مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

المغرب ضيف شرف … بحق

swissinfo.ch

أغلق معرض الربيع الذي يحمل اسم "موبا" أبوابه في نهاية الأسبوع الماضي في مدينة بازل، بعد أن شهد زيادة في عدد زواره بلغت سبعة في المائة عن العام الماضي، وضيف الشرف هذا العام كان المملكة المغربية.

قرابة ألف عارض قدموا منتجاتهم من مختلف المجالات سواء كانت بضائع أو خدمات في مجال الإسكان والصحة والرياضة والعطلات، على مساحة بلغت أربعين ألف متر مربع، وزاره حتى إغلاق أبوابه يوم الثالث من مارس – آذار ثلاثمائة وواحد وسبعون ألف شخص، ونظرا لموقع مدينة بازل على الحدود مع كل من فرنسا وألمانيا، فقد زار المعرض عددا لا بأس به من سكان تلك الدولتين وخاصة القريبين من الحدود.

وكعادة معرض موبا في تخصيص جناح لبلد يستضيفه وقع الاختيار على المملكة المغربية لتكون البلد الضيف لهذا العام، حيث تم تخصيص ألفي متر مربع للعارضين المغاربة لتقديم سحر بلادهم الشرقي المتميز إلى الزوار من خلال المعروضات مختلفة، كما استمتعوا بالأكلات المغربية التقليدية والشاي الأخضر بالنعناع، مع الموسيقى التقليدية والطرب الأندلسي إلى جانب ندوات وعروض للصور منها ما كان تحت اسم “الصحراء تعيش” أو سماع مجموعة من الاساطير والحكايات ذات الطابع المغربي، لتنقل خيال الزائر إلى المغرب ولو للحظات بسيطة.

الجناح المغربي … متنوع

اختيار المغرب كبلد ضيف في معرض موبا جاء بناء على ترشيح من إدارة المعرض حسب تصريح السيد محمد الحسناوي مدير المكتب الوطني المغربي للسياحة في سويسرا إلى “سويس أنفو”.

ونظرا لأهمية المعرض فقد وافق المكتب الوطني على الفور على المشاركة، حيث تكمن أهمية هذا المعرض في عدد زواره الذي يقارب الأربعمائة ألف في عشرة أيام، إضافة إلى شكله الذي يأخذ الطابع التجاري بما في ذلك تسويق رحلات السفر والسياحة إلى مختلف مناطق البلاد، وبالتالي فهي فرصة أحسنت الشركات المغربية استخدامها، حيث نسقت مشاركتها في الـ “موبا” مع إدارة المعرض.

الزوار من السويسريين أو من غيرهم من ألمانيا وفرنسا أبدوا إعجابا كبيرا بالرواق المغربي، وقد يرجع هذا إلى حسن اختيار الديكور الذي حرصت أغلب الشركات المغربية المشاركة أن يكون نابعا من التراث الوطني سواء كان هذا في المعروضات من المنتجات النحاسية أو المشغولات الخشبية التي تتميز بها الصناعات التقليدية المغربية.

نجاح المشاركة المغربية يتمثل في الإقبال ليس فقط على زيارة الجناح ومبيعات التحف والمشغولات التقليدية بل أيضا في إبداء الرغبة في زيارة المغرب ونفاذ المطبوعات السياحية الجذابة التي أعدها المكتب الوطني المغربي للسياحة في سويسرا، فهي تعرض سحر المملكة المتنوع بأسلوب يتوافق مع الذوق الأوروبي العام.

وكان لافتا للنظر إقبال عدد كبير من النساء على “حنانة” مغربية شابة ترسم أجمل النقوش والزخارف بالحناء، بعضهن متأملات لكيفية ممارسة هذا الفن التقليدي، واخريات يتفحصن صورا لنقوشات مختلفة لاختيار ما يناسبهن، ومنتظرات لدورهن ويتركن للحنانة أمل اختيار شكل النقش بشكل تلقائي.

نشاط ينقصه شيء من الدراسة

نشاط المكتب المغربي للسياحة في سويسرا مشهود له من خلال المشاركة بشكل جيد في جميع التظاهرات المتعلقة بالسفر والسياحة، فقبل بازل شارك في معرض الإجازات والعطل في العاصمة برن كما حرص على الحضور في معرض مماثل في مدينة سانت غالن.

ويرى السيد الحسناوي بأن هذه الأنشطة ستعمل على استرجاع ما فقده المغرب في القطاع السياحي اعتبارا من الربع الأخير من العام الماضي، مضيفا بأن العودة قد لا تكون إلى نفس المستوى من السياحة سريعا في هذا العام ولكنها ستكون بالتأكيد في العام المقبل.

ويؤكد السيد الحسناوي أن إنعاش الحركة السياحية إلى المغرب يكون باغتنام جميع الفرص المتاحة سواء من ناحية استخدام جميع وسائل الدعاية والإعلان أو المشاركة في المعارض والتظاهرات المتخصصة في مختلف بلدان العالم.

المغرب كمثله من مختلف الدول العربية يحرص على تنشط ودعم القطاع السياحي، إلا أن وجود استطلاعات للرأي من حين إلى آخر بين العائدين من تلك البلدان ستعمل بلا شك على تحسين الخدمات والوقوف على مواطن الضعف والنقص التي قد يشكو منها السائح.

مثل هذه الأساليب، التي لم نلحظها في هذه المناسبة، قد تشعر الزائر أيضا بأن هناك من يعمل على راحته، وأن ما لمسه من سلبيات قد تتغير في زيارته القادمة، علاوة على احساسه بأنه ليس مجرد آله لجلب النقد الأجنبي، بل ضيف يحترمه مضيفوه.

فأغلب الدول الأوروبية التي تعول على السياحة كأحد مصادر الدخل الرئيسية فيه، تحرص من حين إلى آخر على إجراء سبر للآراء بشكل علمي، تتعرف من خلاله على أوجه القوة والضعف، ولعل في هذا أحد أسرار تفوقها وتفاعلها بشكل مناسب مع كافة الأزمات التي تعصف من حين لآخر بهذا القطاع المتقلب.

تامر ابو العينين

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية