مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

باول ومهمة الفرصة الاخيرة!

هل سينجح باول في اعادة الامل للفلسنطينيين والاسرائيليين؟ Keystone

لم تتضح بعد الخطة المفصلة التي سيحملها وزير الخارجية الأمريكي كولين باول، الذي يبدأ يوم الاحد زيارة إلى الشرق الأوسط لم تتضح بعد محطاتها الرئيسية النهائية أو مواعيدها.

الخطة الامريكية واجهت أولى عقباتها قبل أن تبدأ، ففي غمرة التلميحات الأمريكية إلى أن باول قد لا يلتقي الزعيم الفلسطيني المحاصر ياسر عرفات والردود الفلسطينية والعربية القوية التي انطلقت ردا على ذلك فورا، بدا أن على الوزير الأمريكي أن يعيد مراجعة خطط رحلته قبل أن يكتب لها الفشل في مهدها.

فلم يتجاهل المسؤولون الأمريكيون تصريحات كل من وزيري الإعلام والحكم المحلي الفلسطينيين ياسر عبد ربه وصائب عريقات، التي أكدت بقوة أنه إذا كان باول يريد تجنب الاجتماع الى الرئيس الفلسطيني، فإنه لن يجد فلسطينيا واحدا يمكن أن يلتقيه.

وكذلك، أعلن وزير الخارجية الأردني مروان المعشر يوم الخميس في مؤتمر صحفي جمعه مع باول نفسه، أن الرئيس الفلسطيني لا زال القائد الفلسطيني الوحيد المعترف به قائدا للشعب الفلسطيني والقادر على التحدث باسمه.

الاهداف الحقيقية لجولة باول

وزير الخارجية الأمريكي، كما أعلن منذ خطاب بوش الشرق أوسطي يوم الخميس، بدأ يرفع من نبرة خطابه عن أنه ليس قادما للبحث في تفاصيل وقف إطلاق النار وخطتي تينيت وميتشل كما حال الجنرال زيني الذي أخفق ثلاث مرات حتى الآن في التوصل الى أي اتفاق ذي معنى بين الفلسطينيين والاسرائيليين لسبب رئيسي واضح وهو قبول إدارة بوش بطرح شارون المتمثل في تأجيل المسار السياسي للعملية إلى حين الانتهاء من المسار الأمني.

ويقول الوزير الأمريكي إنه قادم للبحث في مشروع التسوية السياسي برمته، بعد التوصل الى انسحاب القوات الاسرائيلية ووقف اطلاق النار.

وإذا كانت إدارة بوش قد حزمت أمرها أخيرا وتريد أن تشمر عن ساعديها للغوص في أوحال الشرق الأوسط، فإن المحللين السياسيين الأمريكيين يشددون على أن من المستحسن لباول إذا كان يريد النجاح لخطته أن يبدأ فورا في بحث الملامح الرئيسية التي تضمنها خطاب الرئيس بوش الخميس الماضي للتسوية السياسية، وهي القائمة على أساس إقامة دولة فلسطينية “قابلة للبقاء سياسيا واقتصاديا” كما قال بوش نفسه.

وفي حين لم تتضح التفاصيل بعد، فإن برنامج رحلة باول الذي بات مؤكدا أنه سيأخذه الى المغرب ومصر والعربية السعودية ومصر قبل الوصول الى اسرائيل وأراضي السلطة الفلسطينية على ما هو مؤمل، فإنه بات واضحا أن إدارة بوش تريد تجنب خطأ رئيسي يعتقد أن إدارة كلينتون قد ارتكبته في محادثات كامب ديفيد، ألا وهو عدم إشراك الدول العربية المعتدلة في تفاصيل المشروع السلمي الفلسطيني الاسرائيلي النهائي.

فهذه الإدارة تريد إشراك الدول العربية الرئيسية هذه في هذا المشروع، كما تريد أن تبحث إن كان بالإمكان البحث عن محاورين فلسطينيين آخرين — بالإضافة الى الرئيس الفلسطيني، وليس بدلا منه، إن كان تبين أن من الصعب الآن العمل على استحضار البديل للرئيس الفلسطيني للتوقيع على التسوية الجديدة.

المطلوب: اعتدال عربي!

وواضح أيضا أن باول سيطالب الدول العربية بلعب دور أكثر مركزية في التعامل مع القضية الفلسطينية، بدءا بالعمل مع القيادة الفلسطينية على إظهار قدر أكبر من “الاعتدال” في مطالبها، ومرورا بالمساعدة في بناء الأراضي والاقتصاد الفلسطيني المحطم الآن، وانتهاء بالتعاون في قضية ضمان الأمن والاستقرار في المنطقة، وأخيرا بالطبع ضمان الاعتراف العربي الشامل باسرائيل.

المشكلة الرئيسية التي يخشى المراقبون السياسيون أن تعترض باول هي تجاوب رئيس الوزراء الاسرائيلي شارون مع الطروح الجديدة لإدارة بوش، خصوصا حين يتعلق الأمر بالقضايا الصعبة مثل الاستيطان والحدود والقدس. ويقول هؤلاء إن من شبه المؤكد أن إدارة بوش ستصل بسرعة إلى قناعة أن رئيس وزراء اسرائيل الحالي قد لا يكون الرئيس الاسرائيلي الأمثل للبدء بمجابهة القضايا النهائية. والسؤال الآن هو، هل لدى إدارة بوش ما يكفي من الإرادة السياسية لمواجهة شارون؟

مفيد عبدالرحيم/واشنطن

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية