بوتين واردوغان يتعهدان تعاونا وثيقا في الملف السوري

تعهد الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب اردوغان الأربعاء في ختام محادثات في موسكو تنسيق تحركاتهما بشكل اوثق في سوريا.
وقال اردوغان في تصريحات مترجمة خلال مؤتمر صحافي مشترك بعد محادثاتهما التي استغرقت نحو ثلاث ساعات إن “التعاون بين روسيا وتركيا هو محك للسلام والاستقرار في سوريا”.
وأضاف “نعتزم مع أصدقائنا الروس تعزيز التنسيق أكثر”.
من جهته، قال بوتين “اتفقنا على كيفية تنسيق عملنا في المستقبل القريب”، ووصف المحادثات التي شارك فيها وزراء دفاع الدولتين بأنها “فعالة”.
وتسعى انقرة إلى إقناع المسؤولين الروس باقتراحها اقامة “منطقة آمنة” في شمال سوريا لمنع أي حكم ذاتي كردي على الحدود.
في مستهل الاجتماع في الكرملين، رحب بوتين بنظيره التركي واصفا اياه بأنه “صديقي”، قبل أن يشدد على أنهما “سيناقشان القضايا الأمنية الإقليمية والتعاون بفاعلية بشأن سوريا”.
بدوره، رحب أردوغان بحرارة برئيس الدولة الروسية مشيدا ب”التضامن الذي حقق نتائج مهمة في مجال الأمن”.
ويقف الرئيسان على طرفي نقيض من الأزمة السورية، فروسيا تقدم الدعم للحكومة السورية بينما تدعم تركيا فصائل مسلحة معارضة تحارب نظام الرئيس بشار الاسد.
ورغم الخلافات، يعمل البلدان معا وبشكل وثيق على إيجاد حل سياسي للحرب المستمرة منذ سبعة أعوام.
-“خطوة ايجابية”-
وقد اتفقت روسيا وتركيا على تنسيق عملياتهما الميدانية في سوريا بعد إعلان الرئيس الاميركي دونالد ترامب الشهر الماضي بسحب الفي جندي أميركي من هناك.
وقد اعتبر بوتين انسحاب القوات الأميركية من شمال شرق سوريا “خطوة إيجابية ستساعد على استقرار الوضع في هذه المنطقة المضطربة”.
وقد صرح اردوغان الإثنين انه سيبحث مع بوتين اقتراح ترامب انشاء “منطقة آمنة” تسيطر عليها تركيا في شمال سوريا. وقد أبدى ترامب تأييده لهذه الفكرة في منتصف كانون الثاني/يناير.
الا ان الأكراد المتحالفين مع الولايات المتحدة والذين يسيطرون على الجزء الاكبر من شمال سوريا يرفضون الفكرة خوفا من هجوم تركي محتمل ضد المناطق التي تقع تحت سيطرتهم.
وصرح بوتين الاربعاء ان روسيا تدعم “اقامة حوار بين المسؤولين في دمشق وممثلين عن الاكراد”.
كما أن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف اعتبر الاسبوع الماضي ان شمال سوريا يجب ان ينتقل الى سيطرة النظام السوري.
-“قلق شديد”-
ووقعت محافظة ادلب في شمال غرب سوريا في وقت سابق من هذا الشهر تحت السيطرة الكاملة لجماعة جهادية يسيطر عليها فرع القاعدة السابق في سوريا.
وذكرت وزارة الخارجية الروسية فى وقت سابق الاربعاء أن الوضع في المحافظة لا يزال “مصدر قلق شديد”.
كما أكد بوتين انه ناقش مع اردوغان الوضع في إدلب “بشكل مفصل جدا اليوم”.
وقال الزعيم الروسي “لدينا قناعة مشتركة باننا يجب ان نستمر في محاربة الارهابيين اينما كانوا ، بما فى ذلك منطقة ادلب”.
واعلن اردوغان إن الدولتين ستشنان “معركة طويلة” في سوريا.
وبعد نحو ثماني سنوات من الصراع الدامي في سوريا، أدى قرار الانسحاب الأميركي إلى تعزيز حملة النظام السوري المدعومة من روسيا لإعادة فرض السيطرة على البلاد.
فالقوات الكردية التي باغتها إعلان ترامب سحب الجنود الأميركيين، طلبت المساعدة من النظام السوري لمواجهة التهديد المتمثل بهجوم تركي.
وأشاد الكرملين بدخول القوات السورية إلى مدينة منبج الرئيسية في الشمال للمرة الأولى منذ ست سنوات.
وتحضر موسكو لتنظيم قمة ثلاثية مع تركيا وإيران بداية هذا العام كجزء من عملية أستانا للسلام التي أطلقتها الدول الثلاث عام 2017.
وصرح بوتين الأربعاء ان القمة المقبلة ستعقد “في المستقبل القريب” في روسيا، قائلا إن القادة ما زالوا بحاجة إلى الاتفاق مع ايران على موعدها ومكانها.
وعقدت آخر قمة بين بوتين واردوغان والرئيس الايراني حسن روحاني في إيران في أيلول/سبتمبر 2018، حيث طغى على جدول الأعمال البحث في مصير محافظة إدلب. ولم تسفر القمة عن نتائج.
وتدهورت العلاقات بين روسيا وتركيا إلى أدنى مستوى لها منذ سنوات في تشرين الثاني/نوفمبر 2015، عندما أسقطت القوات التركية طائرة حربية روسية فوق سوريا.
ولكن بعد اتفاق مصالحة عام 2016، عادت العلاقات بسرعة الى طبيعتها، وعاد التعاون بين بوتين واردوغان حول سوريا، كما أعلنت تركيا عن شراء أنظمة دفاع جوي روسية الصنع وعن بناء روسيا لأول محطة نووية تركية.