مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

برن تدين مؤتمر الهولوكوست في إيران

الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد (إلى اليمين) مصافحا أحد اليهود الأرثودوكس المشاركين في مؤتمر طهران Keystone

نددت وزارة الخارجية السويسرية يوم الثلاثاء 12 ديسمبر بالمؤتمر المشكك في الهولوكوست، الذي التأم على مدى يومين في العاصمة الإيرانية.

وأكدت الوزارة أن عملية الإبادة، التي تعرض لها اليهود في الحقبة النازية، “واقع تاريخي من غير المقبول إعادة التساؤل حوله”، كما أدانت بشدة التشكيك في حق دولة إسرائيل في الوجود.

انضمت سويسرا، على لسان المتحدث باسم وزارة الخارجية، يوهان أشليمان، إلى موجة التنديد الدولي ضد إيران، المتهمة بالترويج لنفي المحرقة (الهولوكوست).

المؤتمر الذي اختتم أعماله مساء الثلاثاء 12 ديسمبر في طهران، أفسح المجال واسعا لمنكرين غربيين ينفون واقع عملية الإبادة، التي تعرض لها اليهود خلال الحرب العالمية الثانية.

وقد سبق لوزارة الخارجية السويسرية أن أدانت في الماضي، تصريحات للرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، الذي وصف فيها الهولوكوست بـ “الخرافة”، وقالت في تلك المناسبة “إن سويسرا لا يمكن أن تسمح لأي تنسيب أو تشكيك في إبادة اليهود من طرف دولة أو ممثل لها”.

“كريه”

من جهته، وصف رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولميرت مؤتمر طهران بأنه “كريه ويقيم الدليل على حجم العداء”، تجاه اليهود وإسرائيل.

كما أدانت وزارات الخارجية في الدول الغربية، بدءً بباريس ومرورا ببرلين وروما ولندن وواشنطن، بشدة هذا الاجتماع.

من جانبه، قال البيت الأبيض: “إن تجمّـع مشكّـكين (في المحرقة) في طهران، يمثل إهانة للعالم المتحضر بأكمله وأيضا لقيم التسامح والاحترام المتبادل الإيرانية التقليدية”.

وفي برلين، صرحت المستشارة أنجيلا ميركل أن ألمانيا ترفض “بأكبر قدر من الشدة” هذه المبادرة الإيرانية، وأضافت أن “ألمانيا لن تقبل أبدا” بهذا النوع من التظاهرات وأنها “ستستعمل جميع إمكانياتها للوقوف بوجهها”.

وفي الفاتيكان، اعتبر بيان باسم الحبر الاعظم ان «محرقة اليهود كانت مأساة رهيبة لا يمكن التغاضي عنها». وجاء في البيان ان محارق النازية «لا بد أن تظل تحذيرا باقيا الى الابد للجميع حتى يحترموا حقوق الاخرين».

دعوة لفرض عقوبات

في سويسرا، قامت فدرالية الطوائف اليهودية من جهتها بإسماع صوتها، واعتبرت المنظمة أن النظام الإيراني، بتنظيمه لهذا المؤتمر، يواصل “بدون حياء” سياسته ضد إسرائيل.

في المقابل، دعا المؤتمر اليهودي الأوروبي القادة الأوروبيين إلى تسليط عقوبات صارمة جدا على النظام الإيراني، وتساءل بيير بسناينو، رئيس المؤتمر، “إلى متى سوف تقبل أوروبا بإهانة ذاكرة الإنسانية وبتهديد السلم العالمي على شاكلة ما يقوم به النظام الإيراني”؟

يشار إلى أن مؤرخي الرايخ الثالث يقدّرون، بشكل عام، أن عدد اليهود الذين قُـتِـلوا خلال الحرب العالمية الثانية يصل ستة ملايين شخص، لكن توجد تقديرات أخرى تقل أو تزيد عن هذا الرقم. كما أن النظام النازي، الذي أقامه ادولف هيتلر، تسبب أيضا في مقتل ملايين الأشخاص من غير اليهود.

سويس انفو مع الوكالات

انعقد في طهران يومي 11 و12 ديسمبر 2006، مؤتمر حول موضوع الهولوكوست. هذه التظاهرة، جاءت بمبادرة من الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد.

منذ وصوله إلى السلطة في أغسطس 2005، تحدث نجاد في العديد من المناسبات عن الهولوكوست باعتباره “خرافة”، وندّد بـ “السرطان” الذي تمثله دولة إسرائيل في الشرق الأوسط، حسب رأيه.

منح مؤتمر الهولوكوست في طهران الكلمة، بشكل واسع، لعدد من المشككين الغربيين المنكرين لواقع إبادة اليهود خلال الحرب العالمية الثانية.

قرر المشاركون في المؤتمر، تأسيس “لجنة دولية” مكلفة بدراسة حقيقة الإبادة اليهودية، ويقدّم أعضاء هذه اللجنة من إيران وفرنسا والولايات المتحدة وكندا وسوريا والبحرين والنمسا وسويسرا.

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية