الصحة العالمية تحذر من التأثير الدائم للجوع على جيل كامل بغزة

من إيما فارج
جنيف (رويترز) – قال ريك بيبركورن ممثل منظمة الصحة العالمية في الأراضي الفلسطينية المحتلة يوم الثلاثاء إن معدلات سوء التغذية في غزة ترتفع وإن العلاجات لمواجهة هذه المشكلة الصحية تنفد، وحذر من أن الجوع يمكن أن يؤثر بشكل دائم على “جيل كامل”.
ومنعت إسرائيل دخول الإمدادات إلى القطاع منذ أوائل مارس آذار، عندما استأنفت حملتها العسكرية على حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس).
وكشف أحدث تقييم صادر عن التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي، وهو مرصد عالمي لمراقبة الجوع، يوم الاثنين أن نصف مليون شخص في غزة يواجهون خطر الموت جوعا.
وذكر بيبركورن أنه رأى أطفالا في مراكز طبية يبدون أصغر من سنهم بسنوات، وزار أيضا مستشفى في شمال غزة يعاني أكثر من 20 بالمئة من الأطفال الذين جرى فحصهم به من سوء التغذية الحاد.
وقال في مؤتمر صحفي عبر رابط فيديو من دير البلح “ما نراه هو تزايد سوء التغذية الحاد بشكل عام. لقد رأيت طفلا عمره خمس سنوات ويمكن للمرء أن يقول إن عمره عامين ونصف”.
وأضاف “بدون توفير التغذية والمياه النظيفة والرعاية الصحية سيتضرر جيل كامل بشكل دائم”، وحذر من تدهور الأحوال الصحية والتقزم وضعف النمو الإدراكي.
وقال فيليب لازاريني، المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، يوم الثلاثاء لهيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي) إنه يعتقد أن إسرائيل تستخدم الغذاء والمساعدات كسلاح حرب عبر حجبها عن المدنيين.
واتهمت إسرائيل حماس مرارا بالوقوف وراء هذا الجوع عبر سرقة المساعدات المخصصة للمدنيين. وتنفي حماس هذا الاتهام.
وتضغط إسرائيل من أجل تنفيذ خطتها المدعومة من الولايات المتحدة لإدخال المساعدات إلى غزة، والتي تقول إنها ستحجب المساعدات عن حماس وتوزعها مباشرة في ما تسميه مواقع توزيع محايدة.
وانتقدت منظمة الصحة العالمية الخطة في بيان صدر في وقت متأخر من يوم الاثنين ووصفتها بأنها “غير مناسبة على الإطلاق” لتلبية الاحتياجات الملحة للسكان.
وقال بيبركورن إن منظمة الصحة العالمية، وبسبب الحصار، ليس لديها إلا مخزونات تكفي لعلاج 500 طفل ممن يعانون من سوء التغذية الحاد، وهو جزء ضئيل فقط من الاحتياجات.
وأضاف، نقلا عن إحصاءات وزارة الصحة في غزة، أن 55 طفلا توفوا بالفعل بسبب سوء التغذية الحاد.
وأشار بيبركورن إلى أنه رأى الكثير من الأطفال في المستشفيات مصابين بأمراض مثل التهاب المعدة والأمعاء والالتهاب الرئوي، والتي قد تنهي حياتهم نظرا لانخفاض مناعتهم بسبب الجوع.
وقال “عادة لا يموت المرء من الجوع، بل يموت من الأمراض المرتبطة به”.