The Swiss voice in the world since 1935

ترامب سيتحدث الى بوتين الاثنين لـ”وقف حمام الدم” في أوكرانيا

afp_tickers

أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب السبت أنّه سيتحدث هاتفيا مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين الإثنين، لـ”وقف حمام الدم” في أوكرانيا، في وقت أكدت موسكو أن اللقاء “ممكن” بين الرئيس الروسي ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، شرط أن تسبقه “اتفاقات” تبدو مستبعدة حاليا.

ميدانيا، واصل الجيش الروسي قصف بلدات وقرى في أوكرانيا، ما أسفر عن مقتل تسعة أشخاص في شمال البلاد، بحسب كييف، وذلك غداة انعقاد أول محادثات مباشرة بين الجانبين منذ ربيع العام 2022، لم تثمر اتفاقا على هدنة.

وأعلن ترامب السبت أنّه سيتحدث الى بوتين الاثنين لبحث إنهاء الحرب في أوكرانيا، قبل أن يتحدث مع زيلينسكي وعدد من قادة دول حلف شمال الأطلسي.

وقال ترامب عبر منصته تروث سوشال إنّ “المواضيع التي ستتم مناقشتها خلال الاتصال، هي وقف +حمام الدم+”.

وأعرب عن أمله في أن “يكون يوما مثمرا، وأن يتم وقف إطلاق النار، وأن تنتهي هذه الحرب العنيفة جدا، التي لم يكن ينبغي أن تحدث أبدا”.

ونقلت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية تامي بروس عن الوزير ماركو روبيو قوله إنّ واشنطن “تريد التوصل إلى نهاية دائمة للحرب بين موسكو وكييف” تماشيا مع “الرسالة القوية” لترامب.

وأضافت “خطة السلام التي اقترحتها الولايات المتحدة تحدّد أفضل السبل للمضي قدما”، مؤكدة ما سبق للخارجية الروسية أن أعلنته بشأن إجراء محادثة هاتفية بين روبيو ونظيره سيرغي لافروف.

ورحبت بروس أيضا باتفاق تبادل الأسرى الذي توصلت إليه الطرفان الجمعة.

– مواقف متضاربة –

وبعد أسبوع ساده التوتر الشديد، عقدت كييف وموسكو في اسطنبول الجمعة، أول محادثات مباشرة بينهما منذ نحو ثلاثة أعوام، اظهرت حجم الهوة التي ينبغي ردمها لانهاء النزاع الذي اندلع مع الغزو الروسي في شباط/فبراير 2022.

ونقلت الخارجية الروسية عن لافروف السبت قوله إنّ موسكو مستعدّة لمواصلة العمل مع واشنطن.

وكان الوفد الأوكراني طلب الجمعة من الروس، وقف إطلاق نار “غير مشروط” وعقد لقاء بين زيلينسكي وبوتين. 

لكن الجانبين لم يتفقا سوى على تبادل ألف أسير من كل معسكر. وأعرب رئيس الاستخبارات العسكرية الأوكرانية كيريلو بودانوف السبت عن أمله في أن يتم هذا التبادل “الأسبوع المقبل”.

وأكد فلاديمير ميدينسكي، مستشار بوتين وكبير المفاوضين في الوفد الى اسطنبول، أن موسكو “أخذت علما” بطلب كييف عقد قمة بين الرئيسين.

وشدد الكرملين السبت على أن مواصلة المباحثات مع كييف ممكنة فقط بعد تبادل الأسرى الذي اتفق عليه الطرفان.

وقال الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف “يبقى تطبيق ما اتفق عليه الوفدان في الأمس. والأمر يتعلق أولا بتبادل ألف أسير” من الجانبين.

وأضاف أن اللقاء بين بوتين وزيلينسكي “ممكن. لكن فقط بعد التوصل إلى اتفاقات بين الجانبين”. 

من جانبه أكد الرئيس التركي طيب رجب إردوغان السبت أن مباحثات اسطنبول “مهمة جدا” لإنهاء الحرب في أوكرانيا وإحلال السلام في المنطقة.

وتبقى مواقف الطرفين متباعدة. 

ويتمسك الكرملين بمطالب صعبة منها أن تتخلى أوكرانيا عن فكرة الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي وأن تتنازل عن أربع مناطق تسيطر عليها روسيا جزئيا بالإضافة إلى شبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو عام 2014، وأن تتوقف شحنات الأسلحة الغربية.

وترفض أوكرانيا هذه المطالب بشدة وتطالب بانسحاب الجيش الروسي الذي يحتل نحو 20% من أراضيها.

– “عقوبات قاسية” –

ميدانيا، تستمر الأعمال العدائية.

وقتل تسعة أشخاص في ضربة روسية نُفذت بمسيّرة وطالت حافلة صغيرة تقل مدنيين في شمال أوكرانيا، على ما أعلنت السلطات المحلية السبت.

وقالت الإدارة العسكرية لمنطقة سومي الأوكرانية الحدودية مع روسيا عبر تلغرام “ضربت مسيّرة للعدو حافلة قرب بيلوبيليا ما أدى إلى مقتل تسعة أشخاص وإصابة أربعة” مع نشر صور لحطام حافلة صغيرة على إحدى الطرقات.

وندد زيلينسكي بـ”القتل المتعمد للمدنيين”، مؤكدة أن سبعة أشخاص آخرين أصيبوا بجروح. ودعا الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي إلى فرض “عقوبات صارمة” على موسكو.

وتحدثت سلطات منطقة خيرسون في الجنوب الشرقي عن ضربات روسية أوقعت قتيلين و13 جريحا. 

في الأسابيع الأخيرة، رفضت موسكو مرارا العرض الأوكراني بوقف إطلاق نار موقت ودون شروط مسبقة، رغم الضغوط التي مارسها الأوروبيون والولايات المتحدة، ومنها التلويح بعقوبات قاسية إضافية.

والجمعة، استشهد ميدينسكي في تصريحات للتلفزيون الروسي، بقول نابوليون إن “الحرب والمفاوضات يجب أن تتما بالتزامن”، في معرض شرحه للرفض الروسي لهدنة غير مشروطة.

وأعلن زيلينسكي السبت أنه التقى رئيس الوزراء الكندي مارك كارني، من دون أن يحدد مكان اللقاء الذي وصفه بالـ “جيد”.

وقال زيلينسكي على وسائل التواصل الاجتماعي “الأولوية القصوى هي الضغط على روسيا لدفعها إلى اتخاذ خطوات ملموسة لإنهاء الحرب”، مضيفا أنه ناقش “بالتفاصيل” مع كارني “العقوبات التي يمكن أن تكون فعالة” ضد روسيا.

وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أكد الجمعة أن الدول الأوروبية تواصل الإعداد لعقوبات جديدة تفرض على روسيا “بالتنسيق” مع واشنطن في حال واصلت موسكو رفضها وقف إطلاق نار غير مشروط.

وأجرى قادة أوكرانيا وألمانيا وفرنسا وبريطانيا وبولندا مباحثات هاتفية الجمعة مع ترامب الذي أكد استعداده للقاء بوتين متى أمكن “تدبير ذلك”، ومؤكدا أن أي اختراق بشأن تسوية في أوكرانيا لن يحصل قبل لقاء كهذا.

ورأى الكرملين أن مثل هذا الاجتماع “ضروري بالتأكيد”.

بور/غ ر-ليل-س ح/كام

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية