مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

تجمّدت الابحاث فانهار السّهم!

اعلنت شركة بيرنا انها لم تتخل عن تطوير جيل جديد من اللقاحات ضد الرشح وان كان ذلك من خلال شراكة مع مؤسسات اخرى Keystone

تعرضت شركة "بيرنا"Berna التي يوجد مقرها في العاصمة برن والمتخصصة بالتطعيم والأمصال، لنكسة واضحة حينما أُرغمت على تجميد الأبحاث الوقائية الجارية منذ الخريف الماضي على دواء "نازالفلو" (Nasalflu)، وهو آخر ابتكار لها للتطعيم الوقائي ضد الرشح والزكام على طريق الرش عبر الانف.

لدى إعلان “بيرنا” عن هذا القرار انهار سهمها بنسبة %19 ليستقر بحدود 23.50 فرنكا سويسريا ساعة إغلاق بورصة الاسهم مساء الخميس.

وتمثل هذه الخسارة حوالي %40 بالمقارنة مع الثمن الأقصى الذي بلغه السهم في فبراير الماضي، وكان 38.50 فرنكا سويسريا، نتيجة تهاطل الطلبات على “بيرنا” من مختلف الدول، لشراء كميات هامة من اللقاح ضد داء الجمرة الخبيثة، حيطة من الهجمات الإرهابية بهذه الفيروسات، على نحو ما حصل في الولايات المتحدة بعد احداث 11 سبتمبر.

وعلى ضوء تلك التطورات الإيجابية بالنسبة لشركة “بيرنا” في مطلع العام، والآمال التي كانت تعلقها على “نازالفلو” كابتكار جديد لمعالجة الرشح والزكام سيكتسح الأسواق، كان المحللون يتوقعون لهذه الشركة السويسرية “البيوتقنية” ازداهارا كبيرا، إثر تقدير مبيعات علب رش التطعيم ضد الرشح في غضون السنوات الخمس القادمة، بما لا يقل عن مائة مليون فرنك سويسري في العام.

الجيل الثاني من “نازالفلو”

والمعروف هو أن شركة “بيرنا” أُرغمت في الخريف الماضي على سحب هذا التطعيم من الأسواق، بعد إصابة خمسين شخصا من بين المائة ألف الذين استخدموا “نازالفلو” بتشنجات في عضلات الوجه شبيهة بحالات الشلل غير الدائم.

غير ان الشركة أعلنت صباح الخميس عن قرارها بوضع حدّ نهائيا للصنف الأول من “نازالفلو”، لأن الأبحاث المتقدمة التي أجرتها في هذه الأثناء على التطعيم بالرش، لم تؤكد ولم تنف العلاقة بين “نازالفلو” والتشنجات في وجوه بعض المستخدمين له، كما قال الناطق بلسان الشركة.

وأضاف الناطق أن هذا لا يعني التخلي نهائيا عن تطوير صنف جديد من اللقاحات بالرش ضد الرشح والزكام، لكن “بيرنا” ستعهد بهذه المهمة إلى مجموعة أفينتيس (Aventis) الأوروبية العملاقة، مما يضمن لها جزءا من العوائد المستقبلية مقابل التخلي عن براءة الاختراع لصالح “أفينتيس” في حالة وجدت هذه الأخيرة الحل للغز المضاعفات غير المرغوب فيها عند استعمال “نازالفلو”.

وتوظف “بيرنا” حوالي ستمائة شخص، وقد سجلت مبيعاتها رقما بلغ ثلاثمائة مليون فرنك سويسري خلال عام 2001 بفضل توريج اللقاحات ضد فيروسي الجمرة الخبيثة والجدري، اللذين يعتبران من الفيروسات السهلة التصنيع والتي قد تستغلها منظمات إرهابية في عملياتها.

ويقول المحللون إن البورصة قد غالت في تقييم المضاعفات المالية لقرار يوم الخميس، من حيث أن شركة “بيرنا” تبقى من الشركات “البيوتقنية” الطلائعية في صناعة اللقاحات والأمصال في العالم، ومن حيث إحجام رأس المال عن الاستثمار في قطاع الأدوية والمستحضرات الطبية “البيوتقنية”.

جورج انضوني

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية