The Swiss voice in the world since 1935
أهم الأخبار
النشرة الإخبارية
أهم الأخبار
الديمقراطية السويسرية
النشرة الإخبارية
أهم الأخبار
نقاشات
أهم الأخبار
النشرة الإخبارية

الولايات المتحدة تدعو الى خفض التصعيد في سوريا

afp_tickers

حضّت الولايات المتحدة الاثنين كل الدول على استخدام نفوذها من أجل وقف التصعيد في سوريا حيث يتواصل لليوم السادس على التوالي تصعيد دام بين القوات الحكومية السورية وفصائل معارضة بقيادة هيئة تحرير الشام.

وكانت هذه الفصائل بدأت هجوما مباغتا الأربعاء على مناطق خاضعة لسيطرة النظام في شمال وشمال غرب سوريا وتقدّمت بسرعة، وتمكّنت من السيطرة عليها، وصولا الى حلب، ثاني أكبر مدن سوريا التي خرجت للمرة الأولى بشكل كامل عن سيطرة النظام منذ بدء النزاع السوري في العام 2011.

واعتبر الرئيس السوري بشار الأسد الاثنين أن الهجوم، وهو الأوسع منذ أعوام، هو محاولة “لإعادة رسم خريطة” المنطقة.

في واشنطن، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميلر إن بلاده تحضّ “كلّ الدول على استخدام نفوذها” من أجل “الدفع قدما نحو خفض التصعيد وحماية المدنيين، وفي نهاية المطاف نحو عملية سياسية”.

وأعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن “قلقه” إزاء تصاعد العنف في شمال سوريا، ودعا إلى وقف فوري للقتال، وفق ما نقل عنه الناطق باسمه ستيفان دوجاريك الاثنين.

وأضاف أنّ “السوريين يعانون هذا الصراع منذ حوالى 14 عاما، وهم يستحقّون أفقا سياسيا يقودهم إلى مستقبل سلمي، وليس إلى المزيد من إراقة الدماء”.

ودعا الاتحاد الأوروبي من جهته “جميع الأطراف إلى خفض التصعيد” في سوريا.

وردا على الهجوم، ينفّذ الطيران الحربي السوري والروسي عمليات قصف على مناطق تسيطر عليها فصائل المعارضة في محافظة إدلب (شمال غرب) وفي حلب المجاورة.

وقتل اليوم في هذه الغارات 15 مدنيا بينهم أطفال، وفقا للمرصد السوري لحقوق الإنسان.

في حماة (وسط) التي تسيطر عليها الحكومة، قال المرصد إنّ هجوما صاروخيا نفّذه المسلّحون أسفر عن مقتل ستة مدنيين الإثنين.

وأفاد الجيش السوري في بيان بأن قواته تتحرّك “على عدة محاور في أرياف حلب وحماة وإدلب للالتفاف على الإرهابيين وطردهم من المناطق التي دخلوها وتأمينها بالكامل وتثبيت نقاط تمركز جديدة للتحضير للهجوم التالي، مع استمرار وصول المزيد من التعزيزات العسكرية”.

وأظهرت مقاطع فيديو لوكالة فرانس برس مسلّحين يتقدّمون باتجاه محافظة حماة في وسط سوريا.

– تدخل أجنبي؟ –

في مدينة حلب، كان مقاتلون مسلحون يجوبون الشوارع في سيارات عسكرية أو سيرا على الأقدام. وأحرق بعضهم العلم السوري، بينما رفع آخرون “علم الثورة”.

وارتفعت، بحسب المرصد، حصيلة قتلى المعارك والقصف في شمال سوريا منذ بدء الهجوم الى أكثر من 500، بينهم أكثر من تسعين مدنيا.

ودان الاتحاد الأوروبي “الغارات الجوية الروسية على مناطق ذات كثافة سكانية عالية ودعم روسيا المستمر للقمع (الذي يمارسه) نظام الأسد”، وفق ما قال المتحدث باسم الشؤون الخارجية في الاتحاد أنور العنوني.

ويستبعد خبراء أن يكون الهجوم الذي يأتي بعد سنوات من هدوء نسبي في البلاد، رغم عدم التوصل الى حل للنزاع، حصل من دون ضوء أخضر تركي، إلا أن وزير خارجية تركيا هاكان فيدان قال اليوم في أنقره حيث اجتمع مع نظيره الإيراني عباس عراقجي، “من الخطأ في هذه المرحلة، محاولة تفسير هذه الأحداث في سوريا على أنها تدخل أجنبي”.

واعتبر فيدان أن “غياب الحوار بين النظام والمعارضة أوصل إلى هذه النقطة”، مضيفا أن “التطورات الأخيرة تظهر مرة أخرى أنه يتعين على دمشق التوصل إلى تسوية مع شعبها والمعارضة الشرعية”.

ورأى عراقجي الذي تدعم بلاده دمشق ويوجد مستشارون عسكريون منها الى جانب قوات النظام، أنه من الضروري “حماية إنجازات مسار أستانا” الذي رعته روسيا وإيران وتركيا وأوقف إطلاق النار في منطقة إدلب في العام 2020.

وقال إن وزراء خارجية الدول الثلاث سيعقدون اجتماعا في الدوحة الأسبوع المقبل للتباحث في هذه المسألة.

وأضاف “قرّرنا مواصلة مسار أستانا، على الأرجح الأسبوع المقبل” حين يلتقي دبلوماسيون من إيران وروسيا وتركيا على هامش منتدى الدوحة.

وتابع “سنحاول إعادة تفعيل هذا المسار”.

وأعرب الرئيس التركي رجب طيب إردوغان عن أمله في “أن ينتهي عدم الاستقرار في سوريا المستمر منذ 13 عاما” بفضل حل “يتوافق مع مطالب السوريين”.

ويعقد مجلس الأمن الدولي اجتماعا طارئا بشأن سوريا الثلاثاء، حسبما أفادت مصادر دبلوماسية وكالة فرانس برس.

– “دعم غير مشروط” –

وكانت مدينة حلب محور معركة طاحنة في السنوات الأولى للنزاع السوري الذي بدأ في العام 2011 بعد تظاهرات مناهضة للرئيس بشار الأسد، وتعرضت أحياؤها الشرقية لقصف مدمّر من قوات النظام التي استعادت السيطرة عليها بالكامل عام 2016 بعد تلقيها دعما جويا روسيا ومساندة ميدانية من مستشارين إيرانيين وفصائل مرتبطة بطهران أبرزها حزب الله اللبناني.

ويأتي هجوم الفصائل في لحظة إقليمية ودولية حرجة، إذ تنشغل روسيا بحربها في أوكرانيا، بينما تلقت إيران وحلفاؤها، خصوصا حزب الله، ضربات إسرائيلية موجعة في الفترة الماضية.

وبدأ الهجوم في شمال سوريا يوم دخل اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله في لبنان حيز التنفيذ بعد نزاع بدأ في تشرين الأول/أكتوبر 2023 وتحوّل مواجهة مفتوحة اعتبارا من أيلول/سبتمبر، على خلفية الحرب في قطاع غزة بين إسرائيل وحركة حماس.

وقال الأسد الإثنين خلال اتصال مع نظيره الإيراني مسعود بزشكيان إن الهجوم في شمال البلاد محاولة “لتقسيم المنطقة وتفتيت دولها وإعادة رسم الخرائط من جديد”.

وأكد، بحسب بيان للرئاسة السورية، أن “التصعيد لن يزيد سوريا وجيشها إلا إصرارا على المزيد من المواجهة”.

وتعهّد بزشكيان للأسد مواصلة تقديم الدعم، وقال “نأمل بفضل براعتكم وقوتكم وصمودكم بأن تستطيع سوريا أن تتخطّى هذه المرحلة بنجاح وانتصار”. 

كذلك، تعهّد بزشكيان في اتصال هاتفي مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين تقديم “دعم غير مشروط” للأسد.

ووفق الكرملين، أكد الرئيسان أيضا “أهمية تنسيق الجهود… بمشاركة تركيا” الموجودة عسكريا في شمال سوريا.

وأكّد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية اسماعيل بقائي أن وجود المستشارين الإيرانيين في سوريا “كان قائما في الماضي وسيستمر في المستقبل”، بحسب ما تطلبه الحكومة السورية.

– إخلاء مناطق كردية –

وفي موازاة هجوم هيئة تحرير الشام، شنّت فصائل مدعومة من تركيا هجمات على مناطق سيطرة القوات الكردية في شمال سوريا.

وطالبت قوات سوريا الديموقراطية، الجناح العسكري للإدارة الذاتية الكردية، الإثنين بإجلاء المدنيين الأكراد من محيط مدينة حلب، غداة سيطرة فصائل سورية موالية لأنقرة على مدينة تل رفعت شمال حلب.

وقال مظلوم عبدي، قائد قوات سوريا الديموقراطية المدعومة من الولايات المتحدة، “نعمل على التواصل مع كافة الجهات الفاعلة في سوريا لتأمين حماية شعبنا وإخراجه بأمان من منطقة تل رفعت والشهباء” في ريف حلب الشمالي “باتجاه مناطقنا الآمنة في شمال شرق البلاد”.

وتقع تل رفعت في جيب يسيطر عليه المقاتلون الأكراد في ريف حلب الشمالي، ويقدّر المرصد السوري لحقوق الإنسان وجود أكثر من مئتي ألف كردي محاصرين فيها حاليا من الفصائل السورية الموالية لأنقرة.

بور-كام-رض/الح

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية