The Swiss voice in the world since 1935
أهم الأخبار
النشرة الإخبارية
أهم الأخبار
نقاشات
أهم الأخبار
النشرة الإخبارية

بلغاريا تشهد إقبالا للعمال الأوزبكستانيين في ظل تراجع ديموغرافي

afp_tickers

تركت نلفار نازاروفا وظيفتها كمحاسبة في بلدها أوزبكستان لتعمل في أحد الفنادق على ساحل البحر الأسود في بلغاريا التي تعاني نقصا في اليد العاملة، في ظلّ شيخوخة السكّان وهجرة الأدمغة.

وتقول الأربعينية التي انتقلت للعمل في مدينة ألبينا الساحلية سنة 2022، على غرار مواطنين لها وصلوا إلى بلغاريا بعد جائحة كوفيد-19 “كان عدد الأوزبكستانيين قليلا في السنة الأولى. أما اليوم، فنحن حوالى مئة نأتي كلّ موسم”.

وتشيد بـ”رواتب مستقرّة” و”استقبال ودّي”.

منذ سنوات، تستقبل أوروبا الوسطى والشرقية التي تسبّب انهيار الشيوعية فيها بمغادرة عدد كبير من مواطنيها، عمّالا من آسيا.

وفي بلغاريا، بات لا غنى عن هؤلاء في قطاع السياحة الذي يمثّل 7 % من العائدات الوطنية وحيث عشرات آلاف الوظائف شاغرة.

وبحسب دراسة حديثة أجريت في أوساط الشركات البلغارية، يواجه ثمانية مديرين من كلّ عشرة نقصا في اليد العاملة. ويبدون في معظمهم استعدادهم لتوظيف عمّال من بلدان ثالثة.

– “الناس لطفاء” –

وينعكس الوضع إيجابا على العمالة الوافدة من أوزبكستان خصوصا.

إنهم حاليا “نحو 20 ألفا”، بمن فيهم العمّال الموسميون في بلد يضمّ 6,4 ملايين نسمة. وإذا ما تواصل الحال “على هذا النحو، فقد يصبحون أقلّية مهمّة بعد خمس أو ست سنوات”، بحسب فيليب غونيف المتخصّص في الهجرة.

ويؤكّد غونيف الذي كان نائب وزير الداخلية وبات يدير شركة لاستقدام اليد العاملة أن الطلب على خدمات مماثلة ارتفع بشدّة.

في مجمّع ألبينا الذي يستقطب زوّارا من أنحاء أوروبا كافة، كثيرون من الذين يعملون في المطابخ أو الحانات أو الفنادق يأتون من الخارج، وخصوصا من أوزبكستان وإندونيسيا وقرغيزستان.

ونجا المجمّع الذي كان في ما مضى مصدر فخر للنظام الشيوعي واستقبل الكثير من الضيوف المرموقين من أمثال فيدل كاسترو، من الفورة العقارية التي غيّرت ملامح جزء كبير من الساحل البلغاري.

تعمل الأوزبكستانية غولرايخان موكسانبيتوفنا، وهي طالبة في العشرين، في مطعم فندق مصنّف أربع نجوم يطلّ على البحر الأسود. وتقول والبسمة على وجهها “العمل صعب لكن الناس لطفاء”.

تتشارك يوميّاتها مع متابعيها على انستغرام وتخبر بحماسة “الأمر يهمّ الناس من بلدي وهم يريدون المجيء أيضا. في السابق كان لديّ ألف متابع، أما اليوم، فلديّ حوالى 10 آلاف”.

– روابط ثقافية –

وتلفت كراسيميرا ستويانوفا المسؤولة عن إحدى الشركات التي تتولّى إدارة المجمّع إلى أنهم “يحصلون على مأوى وطعام ويتلقّون رواتب أعلى بكثير مما يجنونه في ديارهم، وهذا ما يحفّزهم”.

وتشير إلى “أنهم يحصلون هناك على ما بين 100 و150 دولارا في الشهر. أما هنا، فتبدأ الأجور بمعدّل 600 دولار، وقد تتخطّى 800 دولار”.

ومن العوامل الإضافية التي تجذب الأوزبكستانيين إلى بلغاريا، روابطها الثقافية والتاريخية بموسكو. وفي إمكانهم الاستفادة من اللغة الروسية.

وقرّرت الدولة البلغارية تسهيل منح تأشيرات الدخول.

ويقول غونيف إن “ديموغرافيا البلد بعد عقد ستكون رهنا بهذه السياسة”، مندّدا بـ”معاملات بيروقراطية معقّدة” وفساد مستشر، ما قد يثني العمّال عن المجيء.

وهذه المسألة “هي في غاية الأهمّية للشركات البلغارية”، على قول الخبير.

ومنذ العام 1990، خسرت بلغاريا حوالى مليوني مواطن.

وإن كانت قلّة قليلة تعود إلى البلد، غير أن الآفاق تبقى قاتمة، إذ إن ربع السكان تخطّوا الخامسة والستين.

رب/م ن/ب ق

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية