مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

الفرنك السويسري على جناح الطير

الفرنك السويسري ابرز العملات الدولية المستفيدة من الازمة الحالية Keystone Archive

على الرغم من التخفيض الثامن هذا العام لمعدل الفوائد في الولايات المتحدة وخفض معدلات الفوائد في اليابان ومنطقة الأويرو، لا يزال الإقبال يتزايد على الفرنك السويسري، خاصة بعد الهجمة الانتحارية على كل من نيويورك وواشنطن.

فهذه ليست المرة الأولى التي تملي فيها الأحداث الاقتصادية والسياسية هذا الدور على الفرنك السويسري الذي يلعب دور شاطئ الأمان خلال الأزمات الكبرى، كما حصل في التسعينات على سبيل المثال.

كانت السلطات النقدية السويسرية على وعي بهذه المجازفة بالنسبة للفرنك منذ بدت الدلائل الأولى في مطلع العام على احتمالات انزلاق الاقتصادي العالمي، خاصة الاقتصاد الأمريكي في مرحلة من الكساد والتباطؤ.

لا بل وكانت على يقظة منذ أواسط العام الماضي بأن هذه المجازفة ستتصاعد مع اقتراب الموعد المحدد لاستبدال العملات الأوروبية في البلدان المجاورة باليورو الذي يصبح منذ بداية العام المقبل، العملة المتداولة الوحيدة في البلدان المعنية.

وقد نسب الخبراء هذه المجازفة الأخيرة لمحاولة الكثيرين من أصحاب الإدخارات النقدية غير المعلنة لدوائر الضرائب، ولمحاولة الجريمة المنظمة في بلدان الأويرو، تهريب مبالغ نقدية هائلة إلى سويسرا، لتحويلها في الوقت المناسب إلى الأويرو بعيدا عن الرقابة المالية والجنائية.

لكن أحد لم يكن يتوقع بطبيعة الحال كارثة من صنع بشري، بحجم الكارثة التي حلت بالولايات المتحدة الأمريكية والتي تأخذ أبعادا اقتصادية وسياسية لا يجرؤ أحد على التكهن بأبعادها وعواقبها في الظروف الراهنة.

أولوية البنك الوطني، هي لمكافحة الضخم

وفي ظل مثل هذا القلق المتعاظم للاضطرابات على الصعيدين الاقتصادي والسياسي، اعتادت أوساط المال والأعمال اللجوء إلى الفرنك السويسري الذي يتمتع غالبا بحصانة ممتازة في بيئته السياسية والاقتصادية القارّة والسليمة بالمقارنة مع البيئة العالمية.

والسؤال المطروح على بساط البحث الآن هو: إلى متى ستستمر الأوضاع الحالية التي دفعت بسعر الفرنك السويسري إلى أعلى المستويات بالنسبة للدولار والأويرو واليِن الياباني؟

ومرة أخرى لا يجرؤ أحد على التكهن بالتطورات المتوقعة أو المحتملة خلال الأشهر القادمة، ولا بالمستوى الذي سيبلغه ثمن الفرنك السويسري بالمقارنة مع العملات الصعبة الأخرى.

وعلى الرغم من الخطوات النقدية المختلفة التي اتخذها البنك الوطني السويسري في الآونة الأخيرة، يثير الارتفاع المتواصل في سعر صرف الفرنك القلق في قطاعات اقتصادية سويسرية عديدة، خاصة قطاعات التصدير والسياحة والفنادق.

ومما يبرر هذا القلق من وجهة نظر هذه القطاعات، هو أن ثمن الأويرو قد انزلق تحت الخط الأحمر أي تحت الفرنك ونصف الفرنك، وليس هنالك ما يؤشر على المدى القصير أو المتوسط، على احتمالات انعكاس هذا الاتجاه.

وردا على هذا القلق، لاحظ أحد خبراء البنك الوطني السويسري أن البنك سيبقى على عهد سياساته النقدية الحالية، لأن الأولوية بالنسبة له، هي لمكافحة التضخم وليس لتصحيح مسار الفرنك.


جورج انضوني

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية