The Swiss voice in the world since 1935

الصين تدين خطة أميركية “تمييزية” لإلغاء تأشيرات طلبة

afp_tickers

ردّت بكين بغضب الخميس على تعهّد الحكومة الأميركية إلغاء تأشيرات الطلاب الصينيين ودانت حملة الرئيس دونالد ترامب على الطلبة الأجانب على اعتبارها “سياسية وتمييزية”.

وأفادت إدارة ترامب الأربعاء بأنها ستلغي بـ”فعالية” تأشيرات الطلاب الصينيين الذين يعدون من بين أكبر مصادر الإيرادات للجامعات الأميركية، في آخر هجوم يشنّه الرئيس على المؤسسات التعليمية الأميركية.

ستعيد الولايات المتحدة أيضا النظر في معايير منح التأشيرات لتشديد عمليات التدقيق على جميع الطلبات المستقبلية من الصين وهونغ كونغ، بحسب ما أفاد وزير الخارجية ماركو روبيو.

وفي إطار انتقادها للإلغاء “غير المنطقي” لتأشيرات الطلبة الصينيين، قالت الناطقة باسم الخارجية الصينية ماو نينغ إن بكين احتجت لدى واشنطن.

صعّد روبيو النبرة بعدما انتقدت الصين قراره قبل يوم تعليق منح مواعيد للحصول على التأشيرات للطلاب حول العالم مؤقتا على الأقل.

وسعت إدارة ترامب بالفعل لوضع حد لمنح التأشيرات لجميع الطلاب القادمين من الخارج في جامعة هارفرد التي قاومت ضغوط الرئيس المتعلقة باحتجاجات الطلاب.

ولطالما اعتُبر الشباب الصينيون غاية في الأهمية بالنسبة للجامعات الأميركية التي تعتمد على الطلاب الآتين من الخارج الذين يدفعون رسوم الدراسة كاملة.

وكان 277,398 طالبا صينيا مسجلين في الولايات المتحدة في العام الدراسي 2023-24، وهو عدد لا يتجاوزه سوى عدد الطلاب من الهنود، بحسب تقرير مدعوم من وزارة الخارجية الأميركية صدر عن معهد التعليم الدولي.

واستهدف ترامب في ولايته السابقة الطلاب الصينيين لكنه ركّز على أولئك الذين يدرسون مجالات حساسة أو المرتبطين بشكل واضح بالجيش.

– ضبابية عالمية –

وأفادت ماو الأربعاء بأن الصين حضّت الولايات المتحدة على “حماية الحقوق والمصالح المشروعة للطلاب الدوليين، بمن فيهم أولئك القادمين من الصين”.

وأعلن روبيو بالفعل عن إلغاء آلاف التأشيرات، معظمها لطلاب أجانب شاركوا في أنشطة منتقدة لإسرائيل.

ووجّهت برقية تحمل توقيع روبيو الثلاثاء إلى السفارات والقنصليات الأميركية بعدم الموافقة على “مواعيد لتأشيرات طلابية جديدة أو تبادل تعليمي… حتى صدور توجيهات جديدة” بشأن تعزيز مراقبة حسابات المتقدّمين بالطلبات على الشبكات الاجتماعية.

وشدد روبيو الأربعاء الضغط على الصين قائلا إن واشنطن “ستُلغي بفعالية تأشيرات الطلاب الصينيين، بما في ذلك أولئك الذين تربطهم صلات بالحزب الشيوعي الصيني أو الذين يدرسون مجالات حسّاسة”. 

وأضاف “سنراجع أيضا معايير منح التأشيرات لتعزيز التدقيق على جميع طلبات التأشيرات المستقبلية من جمهورية الصين الشعبية وهونغ كونغ”.

لكن الإجراءات الجديدة تهدد أيضا بالضغط على الطلاب القادمين من بلدان تربطها علاقات وديّة مع الولايات المتحدة.

وقال الطالب في إحدى الكليات في بكين بي جينغشين (21 عاما) لفرانس برس الخميس إن “هذه السياسية الأميركية قد تبدو كقرار متسرّع، لكن تأثيرها سيكون مدمّرا للغاية”.

وأضاف “يبدو بأن ترامب وفريقه يتصرفون بتهوّر من دون أي تفكير بالعواقب”.

من جانبها، أكدت جانغ يو (23 عاما) “إذا كانت (الولايات المتحدة) تستهدفنا بهذه القوة، فإن الأمر ينعكس على خياراتي المفضلة (للدراسة في الخارج) وعلى انطباعي عن الولايات المتحدة”.

بينما كانت جانغ تفكّر في الدراسة في الولايات المتحدة سابقا، على حد قولها، إلا أنها قد تختار بدلا من ذلك التوجه إلى جامعة أوروبية.  

وفي تايوان، اشتكى طالب دكتوراه كان من المقرر بأن يدرس في كالفورنيا من أنه “يشعر بعدم اليقين” جراء تعليق التأشيرات.

وقال الطالب البالغ 27 عاما الذي رفض الكشف عن هويته “أفهم أن العملية قد تتأخر لكن ما زال هناك بعض الوقت قبل بدء الفصل الدراسي في منتصف آب/اغسطس”.

وتابع “كل ما يمكنني القيام به الآن هو أن انتظر وآمل بالأفضل”.

– احتجاجات في هارفرد –

يشعر ترامب بالامتعاض من هارفرد لرفضها مساعي إدارته للتدخل في قرارات قبول الطلاب والتعيينات في وقت يتّهمها الرئيس بأنها بؤرة لمعاداة السامية والفكر الليبرالي وثقافة الـ”ووك” (أي “اليقظة” حيال الإساءات العنصرية والتمييز).

علّق قاض أمر منع الطلاب الأجانب بانتظار جلسة استماع مقررة الخميس، بالتزامن مع حفل تخرّج من الجامعة تجمّع آلاف الطلاب وعائلاتهم في كامبريدج في ماساتشوستس من أجله.

كما حرم البيت الأبيض هارفرد وغيرها من الجامعات الأميركية التي تعد من الأهم على مستوى العالم من التمويل الفدرالي من أجل الأبحاث.

وقالت الناطقة باسم البيت الأبيض كارولاين ليفيت على شبكة “فوكس نيوز” إن “الرئيس أكثر اهتماما بمنح أموال دافعي الضرائب هذه إلى الكليات والبرامج الفنية والكليات الرسمية حيث تروج للقيم الأميركية، والأهم أنها تعلّم الجيل المقبل بناء على المهارات التي نحتاجها في اقتصادنا ومجتمعنا”.

وأعرب بعض طلاب جامعة هارفرد عن قلقهم من إمكانية أن تجعل سياسات إدارة ترامب الجامعات الأميركية أقل جاذبية بالنسبة للطلاب الأجانب.

وقال طالب تاريخ الطب البريطاني جاك الذي سيتخرج هذا الأسبوع وعرّف عن نفسه باسمه الأول فقط “لا أعرف إن كنت سأواصل الدراسة لنيل درجة الدكتوراه هنا. ست سنوات وقت طويل”.

وتقدّمت هارفرد بطعون قضائية عدة ضد إجراءات ترامب.

بور-شت/لين/ح س

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية