مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

اليمن بين الهواجس الأمنية وتحديات التنمية

يُحيي اليمن ذكرى الثورة وسط تخوفات من الأوضاع الإقليمية المتوترة Keystone

يُحيي اليمن يوم الخميس 26 سبتمبر الذكرى الأربعين على قيام الثورة ضد الإمامية وشروعه في إرساء قواعد تنمية متكاملة ووضع قواعد دولة مركزية

لكن الشعب اليمني الذي صادفته ويلات حرب أهلية بعد فرحة التوحيد، يواجه اليوم تحديين، التهديدات الأمنية والتنمية الاقتصادية بعد اكتشاف النفط.

أربعون عاما، ليست بالزمن الطويل في عمر الشعوب. ومع ذلك، يُمكن القول أن اليمن عرف فيها تحولات جذرية تمثلت في الثورة ضذ النظام الإمامي في الشطر الشمالي، والاستقلال من قبضة الاحتلال الانجليزي في الشطر الجنوبي، ثم التوحيد في شهر مايو من عام 1990.

لكن فرحة التوحيد لم تمض عليها سوى أربع سنوات حتى تحولت الى حرب طاحنة بين الشمال بزعامة الرئيس الحالي علي عبد الله صالح ، والجنوب بزعامة نائبه على سالم البيض، وهي الحرب التي يقول عنها سفير اليمن لدى المقر الأوربي لمنظمة الأمم المتحدة، ورئيس الوزراء السابق فرج بن غانم، “إنها ككل أزمة تركت آثارا كبيرة وكلفت أكثر من عشرة مليارات دولار من الأضرار”. لكن السيد بن غانم يرى، “أن تأثيرات هذه الحرب أًصبحت اليوم وراءنا”، ويستشهد على ذلك “بإصدار العفو العام وعودة أعداد كبيرة من النازحين والشروع في التجربة الديموقراطية”.

مبالغة في التخوفات الأمنية

غير أن اليمن تصدر في الآونة الأخيرة، اهتمامات وسائل الإعلام على ضوء الأخبار القائلة “أن عناصر من تنظيم القاعدة يوجدون فوق التراب اليمني”، والشائعات حول “إمكانية تدخل أمريكي مباشر لمطاردة هذه العناصر فوق التراب اليمني”، وفي هذا الصدد يقول السفير اليمني لدى الأمم المتحدة في جنيف، “إنهم مجرد عناصر قليلة تحاول الدولة التعامل معهم بسلطاتها ومؤسساتها الأمنية والقضائية وعن طريق التعاون مع الدول الشقيقة والصديقة”.

لكن الحديث عن الوضع الأمني في اليمن يعني أيضا وضعا شاذا يتمثل في القبائل المسلحة التي تلجأ إلى الأخذ بالثأر والى اختطاف السواح الأجانب، وهو ما يعرقل جهود الدولة في إرساء نفوذ السلطة المركزية وإعاقة مجهودات التنمية. لكن حتى بالنسبة لهذه النقطة، يرى السفير اليمني “أن هذا التخوف” ليس بالحجم الذي يُـشاع، وأن ما يحدث في اليمن ليس أكثر بكثير مما يحدث في بلدان أخرى”. ويتوقع زوال هذه الظاهرة بتطوير “أساليب أخرى للتعبير عن مطالب هذه القبائل وتطلعاتها، بدل اللجوء الى الإخلال بالأمن”.

التنمية أكبر التحديات

إن تنمية بلد يُعدّ من أفقر البلدان العربية وأكثرها تحدّيات اجتماعية، هو التحدي الأكبر بالنسبة للسلطات اليمنية، التي التزمت بتطبيق برنامج إصلاح هيكلي أبرمته مع صندوق النقد الدولي في عام 1995، وهو البرنامج الذي يفرض تخصيص المؤسسات الصناعية العمومية وإصلاح النظام البنكي وتطوير البنية التحتية وإلغاء إجراءات الدعم التي تقدمها الحكومة لبعض القطاعات الأساسية.

ومع اكتشاف البترول وتحول اليمن الى بلد ينتج حاليا حوالي 430 ألف برميل يوميا، وإمكانية تحوله الى بلد منتج للغاز في المستقبل القريب بعد اكتشاف احتياطي حقل الجوف بمأرب، تزداد حظوظ تسريع وتيرة التنمية. ولا تقتصر رغبة السلطات اليمنية على تطوير قطاعي النفط والغاز، بل تتطلع أيضا إلى تطوير قطاعات الصناعة والزراعة والأسماك والسياحة.

ومن الإنجازات التي تحقّـقت في اليمن في إطار تنويع موارد الدخل، تطوير منطقة تجارة حرة بالاشتراك مع مؤسسة الموانئ في سنغافورة، جعلت اليمن يصبح من خلال ميناء عدن إحدى أهم نقاط العبور البحري للبواخر الحاملة للحاويات. وهناك نية في تطوير مشاريع صناعية بالمنطقة التجارية الحرة.

إمكانيات تعاون لم تستغل

وتجدر الإشارة إلى أن هذه هي المرة الثالثة التي يتولى فيها السيد فرج بن غانم منصب ممثل لليمن في مقر منظمة الأمم المتحدة في جنيف، وهي المرة الأولى التي سيتولى فيها تمثيل بلاده لدى السلطات السويسرية ابتداءا من شهر اكتوبر القادم.
ولئن كان السيد بن غانم يُقيّـم التعاون بين برن وصنعاء في الميدان الإنساني على أنه “موجود”، فإنه يرى “أن التعاون المباشر في الميادين السياسية والاقتصادية والفنية، لم تستغل فيه الامكانيات بشكل كبير”، ويعقد السيد فرج بن غانم آمالا على تعزيز هذا التعاون من خلال الاتصال المباشر مع السلطات السويسرية في المستقبل

محمد شريف- سويس إنفو- جنيف

اليمن بالأرقام:
عدد السكان في عام 2000 : 18،3 مليون نسمة
معدل الناتج القومي الاجمالي 8،6 مليار دولار
متوسط النمو الاقتصادي 4،6 في المائة في عام 2001
احتياطي النفط المؤكد منه 4 مليار برميل
احتياطي الغاز الطبيعي 16،9 تريليون متر مكعب

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية