The Swiss voice in the world since 1935

بعد عام على الحرب.. حماس تواجه أصواتا معارضة في غزة مع تعرض القطاع لخسائر فادحة

reuters_tickers

من نضال المغربي وعلي صوافطة

القاهرة/رام الله 8 أكتوبر تشرين الأول (رويترز) – تشتاق سميرة وهي أم لطفلين إلى حياتها القديمة عندما كانت تعمل مُعلمة للغة العربية وتعيش في منزل مريح قبل أن يتسبب الهجوم الذي شنته حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) على إسرائيل منذ عام في غرق قطاع غزة في بحر من المعاناة والفوضى.

وانضمت سميرة، إلى عدد متزايد من سكان غزة، في التساؤل حول ما إذا كانوا تكبدوا ثمنا باهظا للغاية للهجوم الذي شنته حماس في السابع من أكتوبر تشرين الأول من العام الماضي. وأسفرت الحرب التي شنتها إسرائيل بعد ذلك عن تدمير غزة ومقتل عشرات الآلاف وإجبار أكثر من مليون فلسطيني على النزوح من ديارهم.

وقالت سميرة (52 عاما)، التي رفضت ذكر اسم عائلتها خوفا من التعرض لعقاب “بالرغم من كل المصاعب كان لنا حياة منيحة، كان لنا وظايف، بيوت ومدينة”.

وأضافت أن “إسرائيل هي السبب الرئيسي لكل مآسينا وهي مصدر كل الشرور”، لكنها تلقي باللوم أيضا في ما تراه خطأ فادحا في التقدير على زعيم حماس يحيى السنوار، العقل المدبر لهجمات السابع من أكتوبر تشرين الأول.

وقالت “شو كان بيفكر؟ ما توقع إنه إسرائيل راح تدمر غزة؟”.

وتحدثت رويترز مع عشرات من سكان غزة، طلبوا جميعا عدم ذكر أسمائهم الكاملة لتجنب العقاب.

ويرى البعض في المقابل أن أعضاء حماس أبطال بسبب الهجوم غير المسبوق الذي شنه مسلحون فلسطينيون على إسرائيل، والذي لم يتصوروا قط أنهم سيرون مثله.

لكن عددا آخر يرى أن الحركة المدعومة من إيران والتي تدير قطاع غزة منذ عام 2007 لم تفكر كثيرا في معاناتهم، وأشار البعض إلى أن الهجوم كان خطأ فادحا.

ولم يظهر السنوار (62 عاما)، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس حاليا، علنا منذ هجوم السابع من أكتوبر تشرين الأول الذي تقول إحصاءات إسرائيل إنه أسفر عن مقتل 1200 شخص وخطف 251 رهينة من بينهم نساء وأطفال.

وقالت مصادر على اتصال معه إنه يدير حماس في الخفاء من خلال شبكة أنفاق متعرجة أسفل غزة، ولا يزال مقتنعا بأن الكفاح المسلح هو السبيل الوحيد لفرض قيام دولة فلسطينية.

وتقول حماس إن هجوم السابع من أكتوبر تشرين الأول، وهو الأكثر دموية الذي تشهده إسرائيل منذ إعلان قيامها قبل نحو 75 عاما، هو نقطة تحول في النضال المستمر منذ عقود من أجل إقامة الدولة الفلسطينية التي ابتعدت عن الأولويات الدولية.

ويقول مسؤولون في حماس إن الحركة تنتصر في المعركة أمام إسرائيل التي لم تحقق أهدافها الحربية المتمثلة في تدمير حماس كقوة مقاتلة أو القضاء على قادتها أو استعادة الرهائن المحتجزين لديها.

ومع ذلك تقول إحصاءات السلطة الفلسطينية إن نحو 42 ألف فلسطيني قُتلوا في الهجوم الإسرائيلي، كما يتربص الجوع بمخيمات النزوح التي لجأ لها أكثر من مليون فلسطيني بحثا عن مأوى.

وفي منتصف سبتمبر أيلول نشر المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية، والذي يتخذ من رام الله مقرا له ويموله مانحون غربيون، نتائج استطلاع أظهر لأول مرة أن معظم سكان غزة يعارضون قرار الهجوم.

وقال 57 بالمئة ممن شملهم الاستطلاع، الذي أجري في أوائل سبتمبر أيلول، إن قرار شن الهجوم كان غير صائب بينما قال 39 بالمئة إنه كان صائبا، في انخفاض حاد لنسبة المؤيدين مقارنة بالاستطلاع السابق الذي أجري في يونيو حزيران.

وتواجه حماس اتهامات منذ فترة طويلة بسحق المعارضة في غزة بالضرب أو ما هو أسوأ من ذلك. لكن الأشهر القليلة الماضية شهدت بعض الإعلان النادر للمعارضة من جانب السكان.

وفي يوليو تموز كتب المسؤول السابق في حماس أحمد يوسف صالح على صفحته على الفيسبوك منشورا تساءل فيه قائلا “من الذي درس وفكّر في العواقب وهو يضع لمسات المواجهة، فكانت النتائج هذه النكبة الكارثية التي زلزلت منا النواصي والأقدام”.

وتوالت مئات التعليقات على المنشور منذ ذلك الحين، وأضاف الكثيرون انتقاداتهم للحركة. ولم يرد صالح، الذي يواصل المنشورات على الفيسبوك بانتظام، على طلبات للتعليق.

وتعرض الناشط الفلسطيني أمين عابد، الذي انتقد هجوم السابع من أكتوبر تشرين الأول، للضرب في يوليو تموز على أيدي ملثمين وتم نقله إلى المستشفى. وكان والده يتجول في شوارع مخيم جباليا للاجئين في غزة مستخدما مكبر صوت لاتهام حماس بالهجوم على نجله.

ورفض سامي أبو زهري، أحد كبار مسؤولي حماس، هذه الانتقادات الموجهة للحركة ووصفها بأنها “تصريحات محدودة”. وقال لرويترز “هذه الملاحظات هي نتيجة الشعور بالألم ولا شيء آخر”.

وأضاف “لم يكن لدينا أي خيار سوي أن نخوض هذه المعركة لأن القضية الفلسطينية كانت توشك أن تنتهي في ظل استمرار العدوان والجرائم الإسرائيلية ضد شعبنا وضد مقدساتنا”.

وتعير حماس اهتماما كبيرا لعلامات المعارضة، إذ تستهدف الحفاظ على سيطرتها في غزة بعد انتهاء الحرب، على الرغم من إصرار إسرائيل والولايات المتحدة على أن الحركة لا تستطيع أن تضطلع بدور في حكم القطاع بعد الحرب.

وقال أشرف أبو الهول مدير تحرير صحيفة الأهرام المصرية المملوكة للدولة والمتخصص في الشؤون الفلسطينية “لا يمكن قياس شعبية حماس بشكل دقيق قبل أن تنتهي الحرب ويتم معرفة الشكل الذي ستنتهي إليه الحرب، هناك من يؤيد وهناك من يعارض”.

وأضاف “داخل غزة الوضع سيكون مختلف عندما يجد الناس أنها أصبحت مكانا غير قابل للعيش، سيكون التأييد لحماس أقل”.

ولكنه أضاف أن إيران قد تطالب بدور مستقبلي للحركة المسلحة كجزء من تسوية لصراع إقليمي أوسع.

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية