة إن ما يزيد على 36 ألف فلسطيني قُتلوا خلال الهجوم الإسرائيلي. وشنت إسرائيل العملية في أعقاب هجوم حماس في السابع من أكتوبر تشرين الأول على جنوب إسرائيل الذي أسفر عن مقتل 1200 واحتجاز أكثر من 250 رهينة، بحسب الإحصاءات الإسرائيلية.