The Swiss voice in the world since 1935

اوائل طالبي اللجوء يغادرون ايطاليا لتوزيعهم في دول الاتحاد الاوروبي

لاجئ اريتري يبعث بقبلة وداعية قبيل التوجه على متن طائرة في مطار تشامبينو الى السويد، الجمعة 9 تشرين الاول/اكتوبر 2015 afp_tickers

غادر 19 اريتريا من طالبي اللجوء صباح الجمعة روما متجهين الى السويد في اطار اول عملية لتوزيع 160 الف لاجئ على مدى عامين على دول الاتحاد الاوروبي التي وصلها العام الحالي 570 الف مهاجر.

غادرت المجموعة وبينها 5 نساء تم انقاذهم في المتوسط وتسجيلهم في جزيرة لامبيدوزا الايطالية صباحا على متن طائرة تابعة لشرطة الحدود الايطالية.

وفيما تستمر عمليات الانقاذ قبالة السواحل الليبية، اشارت المنظمة الدولية للهجرة الجمعة الى ارتفاع في عدد الواصلين الى اليونان، حيث تخطى العدد سبعة آلاف شخص في اليوم مقارنة مع 4500 نهاية ايلول/سبتمبر.

واعلنت وزارة البحرية التجارية اليونانية ان طفلا يبلغ عاما واحدا توفي على مركب خلال عبوره من السواحل التركية الى جزيرة ليسبوس اليونانية في شرق بحر ايجه.

وقال وزير خارجية لوكسمبورغ يان اسلبورن في روما والذي تتولى بلاده حاليا الرئاسة الدورية للاتحاد الاوروبي “انهم 19 شخصا فقط، لكن هذا دليل الى انه يمكن لاوروبا ان تواجه المشاكل”.

وحضر وزير الداخلية الايطالي انجيلو الفانو والمفوض الاوروبي المكلف شؤون الهجرة ديمتريس افراموبولوس واسلبورن لوداعهم.

وقال الفانو في لقاء صحافي بعد مغادرتهم ان “هذه الطائرة تمثل انتصار اوروبا التي تعرف كيف تكون متضامنة ومسؤولة وتنقذ ارواحا”.

وفي السويد اعلن رئيس الوزراء ستيفان لوفن الجمعة ان 150 الف شخص قد يطلبون اللجوء هذا العام في بلاده، مشيرا الى ان الحكومة اجازت نصب خيم مدفأة لايواء اللاجئين.

وهؤلاء المهاجرون الـ19 هم طليعة 160 الف طالب لجوء يفترض ان يستفيدوا في السنتين المقبلتين من برنامج “اعادة اسكان” غير مسبوق في الاتحاد الاوروبي.

ويستعد نحو مئة آخرين من طالبي اللجوء للمغادرة في الاسابيع المقبلة الى المانيا وهولندا و”دول اخرى عبرت عن استعدادها” لاستقبالهم، بحسب الفانو.

واعلنت المفوضية العليا للاجئين في الامم المتحدة ان الرحلات التالية ستجري جوا كذلك في مطلع الاسبوع المقبل.

وتترافق هذه الاجراءات مع عملية عسكرية اوروبية لمكافحة المهربين قبالة سواحل ليبيا اطلق عليها اسم “صوفيا” وبدأت منذ الاربعاء بتوقيف المهربين ومصادرة زوارقهم ان دخلوا المياه الدولية.

وطالب نائب المستشارة الالمانية ووزير الخارجية بمراقبة تدفق المهاجرين غير المسبوق الى المانيا ودعوا الى “الحد” منه في مقال يصدر السبت في مجلة دير شبيغل.

وكتب نائب المستشارة سيغمار غابرييل الذي يشغل ايضا منصب وزير الاقتصاد والوزير فرانك فالتر شتاينماير اللذان ينتميان الى الحزب الاشتراكي الديموقراطي المتحالف مع المحافظين بزعامة انغيلا ميركل “لا نستطيع ان نتولى امر اكثر من مليون شخص كل عام”.

واصدر مجلس الامن الدولي الجمعة قرارا يجيز للاتحاد الاوروبي استخدام القوة ضد المهربين لاعطاء العملية شرعية دولية.

لكن هذا التفويض لا ينطبق على المياه الليبية، حيث تحتاج العملية الاوروبية الى موافقة الحكومة الليبية التي اقترحت الامم المتحدة مشروعا لتشكيلها فجر الجمعة.

في الوقت نفسه شكلت الدول الاعضاء الـ28 في الاتحاد الاوروبي جبهة موحدة في مسألة الترحيل المنهجي للمهاجرين لاسباب اقتصادية في غمرة اسوأ ازمة هجرة تشهدها اوروبا منذ 1945.

وقال اسلبورن ان الذين “لا يحتاجون الى حماية دولية ينبغي ان يعودوا الى بلدهم”.

وتكتسي هذه المسألة حساسية خاصة في ايطاليا، حيث يشكل السوريون والاريتريون والعراقيون الذين خصوا وحدهم ببرنامج اعادة الاسكان الاوروبي، بالكاد ثلث المهاجرين الـ132 الفا الذين وصلوا منذ مطلع العام.

وبعد التوقف في روما يتضمن برنامج افراموبولوس واسلبورن الجمعة زيارة لامبيدوزا، الجزيرة الايطالية الاقرب الى السواحل الافريقية، ثم اثينا السبت لرصد التقدم في انشاء مراكز الاستقبال الاول للاجئين وتسجيلهم.

ويريد الاتحاد الاوروبي اجراء “فرز” اول بين المهاجرين الذين ليست حياتهم مهددة في بلدانهم والذين يحق لهم طلب وضع لاجئ، لكن ذلك يتعارض مع القانون الايطالي الذي يوفر حماية كبيرة لطالبي اللجوء.

وصرحت المتحدثة باسم المفوضية العليا للاجئين لجنوب اوروبا كارلوتا سامي في المطار “اليوم يوم مهم لانه بداية الخطة الاوروبية. نامل بان تحرز تقدما، لكن ينبغي بذل مزيد من الجهود”، مطالبة “باجراءات لوصولهم الى اوروبا بامان”.

وتشير احصاءات المفوضية الى ان الاريتريين يمثلون 26% من 132 الف مهاجر وصلوا الى ايطاليا هذا العام بعد انقاذهم في المتوسط. لكن العبور ادى الى مصرع 3080 شخصا على الاقل بين رجال ونساء واطفال، اغلبهم قبالة سواحل ليبيا.

وفي جنيف، دعا المفوض الاعلى لشؤون اللاجئين انطونيو غوتيريس الاتحاد الاوروبي الجمعة الى الاسراع في ايجاد حلول لازمة الهجرة عبر توفير مساعدة كبيرة لليونان، لتجنب “مأساة” هذا الشتاء.

وقال غوتيريس في لقاء صحافي في جنيف “نعلم كيف ندير مخيما، خيمة، مبنى في الشتاء، لكننا نجهل كيف يمكن ان نحمي في الشتاء حشدا يتنقل يوميا من بلد الى اخر. الامر مستحيل. مع الطقس في منطقة البلقان يمكن حدوث ماساة في اي وقت”.

وتابع “من الضروري ان يدعم الاتحاد الاوروبي اليونان” طالبا “استثمارات ضخمة” من بروكسل من اجل استقبال المهاجرين واللاجئين في مراكز مناسبة.

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية