مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

المحتجون السودانيون يدعون الى محادثات مع الجيش حول “انتقال سلمي للسلطة”

محتج سوداني يرفع رصاصات خلال تظاهرة أمام مقر القيادة العامة للجيش في الخرطوم بتاريخ 8 نيسان/ابريل 2019 afp_tickers

دعت حركة الاحتجاجات في السودان الإثنين الى “تواصل مباشر” مع قيادة القوات المسلحة من أجل “تيسير عملية الانتقال السلمي للسلطة”، بينما يواصل آلاف المتظاهرين اعتصامهم أمام مقرها في الخرطوم.

وأشار “تحالف الحرية والتغيير” إلى ضرورة قيام “تواصل مباشر” مع قيادة الجيش من أجل “الانتقال السلمي للسلطة”.

وسرعان ما أعلن وزير الدفاع أن القوات المسلحة “لن تسمح بانزلاق البلاد نحو الفوضى”.

وقال الفريق ركن عوض بن عوف خلال اجتماع لكبار قادة الجيش “إن القوات المسلحة ليست ضد تطلعات وطموحات وأماني المواطنين، لكنها لن تسمح بانزلاق البلاد نحو الفوضى ولن تتسامح مع أي مظهر من مظاهر التفلت الأمني”.

وقد دعا بيان للتحالف المعارض “القوات المسلحة الى دعم خيار الشعب السوداني في التغيير والانتقال إلى حكم مدني ديموقراطي”. ويعتصم متظاهرون يطالبون برحيل الرئيس عمر البشير منذ ثلاثة أيام أمام مقر القوات المسلحة.

كما دعا الى “التواصل المباشر بين قوى إعلان الحرية والتغيير وقيادة القوات المسلحة لتيسير عملية الانتقال السلمي للسلطة الى حكومة انتقالية”.

وشدد البيان على “مطلب شعبنا بالتنحي الفوري لرئيس النظام وحكومته دون قيدٍ أو شرط”، مشيرا الى “تكوين مجلس من قوى إعلان الحرية والتغيير وقوى الثورة التي تدعم الإعلان”، يتولى “مهام الاتصال السياسي مع القوات النظامية والقوى الفاعلة محلياً ودولياً من أجل إكمال عملية الانتقال السياسي وتسليم السلطة لحكومة مدنية انتقالية متوافق عليها شعبياً ومعبرة عن قوى الثورة”.

ودعا القوات المسلحة الى “سحب يدها عن النظام الحالي الذي فقد أي مشروعية، وقطع الطريق أمام محاولاته البائسة لجر البلاد الى العنف”.

ومنذ اندلاع التظاهرات الاحتجاجية ضد نظام الرئيس عمر البشير في كانون الأول/ديسمبر، يتعامل عناصر من جهاز الأمن والمخابرات ومن شرطة مكافحة الشغب مع المتظاهرين ويحاولون تفريقهم، إلا أن الجيش لم يتدخل.

وأفاد شهود عيان أن الجنود أقاموا حواجز في الشوارع القريبة من المجمع بعدما فشل عناصر جهاز الأمن والمخابرات والشرطة في إجبار المتظاهرين على مغادرة المكان.

في غضون ذلك، أعلن وزير الداخلية السوداني بشارة جمعة مقتل سبعة متظاهرين السبت خلال تجمعات فرقتها القوى الأمنية.

وقال الوزير أمام البرلمان “يوم السبت السادس من نيسان/أبريل 2019، (…) تجمّع حوالى عشرة آلاف مواطن أمام القيادة العامة للقوات المسلحة”، مضيفا “أثناء تفريق المتظاهرين، توفي سبعة مواطنين، ستة منهم بولاية الخرطوم والآخر بولاية وسط دارفور”.

وأضاف جمعة “أصيب 15 من المواطنين و42 من القوات الامنية”، مشيرا الى تدمير ست عربات للشرطة بولاية الخرطوم، وتوقيف 2496 مواطنا.

وذكر الوزير أن 23 تظاهرة حصلت في السادس من نيسان/أبريل في ولاية الخرطوم، وأن تظاهرات انطلقت في مناطق أخرى.

وبذلك، يرتفع الى 38 عدد القتلى الذين سقطوا منذ بدء حركة الاحتجاجات ضد نظام الرئيس عمر البشير في كانون الأول/ديسمبر، بحسب مسؤولين.

– “غير مسبوقة” –

وتعد التظاهرة خارج مقر القيادة العامة للجيش الأكبر منذ اندلعت الاحتجاجات في 19 كانون الأول/ديسمبر في مدينة عطبرة (وسط)، قبل أن تتسع رقعتها لتصل إلى العاصمة ومدن وبلدات عدة في أنحاء البلاد.

وأشار الاتحاد الأوروبي إلى أن أعداد الذين خرجوا في احتجاجات السبت “غير مسبوقة”.

وأفادت “دائرة العمل الخارجي” في الاتّحاد الأوروبي أنّ “الشعب السوداني برهن عن ثبات مميّز في مواجهة العقبات غير العادية التي واجهها على مدى سنوات”، مضيفة “يجب أن تكسب الحكومة ثقتهم عبر اتخاذ اجراءات ملموسة”.

وقالت نقيبة الأطباء السودانيين في بريطانيا سارة عبد الجليل، المتحدثة باسم تجمع المهنيين السودانيين، رأس حربة حركة الاحتجاج ضد الحكومة منذ أربعة أشهر، لوكالة فرانس برس الأحد، “الثورة تنتصر”.

ويتّهم المتظاهرون حكومة البشير بسوء إدارة اقتصاد البلاد ما أدّى إلى ارتفاع أسعار الغذاء في ظلّ نقص في الوقود والعملات الأجنبيّة.

وأفاد بيان لرئاسة الجمهورية أن “مجلس الأمن والدفاع أكد أن المحتجين شريحة من المجتمع يجب الاستماع إلى رؤيتها ومطالبها”.

واندلعت التظاهرات في البداية احتجاجا على قرار الحكومة رفع أسعار الخبز بثلاثة أضعاف. لكنها سرعان ما تحولت إلى تظاهرات واسعة ضد حكم البشير المستمر منذ ثلاثة عقود.

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية