مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

العراق يعمل على تسريع تداعى الحصار المفروض عليه

نائب الرئيس العراقى طه ياسين رمضان Keystone

هل بدأ الحصارُ المفروض على العراق منذ عشر سنوات في التداعي؟ التطوراتُ السياسية التي توالت فى الآونة الأخيرة تشير إلى صحة هذا الافتراض، على الأقل على مستوى عدد من دول العالم العربي.

يوم الاثنين، وصل نائبُ الرئيس العراقي، طه ياسين رمضان، إلى دمشق.
أهميةُ هذه الزيارة لا تقتصر فقط على كونها أولَ زيارةٍ رسميةٍ لمسؤول عراقي إلى سوريا منذ استئناف العلاقات بين البلدين في عام 1997. فمن المتوقع أن يوقعَ نائبُ الرئيس العراقي على اتفاقٍ للتبادل التجاري الحر بين البلدين سيعزز من قيمةِ التجارة الثنائية القائمة بينهما لتصل إلى نحو مليار دولار أمريكي. ويأتي هذا الاتفاق فى إطارِ تقارب ملموس شهدته العلاقات بين البلدين على مدى السنوات الثلاث الماضية بعد إعادة فتح الحدود بينهما وحصول سوريا على العديد من العقود التجارية لبيع البضائع إلى العراق في إطار برنامج الغذاء مقابل النفط.

إقليميا، يعززُ هذا التقاربُ الجديد من الجهود الحثيثة التى تبذلها الحكومة العراقية لكسر نطاق العزلة الدولية التى تعيش فيها، والتي بدأت أثارها تبدو واضحة فى التطورات الأخيرة. فعدا عن نجاحها في خرق الحظر الجوى المفروض عليها بعد توالى توافد الطائرات العربية والدولية على مطارها في بغداد، بدأت العديد من الدول العربية فى إعادة علاقاتها الدبلوماسية مع العراق واستئناف تبادلاتها التجارية معه. وكانت مصر أخر دولة قبل سوريا التى عمدت إلى استئناف علاقاتها الدبلوماسية مع بغداد ووقعت معها موفى هذا الشهر اتفاقا للتبادل التجاري الحر.

وبالرغم من أن عودةَََ العلاقات الطبيعية بين العراق وبين العديد من الدول العربية لم تأت نتيجةَ تنسيقٍ عربي جماعي بل تمت على أساسٍ فردى، فإن الواضح هو أن التحالف الذي نشأ بين دول إعلان دمشق إثر اندلاع حرب الخليج قد بدأ فى التصدع إن لم يكن الانهيار لاسيما وأن معظم تلك الدول، باستثناء الكويت والسعودية، أعادت بصورة أو بأخرى علاقاتها مع العراق.

من هذا المنطلق يبدو من الواضح أن سياسة العراق الرامية إلى كسب المساندة العربية لإنهاء العقوبات الاقتصادية المفروضة عليه منذ عام 1990 بدأت تؤتى ثمارها. و تظهر المؤشرات الأخيرة إلى إمكانية تحقيق هذه الحملة اختراقا دوليا حقيقيا. فالموقف الصارم الذي أبدته إدارة بوش في أولى تصريحاتها بشأن سياستها المستقبلية تجاه العراق، يلفت بعض المراقبين، لايجب أن يستخدم كمعيارٍ للصورة التي ستتمخض عنها هذه السياسة بالفعل خاصة وأنها تبدو الأقدر على مايبدو للتوصل إلى قرارات صعبة في هذا الشأن وتمريرها.

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية