مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

الهجوم الأمريكي يتواصل لليوم الثاني على التوالي

الحرب قد تتواصل لفترة طويلة و جميع الاحتمالات لمهاجمة بلدان أخرى باتت مفتوحة! swissinfo.ch

واصلت القوات الأمريكية والبريطانية هجومها على أهداف في أفغانستان مع حلول مساء الثامن من أكتوبر تشرين، وأعلن الرئيس بوش أن أهداف اليوم الأول تحققت وانشأ وزارة للأمن الداخلي، بينما بدأت الاحتجاجات على الحرب في بعض العواصم الأوروبية والقليل من العواصم العربية والإسلامية.

على الرغم من غياب ردود فعل رسمية عربية من أغلب عواصم المنطقة إلا أن الشارع العربي يرى، من خلال ما تنقل عنه وكالات الأنباء الدولية الهجوم الأمريكي على واحد من أفقر شعوب الأرض عمل غير مقبول، ولن يؤدي إلى النتيجة المرغوبة.

أعرب كثير من العرب عن غضبهم من الغارات الجوية بقيادة الولايات المتحدة ضد أفغانستان وصرح البعض بأنه قلق من اثارة المزيد من الهجمات ضد واشنطن، ويرى الرأي العام العربي أن الولايات المتحدة تطبق القانون بيديها وتعرض أرواح الأفغان الفقراء للخطر.

ويبدو أن التأكيدات الأمريكية بان الغارات تستهدف تنظيم القاعدة التي يرأسها أسامة بن لادن وحركة طالبان وليس الشعب الأفغاني فشلت في إقناع العديد من العرب.

ففيما وصفها البعض بأنها “قتل أثرياء العالم لشعوب العالم الفقيرة” اعتبروها آخرون “مجازفة ثانية بأرواح الأبرياء” بينما تكهن البعض بأن تؤدي الغارات إلى مزيد من الهجمات الجديدة على الولايات المتحدة وأثار آخرون وجود مخاوف من انتشار الصراع إلى بلدان أخرى، ووصفها أحد المواطنين العرب في تصريح لوكالة رويترز في دبي بأنها “خطوة غبية ستزيد التوترات بالطبع بين المسلمين وأمريكا.”

طلاب مصر يتظاهرون

في القاهرة أعلنت مصادر أمنية وطلابية ان قرابة عشرين ألف طالب مصري تظاهروا اليوم في تسع جامعات مصرية احتجاجا على الضربات الانتقامية الأمريكية ضد أفغانستان والتي وصفها البعض بأنها “حرب على الإسلام”. وهتف طلاب جامعة الإسكندرية “بوش بوش ياخسيس دم المسلم مش رخيص” و”ثورة ثورة طلابية ضد الضربة الأمريكية.”

وقد حث الطلاب الذين احرقوا العلمين الأمريكي والإسرائيلي الحكومة المصرية على طرد السفيرين الأمريكي والإسرائيلي من القاهرة وفتح باب الجهاد والعمل على إنشاء تحالف عسكري إسلامي لردع أي عدوان على دولة مسلمة. قوات الأمن حاصرت المظاهرات لمنع خروجها من داخل الحرم الجامعي، لكن الحكومة المصرية لم تصدر بيانا رسميا تعليقا على الضربات وإن كان الرئيس حسني مبارك قد ذكر في وقت سابق انه يؤيد مكافحة الإرهاب من خلال عقد مؤتمر دولي لوضع آلية لملاحقة الإرهاب.

العراق و ايران يدينان

ووصف العراق الذي كثيرا ما تستهدفه الطائرات الأمريكية والبريطانية الغارات الأمريكية والبريطانية بأنها عدوان غادر وقال ان الهجمات العسكرية الأمريكية ضد أفغانستان ستزعزع استقرار العالم وقد تمتد لتشمل دولا أخرى.
وقال الرئيس العراقي صدام حسين بعد عقد اجتماع طاريء لمجلس وزرائه المصغر بعد الإعلان عن الهجمات ان هذا الأسلوب لن يؤدي إلا الي مزيد من عدم الاستقرار وانعدام القانون في العالم وان أمريكا قد توسع نطاق استخدام القوة ليشمل دولا أخرى، وأضاف في بيان ان الاستقرار يتطلب الحكمة وليس القوة واستخدام القوة العسكرية ضد أفغانستان.

كما نددت صحيفة بابل بالهجمات ووصفتها بأنها إرهاب منظم، ومضت تقول ان العدوان الأمريكي على أفغانستان أحد أشكال الإرهاب المنظمة وان الولايات المتحدة وحلفاءها سيفشلون في أفغانستان كما فشلوا في فيتنام والصومال وكما فشلوا في العراق.

حامد رضا اصفي المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية صرح “أعرب عن قلقي تجاه هذه العملية الواسعة في أفغانستان وسيؤدي هذا الهجوم الى خسارة في أرواح العديد من المدنيين.”

كما أدان الزعيم الإيراني الأعلى آية الله على خامنئي يوم الاثنين الهجمات التي شنتها الولايات المتحدة على أفغانستان المجاورة قائلا انه سيسقط خلال الغارات الجوية والهجمات الصاروخية الأمريكية مدنيين أبرياء وأنها ستتسبب في تشريد الآلاف.

السلطة الفلسطينية تلتزم الحياد

وفي مدينة رام الله الفلسطينية قال حسن يوسف من حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أن الهجمات الأمريكية هي محض إرهاب.

وفي غزة قال شهود عيان ان الشرطة الفلسطينية استخدمت الذخيرة الحية وقنابل مسيلة للدموع في اشتباكها مع آلاف الفلسطينيين الذين نظموا مسيرة تأييدا لابن لادن بعد الغارات التي شنتها الولايات المتحدة وبريطانيا ضد أفغانستان.

أسئلة عن “الشرعية الدولية”

وتساءل كثيرون في الشارع العربي عن شرعية الحملة العالمية ضد “الإرهاب” التي تجاهلت مصير الفلسطينيين تحت الاحتلال الإسرائيلي ومصير المدنيين الأفغان.

صحيفة الوطن القطرية ذكرت أن المعركة ستتعدى طالبان. وأضافت في افتتاحيتها “أننا في مواجهة دورة عنف ربما تكون الأكبر والأوسع من كل ما رأيناه حتى الآن.”
أما صحيفة الشرق القطرية فقالت ان مطالب أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي بضرورة أن يكون العراق الهدف المقبل بعد أفغانستان تعني أنها ستصبح حربا إقليمية وستتضمن دولا أخرى، في إشارة إلى تعهد الرئيس الأمريكي جورج بوش بحملة لا هوادة فيها ضد الإرهاب في الوقت الذي بدأت فيه الهجمات الجوية يوم الأحد. وقال أن المعركة قد تتسع لتشمل دولا أخرى تساعد الإرهاب.

بينما حملت صحيفة البيان الإماراتية طالبان مسؤولة اي معاناة للشعب الأفغاني، وأنها أي الحركة أضاعت فرصا لتجنيب الشعب الأفغاني ويلات الحرب.”، إلا أنها أضافت ان الحرب ضد الإرهاب يجب ألا تستثني إسرائيل قائلة “طالما ظهرت هذه القدرة والسرعة على إلحاق العقاب بالإرهابيين المشتبهين في تنفيذ الهجمات الإرهابية على الولايات المتحدة فيجب ألا يسمح المجتمع الدولي لإرهاب الدولة المتمثل في المافيا الإسرائيلية الحاكمة أن يمر دون عقاب.”

وفي القاهرة صرح السيد مأمون الهضيبي المتحدث باسم جماعة الأخوان المسلمين في مصر إن الضربات التي تقودها الولايات المتحدة ضد أفغانستان ستزيد الإرهاب ولن تقضي على الظاهرة، و أضاف “الانحياز الأمريكي الأعمى ضد الشعوب… سيؤدي إلى مزيد من الإرهاب ولن يؤدي إلى إنهاء الإرهاب.”، وأعرب السيد الهضيبي عن اسفه لقصف أفغانستان قائلا ان المدنيين هم الذين سيتعرضون للقتل، كما هاجم السياسات الإسرائيلية في الأراضي المحتلة واصفا إياها بأنها “إرهابية”
وتساءل “هل قتل العرب والمسلمين (في فلسطين) ليس نوعا من الإرهاب.”

إجتماع طاري…

صرح وزير الخارجية العراقي ناجي صبري أن الضربات العسكرية الغربية ضد أفغانستان جعلت الكثير من الدول الإسلامية على شفا الحرب، وأضاف الوزير العراقي لوكالة الأنباء القطرية لدى وصوله الى الدوحة لحضور اجتماع طاريء لمنظمة المؤتمر الإسلامي أن الوضع على شفا حرب كبيرة أعلنت ضد الدول الإسلامية والامة الإسلامية وان هناك تهديدات ضد الدول الإسلامية والامة الإسلامية.

وتابع قوله ان عقد الاجتماع الطاريء امر مهم لهذه الأسباب لانه يأتي عند مفترق طرق رئيسي، وتابع وزير الخارجية العراقي أن على الدول الإسلامية تبني موقف موحد ضد الهجمات التي شنت ضد دولة إسلامية قبل الوصول إلى أي دليل يدين مسلما في الأحداث التي شهدتها الولايات المتحدة.

وأدانت منظمة المؤتمر الإسلامي هجمات الحادي عشر من سبتمبر أيلول ولكنها انتقدت أيضا سخط الغرب ضد المسلمين والعرب. ويجتمع وزراء خارجية الدول الأعضاء في المنظمة يوم الأربعاء، وقالت قطر التي ترأس الدورة الحالية للمنظمة ان وزراء خارجية دول المنظمة سيجتمعون في الدوحة كما هو مقرر على الرغم من الضربات الأمريكية لأفغانستان.

سويس أنفو مع الوكالات

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية