مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

الصحة العالمية: تفاؤل رغم تعاقب الأزمات وتفشي الأوبئة

المديرة العامة لمنظمة الصحة العالمية السيدة مارغاريت تشان تتحدث عن حصيلة العقد الأول من القرن في مجال الرعاية الصحية Keystone

في تقييمها لحصيلة العشرية الأولى من القرن الحالي، عبرت المديرة العامة لمنظمة الصحة العالمية عن التفاؤل بخصوص إنجازات القطاع الصحي رغم تعاقب الأزمات وتفشي الأوبئة.

وبخصوص وباء أنفلونزا الخنازير، صدت مارغاريت تشان ادعاءات المشككين في صحة وجود وباء مشيرة إلى أنه “من السابق لأوانه في الوقت الحالي اعتبار أننا تجاوزنا نقطة الذروة في مواجهة انتشار وباء الأنفلونزا AH1N1”.

في لقاء مع الصحافة الدولية عقد بعد ظهر الثلاثاء 29 ديسمبر 2009 في مقر المنظمة بجنيف، قالت المديرة العامة الدكتورة مارغاريت تشان “إن نهاية العام 2009 تصادف نهاية العقد الأول من القرن الحالي الذي تميز بتعاقب الأزمات من أزمة الغذاء الى الأزمة المالية مرورا بأزمة التغيرات المناخية وانتهاء بانتشار وباء الأنفلونزا”.

ولكن المديرة العامة رغم هذه السلسلة من الأحداث غير السارة ترى أنه “على مستوى القطاع الصحي، تبدو الأمور أكثر تفاؤلا”، بحيث تعتبر أن هناك تقدما تم تسجيله في مجال الالتزام بتحقيق العهود المقطوعة . ولكنها ترى أن هذا التقدم “مازال هشا”.

تعهدات لم يسبق لها مثيل

من الإيجابيات المسجلة في هذا العقد الأول من القرن الحالي، في نظر المديرة العامة لمنظمة الصحة العالمية، أن العالم لم يعرف تضامنا والتزاما بتمويل المشاريع الصحية كالذي شهدته العشرية الحالية”.

،أما القطاع الثاني الذي استفاد بشكل جيد من هذا التضامن الدولي، حسب الدكتورة مارغاريت تشان هو قطاع محاربة الإيدز والملاريا ووفيات الأطفال ما دون الخامسة من العمر.

تفنيد ادعاءات المشككين

كما كان متوقعا، تلقت المديرة العامة لمنظمة الصحة العالمية من قبل الصحفيين كل التساؤلات المطروحة بخصوص صحة وخطورة وباء الانفلونزا AH1N1 وردت بالقول: “لا وجود لأسس تشكك في صحة وجود وباء لأننا نوجد في وضعية تتميز بظهور وباء جديد لفيروس أنفلونزا AH1N1 المتسبب في انتشار للمرض بشكل واسع في أكثر من 205 بلدا ومدينة ومنطقة في العالم لحد الآن. إننا نشاهد إصابة ملايين وملايين الأشخاص بهذا الفيروس الجديد ولحسن الحظ ان الغالبية ستتعافى منه باستثناء الفئات الأكثر عرضة للخطر مثل النساء الحوامل والمرضى بالأمراض المزمنة والأطفال ما دون الخامسة الذين يحتاجون لعلاج أكثر تعقيدا “.

وعن تشكيك بعض العلماء في حدة انتشار الوباء واعتقادهم بأن التخويف منه هو لمجرد تحقيق أغراض تجارية ومنفعية لبعض مخابر الأدوية ـردت المديرة العامة: “هذه الادعاءات لا أساس لها وليس الترويج لمثل هذه الادعاءات بالمفيد لمواجهة الأخطار”.

ووجهت المديرة العامة نداءا لمن يرددون هذه الادعاءات بالقول: “عليكم تقديم الأدلة لهذه الادعاءات وأعدكم بأنني سأنظر فيها”، مشيرة الى أن الدول تعي الموضوع بجدية وأن من فقد قريبا بسبب هذا الوباء” من غير المعقول أن نقول له أنه لم يكن هناك وباء لأن مهمة المنظمة هي حماية الأشخاص ولن نتأثر بضغوط أي كان أكان دولة أو غير ذلك “.

من السابق لأوانه استخلاص العبر

وعن حالة استمرار انتشار وباء أنفلونزا الخنازير في بلدان وتراجعها في بلدان أخرى، قالت المديرة العامة لمنظمة الصحة العالمية في رد على تساؤلات بعض الصحفيين حول استمرار الانتشار في مصر والهند : “إن الوضع في الهند ومصر هو أن الفيروس ما زال في مرحلة النشاط مقارنة ما يحدث في الولايات المتحدة الأمريكية أو بعض البلدان الأوربية”. ولهذا ترى السيدة مارغاريت تشان أنه “من السابق لأوانه وضع حصيلة لانتشار الوباء، ومن المنطقي بالنسبة لمنظمة الصحة العالمية وللدول الأعضاء أن تواصل مراقبة الانتشار خلال الفترة القادمة أي ما بين 6 إلى 12 شهرا”.

وفي شرحها لسبب هذا التفاوت في انتشار المرض بين الدول، أوضحت المديرة العامة بأن “ذلك له علاقة بوقت وصول الفيروس للبلد، لأن الأمر يستغرق في كل البلدان بعض الوقت قبل التحول الى وباء واسع الانتشار ثم يتم التصدي له لكي بلدأ في التراجع تدريجيا”.

وتعترف المديرة العامة بأن عدد حالات الوفيات المشار إليها على موقع منظمة الصحة العالمية بسبب فيروس الأنفلونزا A H1N1 هي الحالات المؤكد منها مخبريا”. وتضيف “بأن هذا العدد أقل بكثير من الواقع لأن العديد من الدول لا تملك قدرات التشخيص والاختبار وبالتالي قد تكون لديها حالات وفيات غير مشخصة”.

لذلك تعتبر المديرة العامة أن العالم الذي يواجه الوباء منذ حوالي 8 أشهر في حاجة الى فترة 24 شهرا لكي يتم فيها التعرف على حقيقة الانتشار وحقيقة الوفيات في كل البلدان .

العالم غير مستعد لمواجهة وباء أخطر

،وفي ردها على تساؤل بخصوص مدى استعداد العالم لمواجهة وباء أخطر مثل وباء انفلونزا الطيور الذي يسببه فيروس H5N1 قالت المديرة العامة لمنظمة الصحة العالمية: “إن التجربة التي عرفها العالم للتحضير لمواجهة أنفلونزا الخنازير أظهرت بأن استعداد العالم اليوم لمواجهة الأوبئة أحسن مما كان عليه قبل خمسة أعوام”.

ولكن مديرة منظمة الصحة العالمية ترى أن “العالم مازال غير مستعد بما فيه الكفاية لمواجهة وباء خطير مثل وباء انفلونزا الطيور”.

وتستشهد على ذلك بما تمت تجربته في مواجهة وباء أنفلونزا الخنازير الذي قالت عنه ” إنه وباء اقل خطورة ولكن مع ذلك تسبب في ارتباك في القطاعات الصحية لبعض البلدان وفي أقسام الطوارئ فيها وهناك العديد من الفجوات في القطاعات الصحية لدى العديد من البلدان”.

وفي الختام، حذرت المديرة العامة: ” لو ظهر وباء بسبب فيروس أنفلونزا الطيور H5N1 لما كان العالم قادرا على مواجهة ذلك اليوم”.

swissnfo.ch – محمد شريف – جنيف

ظهر فيروس إنفلونزا (H1N1) A بتركيبته الجينية لأول مرة، في مارس 2009 في المكسيك، ويحتوي الفيروس على حمض نووي (DNA) من ذات النوع الذي تحتويه فيروسات البشر والطيور والخنازير.

تنتقل عدوى الوباء من إنسان إلى آخر عن طريق السعال والعطس والمصافحة، ولذلك تنصح السلطات الصحية بغسل اليدين – بشكل خاص – جيدا عدة مرات في اليوم، كما ينبغي تجنب الاتصال بالأشخاص الذين تظهر عليهم أعراض الإنفلونزا، ومن بين هذه الأعراض: الحمى والنعاس وفقدان الشهية والسعال، وبعض الأشخاص قد تظهر عليهم أعراض النزلة البردية والتهاب الحلق والغثيان والتقيؤ والإسهال.

تقول أحدث البيانات التي نشرتها منظمة الصحة العالمية (نهاية شهر ديسمبر 2009) إن الوباء تسبب بوفاة ما يقرب من12000شخص على المستوى العالمي ممن تم التأكد منهم مخبريا. وتعترف المديرة العامة لمنظمة الصحة العالمية بأن العدد الحقيقي للوفيات بفيروس أنفلونزا الخنازير يفوق ذلك بكثير نظرا لتعذر القيام بالفحوصات المخبرية الضرورية في العديد من البلدان.،

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية