مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

المهاجرون يحتشدون عند حدود بيلاروس وبولندا وبروكسل وواشنطن تعدان عقوبات

صورة مؤرخة في 14 تشرين الثاني/نوفمبر 2021 في مخيم للمهاجرين على الحدود البولندية-البيلاروسية afp_tickers

لوّح الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الإثنين بفرض عقوبات جديدة على نظام بيلاروس، وأبدت بروكسل عدم ثقتها بالتطمينات التي قدّمتها مينسك بشأن إعادة المهاجرين المتواجدين في خيم عند الحدود البولندية “إلى بلادهم”، بعدما اتّهمتها بتدبير تدفّقهم.

وعبر مكبرات الصوت عمد حرس الحدود البولنديون إلى تحذير مئات المهاجرين المحتشدين عند معبر بروسغي البيلاروسي المقابل لبلدة كوزنيتسا البولندية “انتبهوا! العبور غير الشرعي للحدود ممنوع. قد تتعرضون لملاحقات جزائية”.

وبعدما علقوا عند الحدود بين بيلاروس وبولندا، يتهيّأ مهاجرون يتراوح عددهم بين ألفين وثلاثة آلاف شخص، غالبيتهم من كردستان العراق وبينهم أطفال كثر، لقضاء ليل الإثنين في خيم في أجواء جليدية.

وفي تصريح أدلى به لوكالة فرانس برس عبر الهاتف قال أريان والي زلمي وهو كردي عراقي يبلغ 25 عاما “ننتظر هنا بين الجنود البولنديين والبيلاروسيين، لا يسمحون لنا بالذهاب إلى أي مكان”.

وعبر الهاتف أيضا، قال سائق شاحنات سابق من الجنسية العراقية عالق مع زوجته وأولاده الثلاثة وبينهم رضيع وطفل يبلغ ثمانية أعوام مبتور الأطراف “أريد الذهاب إلى أي بلد. نحن جميعا متعبون وعلى آخر رمق”.

ويتهم الاتحاد الأوروبي بيلاروس بإرسال المهاجرين إلى الحدود ردا على العقوبات التي فرضتها الكتلة على مينسك.

والإثنين أعلن مسؤول السياسية الخارجية للاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل عقب اجتماع لوزراء خارجية الدول الأعضاء أن التكتل سيتبنى “في الأيام المقبلة” فرض عقوبات جديدة على شخصيات ومنظمات ضالعة في تدفق المهاجرين.

وهو شدد على أن هذه العقوبات ستطال “عددا كبيرا” من الشخصيات والكيانات.

والإثنين أعلنت وزارة الخارجية الأميركية أن واشنطن “تتهيّأ” لفرض عقوبات جديدة على مينسك “بالتنسيق مع الاتحاد الأوروبي”.

وشددت الخارجية الأميركية على أنها “ستواصل محاسبة” نظام لوكاشنكو على خلفية مواصلته انتهاك “الديموقراطية وحقوق الإنسان والمعايير الدولية”.

وأوروبيا، تصاعدت الضغوط على المسؤولين الروس والبيلاروسيين، لا سيما خلال محادثات هاتفية بين الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، وأيضا بين المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل والرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشنكو.

وبحسب الإليزيه، تعهّد الرئيس الروسي أن “يبحث” مع لوكاشنكو أزمة المهاجرين.

– جدار بولندي –

وجدد لوكاشنكو الذي لم يعترف الاتحاد الأوروبي بفوزه في آب/اغسطس 2020 بولاية رئاسية جديدة، نفيه الضلوع في أزمة المهاجرين.

وهو أكد أن بلاده تعمل على إعادة المهاجرين المحتشدين عند حدودها إلى بلدانهم قائلا “نحن مستعدون (…) لإعادتهم جميعا في طائرات إلى بلدانهم.

ونقلت وكالة “بيلتا” الرسمية عنه قوله إن “العمل جار بشكل نشط في هذه المنطقة لإقناع الناس — أرجوكم عودوا إلى دياركم. لكن أحدا لا يرغب في العودة”.

لكنّه أشار إلى أنهم “لا يريدون العودة”، وقال “من الواضح أنه لم يعد لديهم أي مكان يعودون إليه، أي منزل، ولم يعد لديهم ما يطعمونه لأولادهم”.

لكن يبدو أن تصريحات لوكاشنكو لم تقنع وزراء الخارجية الأوروبيين.

وقال وزير الخارجية الليتواني غابرييليوس لاندسبيرغيس إنه “ليس لديه سبب” لتصديق لوكاشنكو.

وأضاف “دعونا نأمل فقط في هذه المرحلة بأن يقول أمرا حقيقيا”.

من جهتها أعلنت وارسو الإثنين أنها ستبدأ في كانون الأول/ديسمبر بناء جدار على طول الحدود مع بيلاروس يُتوقع إنجازه في الربع الأول من العام 2022، وفق بيان لوزارة الداخلية البولندية.

– رحلات عودة –

والإثنين أكد لوكاشنكو أنه جاهز للرد إذا فُرضت عقوبات أوروبية جديدة على بلاده.

وهو كان قد أعلن سابقا أنه سيمنع عبور الغاز الروسي إلى أوروبا، إلا أن موسكو سارعت إلى التقليل من أهمية هذا التهديد، ودعا بوتين الأوروبيين إلى استئناف الحوار.

ونفى الرئيس الروسي نهاية الأسبوع صحة الاتهامات التي توجّه إلى موسكو بأنها تساهم في تفاقم الأزمة وألقى باللوم على السياسات الغربية في الشرق الأوسط.

وقال الكرملين الاثنين إنه “من الخطأ” تحميل الرئيس البيلاروسي المسؤولية الكاملة عن أزمة الهجرة عند الحدود مع بولندا.

وأضاف الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف “لوكاشنكو ليس المتسبب بالوضع الحاصل عند الحدود… من الخطأ تماما تحميل لوكاشنكو كامل المسؤولية”.

وتمنع بولندا المهاجرين العالقين عند حدودها من دخول أراضيها، علما بأن الاتحاد الأوروبي شهد في العام 2015 أزمة هجرة من دول شرق أوسطية تشهد حروبا ومن أفغانستان أدت إلى زعزعة استقراره.

وهي تعيد إلى بيلاروس كل من تتمكن من القبض عليه خلال محاولاه العبور إلى أراضيها.

من جانبها، أعلنت شركة الطيران الوطنية البيلاروسية “بيلافيا” منع المسافرين السوريين والعراقيين واليمنيين والأفغان من الصعود على متن رحلاتها القادمة من الإمارات بطلب من الأخيرة.

وجاءت الخطوة بعدما حظرت “بيلافيا” الجمعة السوريين والعراقيين واليمنيين من الصعود على متن الرحلات القادمة من تركيا بطلب من أنقرة.

أخيرا أعلنت الحكومة العراقية أنها ستسيّر الخميس أول رحلة لإعادة المهاجرين العراقيين على أساس “طوعي”.

دت-ديل-مب-امغ/الح-ود/دص

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية