The Swiss voice in the world since 1935

الوسيط العماني يعلن اتفاقا لوقف النار بين واشنطن والحوثيين

afp_tickers

اعلن وزير خارجية سلطنة عمان بدر البوسعيدي الثلاثاء أن المتمردين الحوثيين في اليمن والولايات المتحدة توصلوا الى اتفاق لوقف إطلاق النار، وذلك بعيد اعلان دونالد ترامب انتهاء الضربات الاميركية على المتمردين الموالين لايران.

وقال الوزير العماني “بعد المناقشات والاتصالات التي أجرتها سلطنة عمان مؤخراً مع الولايات المتحدة الأميركية والسلطات المعنية في صنعاء (…) بهدف تحقيق خفض التصعيد، فقد أسفرت الجهود عن التوصل إلى اتفاق على وقف إطلاق النار بين الجانبين”، مضيفا “في المستقبل لن يستهدف أي منهما الآخر بما في ذلك السفن الاميركية في البحر الاحمر ومضيق باب المندب”.

واضاف الوسيط العماني ان وقف اطلاق النار سيتيح “ضمان حرية الملاحة وانسيابية حركة الشحن التجاري الدولي”.

لكن الحوثيين تعهدوا لاحقا برد “مزلزل” على إسرائيل بدون أي إشارة إلى اتفاق وقف إطلاق النار مع الولايات المتحدة الذي أعلنته عُمان.

وتوعّد رئيس المجلس السياسي للحوثيين مهدي المشاط برد “مزلزل ومؤلم لن يكون بمقدور العدو الإسرائيلي تحمّله”، وذلك في بيان أشار إلى أن الضربات “ستستمر”. 

وأعلن ترامب بشكل مفاجئ الثلاثاء وقف العملية العسكرية على اليمن، قائلا إن الحوثيين وافقوا على وقف هجماتهم ضد السفن التجارية في البحر الأحمر.

جاء هذا الإعلان بعد ساعات من غارات جوية إسرائيلية دمّرت بشكل كامل مطار صنعاء الدولي، وأسفرت عن مقتل ثلاثة أشخاص بحسب المتمردين اليمنيين.

وقال ترامب الثلاثاء “أعلن الحوثيون (…) أنهم لم يعودوا يريدون القتال. ببساطة لا يريدون القتال بعد الآن. وسنكرم ذلك. سنوقف القصف، وقد استسلموا”.

وتابع “يقولون أنهم لن يفجروا سفنا بعد الآن، وهذا هو… الهدف مما كنا نفعله”، موضحا أن المعلومات جاءت من “مصدر جيد جدا”.

ومنذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحماس في قطاع غزة إثر هجوم غير مسبوق شنّته الحركة الفلسطينية على جنوب الدولة العبرية في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، تطلق جماعة أنصار الله الحوثيين في اليمن صواريخ وطائرات مسيّرة على إسرائيل بشكل منتظم.

ويشنّ الحوثيون أيضا هجمات على سفن تجارية في البحر الأحمر وخليج عدن انطلاقا من المناطق الخاضعة لسيطرتهم في اليمن، في ما يعتبرونه “دعما” للفلسطينيين في قطاع غزة.

وردّا على هذه الهجمات تشنّ الولايات المتحدة، بالاشتراك أحيانا مع بريطانيا، غارات ضد مواقع عسكرية للحوثيين في اليمن، وكثّفت تلك الغارات منذ 15 آذار/مارس، في أعقاب عودة ترامب إلى السلطة، ما أسفر عن مقتل نحو 300 شخص وفق تعداد لوكالة فرانس برس استنادا إلى أرقام الحوثيين.

– “تدمير كلّي” –

قبيل إعلان ترامب، شنّت الطائرات الحربية الإسرائيلية غارات على العاصمة اليمنية ما أدى إلى “تدمير كلّي” لمطار صنعاء الدولي، بحسب مسؤول في المطار، ومقتل ثلاثة أشخاص وفق الحوثيين. وهو ثاني هجوم إسرائيلي على اليمن خلال 24 ساعة، ردا على هجوم صاروخي للحوثيين على مطار بن غوريون.

وأفاد مسؤول في المطار وكالة فرانس برس بـ”تحطم ثلاث طائرات في مطار صنعاء من أصل سبع طائرات للخطوط الجوية اليمنية” مضيفا أنه تم “تدمير مطار صنعاء الدولي بشكل كامل”.

وأعلن الجيش الإسرائيلي في وقت سابق أنه عطّل مطار صنعاء “بشكل كامل”.

ونقلت وكالة الأنباء اليمنية “سبأ” عن وزارة الصحة التابعة للحوثيين سقوط “3 شهداء و35 جريحا في العدوان الإسرائيلي على مطار صنعاء ومصنع اسمنت عمران ومنطقة عصر ومحطة كهرباء حزيز”.

وأوضح البيان أن القتلى سقطوا في العاصمة صنعاء، وأن شخصا واحدا قُتل جراء الغارات على مطار صنعاء الدولي، فيما قُتل مواطنان آخران في استهداف محطة ذهبان المركزية في مديرية بني الحارث.

وسبق لإسرائيل أن استهدفت المطار في كانون الأول/ديسمبر الماضي، ما أسفر حينها عن مقتل ستة أشخاص، وفقا لوسائل إعلام تابعة للحوثيين.

وأفادت قناة “المسيرة” التابعة للمتمردين اليمنيين المدعومين من إيران الثلاثاء بأن “عدوانا أميركيا إسرائيليا يستهدف مطار صنعاء الدولي بسلسلة غارات”.

لكن مسؤولا في وزارة الدفاع الاميركية أكد ان “القوات الاميركية لم تشارك في الضربات الاسرائيلية على اليمن” الثلاثاء.

– توعّد بالرد –

وتوعّد الحوثيون بالرد على الغارات الإسرائيلية، إذ أعلن المكتب السياسي لجماعة “أنصار الله” (الاسم الرسمي للحوثيين) في بيان أن “العدوان الإسرائيلي والأميركي لن يمر بدون رد ولن يثني اليمن عن الاستمرار في موقفه المساند لغزة”.

وتأتي هذه الضربات بعد يومين من إعلان الحوثيين مسؤوليتهم عن استهداف “مطار (بن غوريون) في يافا المحتلة بصاروخ بالستي فرط صوتي”. وأكد الجيش الإسرائيلي أن الصاروخ  أُطلق من اليمن وسقط في منطقة المطار الدولي الرئيسي رغم “عدة محاولات لاعتراضه”.

وموجة الغارات هذه هي الثانية لإسرائيل على اليمن خلال 24 ساعة، إذ شنت الإثنين غارات على ميناء الحديدة في غرب اليمن ومصنع إسمنت في المحافظة نفسها، أسفرت عن مقتل أربعة أشخاص وإصابة 39 آخرين بجروح، بحسب وزارة الصحة التابعة للحوثيين.

وقال الجيش الإسرائيلي في بيان في أعقاب الضربات الثلاثاء “هاجم سلاح الجو (…) ودمر بنى تحتية تابعة لنظام الحوثي الإرهابي في المطار المركزي في صنعاء والذي تسبّب في تعطيل عمل المطار بشكل كامل”.

وأضاف أن إسرائيل استهدفت المطار لأنه كان يستخدم من قبل الحوثيين “لنقل وسائل قتالية ونشطاء”.

وإلى جانب المطار، استهدفت الغارات الثلاثاء مواقع عدة بينها ثلاث محطات للتغذية الكهربائية في العاصمة ومحيطها، إضافة إلى مصنع للإسمنت في محافظة عمران، بحسب إعلام الحوثيين.

– “تصعيد خطير” –

وقبيل الضربات، نشر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي بالعربية أفيخاي أدرعي تحذيرا عبر حسابه على إكس يدعو المدنيين إلى “إخلاء منطقة المطار – مطار صنعاء الدولي – بشكل فوري”، لافتا إلى أن “عدم الاخلاء والابتعاد عن المكان يعرضكم للخطر”.

وهي المرة السادسة تعلن فيها إسرائيل قصف اليمن منذ تموز/يوليو 2024.

وتأتي الضربات الأخيرة في ظل تصاعد التوترات الإقليمية مجددا اثر مصادقة إسرائيل على توسيع عملياتها في قطاع غزة وتهجير جزء كبير من سكانه.

وقد لا تكون هذه الهجمات الأخيرة على اليمن، فقد أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أن الرد “لن يكون دفعة واحدة، بل ستكون هناك ضربات عدة”.

وفي هذا السياق، اعتبر المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ عبر حسابه على إكس أن الأخذ والرد بين الحوثيين وإسرائيل يمثل “تصعيدا خطيرا في سياق إقليمي هش ومتقلب”.

ودعا “جميع الأطراف المعنية إلى التحلي بأقصى درجات ضبط النفس وتجنب أي أعمال تصعيدية قد تُفاقم معاناة المدنيين”.

بور/ع ش-ب ق/ود

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية