مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

تحفظ في سويسرا على إعادة انتخاب بوش!

يعود إحباط الأحزاب السياسية السويسرية تجاه فوز بوش إلى عدم اقتناعها بجدوى سياساته Keystone

استقبلت معظم الأحزاب السياسية السويسرية نبأ إعادة الرئيس بوش بقدر كبير من التحفظ، على حين أبدى القطاع الاقتصادي قدراً من اللامبالاة.

ردة الفعل جاءت بعد فترة قصيرة من إعلان المرشح الديمقراطي جون كيري هزيمته في الانتخابات الأمريكية الرئاسية.

كانت ردة الفعل مساء الأربعاء متحفظة، وممتزجة بالخيبة. فالأحزاب السياسية السويسرية الرئيسية كانت مجمعة على انتقادها لسياسات الرئيس بوش، لكنها عبرت في الوقت ذاته عن أملها في تحسن التعاون الدولي.

“كنا نتوقع أن تجري الأمور في الولايات المتحدة بصورة مختلفة مع رئيس جديد”. هكذا صرح جون – فيليب جانيرا، المتحدث باسم الحزب الاشتراكي، فوفقاً لوجهة نظره كانت السنوات الأربع لرئاسة بوش الماضية “معقدة”.

بنفس النسق، أظهر ريتو ناوس السكرتير العام للحزب الديمقراطي المسيحي خيبة أمله تجاه الخبر. فقد اعتبر أن الرئيس بوش اتبع سياسة تتخذ من عبارة “القوة قبل الحق” خطاً أساسياً لها، وخاصة على مستوى الأمم المتحدة والعراق.

ولا يتوقع السيد ناوس أن الولايات المتحدة ستعمد إلى تبني سياسة الحوار في الفترة المقبلة، لكنه ينتظر من بوش – رغم ذلك – إشارة تصالح تجاه الأمم المتحدة وأوروبا.

حزب الشعب لا يعلق، وأمل راديكالي!

رئيس حزب الشعب السويسري أولي ماورر اختار عبارة “لا تعليق” في رده على استفسارات الصحافة. فهو بصفة أساسية لا يعلق أبداً على انتخابات “أجنبية”.

أما الحزب الراديكالي، الليبرالي الخط ، فقد عبر عن أمله أن تؤدي إعادة انتخاب بوش إلى استمرارية سياساته الخارجية الاقتصادية، والتي كانت مهمة بصفة خاصة لدولة مصدرة كسويسرا.

وقد صرح رئيس الحزب كريستيان فيبر إنه يعتقد أن بقاء الرئيس بوش في منصبه سيعني أن سياسات الولايات المتحدة الخارجية الاقتصادية ستبقى على ما هي عليه دون تغيير.

وفيما يتعلق بسياسات بوش الأمنية، عبر السيد فيبر عن أمله أن يتخلى رئيس الولايات المتحدة عن أسلوبه الأحادي.

عجز الميزانية الأمريكية أهـم!

لا يعبأ القطاع الاقتصادي السويسري كثيراً بهوية المنتصر في الانتخابات الأمريكية: بوش أو كيري، لا يهم كثيراً. ما يهم القطاع جوهراً بعد انتخاب بوش هو توافر شروط هيكلية جيدة.

وفي هذا الصدد، تتصدر الدعوة إلى اتخاذ تدابير واضحة ضد عجز الميزانية الأمريكية الهائل أهمية كبيرة. فقد صرح رودولف فالسر رئيس رابطة أرباب العمل السويسريين إنه يتعين على الرئيس بوش أن يخفض من المصاريف، ويحدد أولويات اقتصادية دقيقة.

فبعد الحملة الانتخابية التي وعد فيها كل مرشح بالكثير، حان الآن وقت حل المشاكل، والتي تشمل بلا شك عجز الميزانية الضخم.

ويتوقع السيد فالسر من إدارة بوش الجديدة أن تتعامل بجدية مع المنظمات الدولية ولاسيما منظمة التجارة العالمية.

على الصعيد نفسه، شدد اتحاد البنوك السويسرية، وهي منظمة جامعة تمثل البنوك السويسرية، والتي سبق أن رفضت اتخاذ موقف تجاه أي من المرشحين، على أهمية توفير الشروط الهيكلية الاقتصادية الجيدة.

وطالب الاتحاد بوش بسن سياسات “ضريبية معتدلة، واقتصاد مفتوح”، إضافة إلى “التخفيض التدريجي” لعجز الميزانية الأمريكية.

انقسام المجتمع الأمريكي!

التحدي الذي مثله مرشح الحزب الديمقراطي جون كيري للرئيس بوش لم يمثل بديلاً فعليا. وإذا أضفنا إلى هذا انقسام المجتمع الأمريكي، فأن أسباب الدراما التي ميزت انتخابات يوم الأربعاء تبدو واضحة للخبراء السويسريين.

أندرياس فينجير، وهو خبير أمني بالمعهد التقني بزيورخ، لم يلاحظ هذه المرة أية ممارسات غير اعتيادية أو خروقات في انتخابات الرئاسة الأمريكية. وهو يعتبر أن تحول ولاية أوهاويو إلى الولاية المحك في تحديد مصير المرشح المنتصر كانت من قبيل الصدفة لا غير.

ورغم أن بوش روج لنفسه قبل أربع سنوات باعتباره “رجل الشعب”، إلا أن الولايات المتحدة بقيت منقسمة داخلياً وعلى الساحة الخارجية أيضاً.

هذا هو السبب الأساسي الذي أدى حسب رأي السيد فينجير إلى النتيجة المنقسمة لانتخابات الرئاسة، تماماً كما كان عليه الحال قبل أربع سنوات.

أخيراً، عبر البروفيسور في الفلسفة السياسية بجامعة زيورخ جورج كوهلر عن انشغاله لغياب شخصية قيادية قادرة على جسر الهوة بين فئة الانجيليين البيض الريفية والفئة الليبرالية الحضرية.

أما ما هو مؤكد، على حد رأيه، فهو أن المهمة الأساسية الملقاة على عاتق الرئيس بوش الآن تتمثل في تفاديه تعميق تلك الهوة!

سويس إنفو

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية