مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

الحماية الدولية للشعب الفلسطيني لا زالت بعيدة المنال…

محاولات النشطاء السويسريين والغربيين توفير حد أدنى من الحماية للمدنيين الفلسطينيين وُوجهت بالرفض الصارم من طرف الجيش الإسرائيلي Keystone

يستعد نشطاء السلام السويسريون الذين تحولوا إلى الأراضي الفلسطينية ضمن "المهمة المدنية الدولية لحماية الشعب الفلسطيني" للعودة إلى جنيف بعد أن اضطرتهم الإجراءات الإسرائيلية القاسية إلى وقف تحركاتهم السلمية ومحاولاته تقديم العون للمدنيين المحاصرين في الأراضي المحتلة..

لم تسمح دوامة العنف التي تشتعل في الأراضي الفلسطينية منذ عودة القوات الإسرائيلية لاحتلال أراضي الحكم الذاتي لعشرات المتطوعين الغربيين بإنجاز أي هدف من أهداف المهمة التي قدموا من أجلها والمتمثلة أساسا في “التعبير عن التضامن مع الشعب الفلسطيني وتعريف أولئك الذين لم يزوروا بالمرة الأراضي المحتلة بالظروف التي يكابدها ملايين الفلسطينيين” على حد قول توبياس شنيبلي المتحدث باسم المتطوعين السويسريين.

ويتضح من خلال حصيلة الاتصالات التي أجرتها سويس إنفو مع عدد من النشطاء السويسريين المتواجدين في الأراضي الفلسطينية أن الظروف السائدة لم تسمح لهم بالمرة بتقديم المساعدات المباشرة إلى المدنيين خصوصا وأن الجيش الإسرائيلي “يطلق النار على كل شيء يتحرك” على حد قول سيغريد آريكسون وهو مواطن سويسري من مدينة بازل تمكن مؤخرا من مغادرة مخيم للاجئين الفلسطينيين يقع قرب مدينة بيت لحم في الضفة الغربية.

من جهة أخرى، سمحت هذه التجربة المحفوفة بالأخطار لسبعة وعشرين ناشطا سويسريا من اكتشاف حقيقة أن غزة ليست إلا “سجنا في الهواء الطلق” ومن الإطلاع على ظروف العيش “اللاإنسانية والدافعة لليأس السائدة في قطاع غزة ورام الله وبيت لحم” على حد قول المتحدث باسم المجموعة.

عائدون لتوعية الرأي العام

ويبدو أن مشاهدات الأيام الأخيرة أفهمت المجموعة السويسرية وعشرات دعاة السلام الغربيين الأسباب الكامنة وراء عدم قدرة رئيس الوزراء الإسرائيلي أرئييل شارون أو الرئيس الأمريكي جورج بوش على إدارة المعضلة الفلسطينية. ويذهب السيد شنيبلي إلى حد التعبير عن شعور بالصدمة تجاه الطريقة التي يتعامل بها أغلبية الإسرائيليين مع القضية. فـ “الإرهاب” هي الكلمة الوحيدة التي تتردد على ألسنتهم أما “المظالم” و”الإذلال اليومي” المسلطة على الفلسطينيين فلا يفكرون فيها بالمرة على حد تعبيره.

على الرغم من ذلك، اكتشف النشطاء السويسريون أيضا وجود أقلية إسرائيلية تتفهم أوضاع الفلسطينيين بل وترفض الإلتحاق للعمل في صفوف قوات الجيش التي عادت لاحتلال أراضي السلطة الفلسطينية. وقد تحول الوفد إلى شمال البلاد للتعبير عن المساندة لبعض هؤلاء “الرافضين للخدمة” المعتقلين.

والآن، وبعد اختتام هذه المهمة “الناجحة” حسب تقييم المشاركين فيها، يعتزم أعضاء الوفد المساهمة في حملة تحسيس الرأي العام السويسري بالمأساة التي يعيشها الشعب الفلسطيني بالتنسيق مع بقية نشطاء السلام الغربيين الذين حاولوا طيلة الأيام الماضية تخفيف شيء من معاناة سكان الأراضي المحتلة.. ولكن بدون جدوى!

سويس إنفو

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية