ترامب يؤكد أن روسيا وأوكرانيا ستباشران “فورا” محادثات للتوصل إلى وقف إطلاق النار

أكد الرئيس الأميركي دونالد ترامب الاثنين أن روسيا وأوكرانيا “ستباشران فورا مفاوضات للتوصل إلى وقف إطلاق النار” بعد اتصال اجراه مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين وصفه بأنه “ممتاز”.
من جهته وصف الرئيس الروسي الاتصال بأنه “مفيد جدا”، وأضاف أمام صحافيين أن روسيا مستعدة للعمل مع اوكرانيا على “مذكرة تفاهم” بشأن “اتفاقية سلام محتملة” مشددا على الحاجة إلى “إيجاد تسويات” لدى طرفي النزاع.
في المقابل، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن لا تفاصيل لديه في الوقت الراهن بشأن هذه “المذكرة” معربا عن استعداده لدرس العرض الروسي.
وكتب ترامب على شبكته للتواصل الاجتماعي “تروث سوشال” إن “روسيا وأوكرانيا ستباشران فورا مفاوضات بهدف وقف لإطلاق النار، والأهمّ بهدف إنهاء الحرب”، خاتما منشوره الطويل بعبارة “فلينطلق المسار!”.
ولم ينشر الرئيس الأميركي أيّ تفاصيل بشأن مكان أو زمان المفاوضات المرتقبة، مكتفيا بالقول إنّه سيكون أمرا “رائعا” إذا ما عُقدت في الفاتيكان.
ولم يحصل ترامب على وقف إطلاق نار فوري كان يطالب به موسكو وكييف.
وقال زيلينسكي انه طلب من ترامب الذي اجرى معه اتصالا هاتفيا استمر 10 إلى 15 دقيقة عدم اتّخاذ “أيّ قرار” بشأن أوكرانيا من دون موافقة كييف مجددا التأكيد على أن بلاده لن تقبل بحسب جيشها من مناطق تسيطر عليها داخل أراضيها وهو مطلب روسي.
وقال ترامب إنه اتصل أيضا بقادة دول أوروبية عدة لاطلاعهم على فحوى مباحثاته مع بوتين. وشمل الاتصال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشار الألماني فريدريش ميرتس والرئيس الفنلندي الكسندر شتوب ورئيسة الحكومة الإيطالية جورجيا ميلوني ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين الذين رحبوا “باستعداد الحبر الأعظم لاستضافة مباحثات في الفاتيكان”.
ولاحقا، أعرب ترامب للصحافيين في البيت الأبيض عن “اعتقاده” بأنّ بوتين مستعدّ لإنهاء الحرب.
وقال ترامب “أعتقد أنه يريد إنهاء الأمر”، مضيفا “لو كنت أعتقد أنّ الرئيس بوتين لا يريد إنهاء الأمر، لما تكلّمت عن الأمر حتى”.
وأشار الملياردير الجمهوري إلى أنّه ناقش والرئيس الروسي إمكانية اللقاء.
– “تسوية” –
وعقدت كييف وموسكو في اسطنبول الجمعة، أول محادثات مباشرة بينهما منذ ربيع العام 2022 ، لكنها انتهت من دون اتفاق لوقف إطلاق النار فيما تتواصل الهجمات العنيفة على الأرض.
إلا ان بوتين رأى الاثنين أن المباحثات مع أوكرانيا “تجري في الاتجاه الصحيح” مضيفا أن على موسكو وكييف بذل جهود “قصوى” للتوصل إلى “تسويات ترضي كل الأطراف”.
وبعد مفاوضات اسطنبول، أعلن ترامب أنه سيتحدث هاتفيا مع الرئيس الروسي في محاولة لإنهاء “حمام الدم” في أوكرانيا حيث أسفرت الحرب المستمرة منذ أكثر من ثلاث سنوات جراء الغزو الروسي عن عشرات آلاف القتلى من مدنيين وعسكريين.
وقالت الناطقة باسم البيت الأبيض كارولاين ليفيت إن الرئيس الأميركي “سئم” من موقفي موسكو وكييف.
إلا ان زيلينسكي أكد مساء الاثنين أن توقفا اميركيا محتملا عن الانخراط في مفاوضات السلام “سيصب في مصلحة” بوتين. “وقال “من الضروري لنا ألا تنأى الولايات المتحدة بنفسها عن المفاوضات وعن البحث عن السلام لأن بوتين سيكون المستفيد الوحيد”.
وحذر الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف الاثنين قبيل الاتصال بين ترامب وبوتين من التسرع بشأن المحادثات الرامية لانهاء الحرب موضحا “هذا الموضوع معقد جدا ويرتبط بتسوية، لذا فمن غير المجدي تحديد أطر زمنية صارمة والسعي للتوصل إلى تسوية، تسوية قابلة للتطبيق، في فترة زمنية قصيرة”.
– اللجوء إلى العقوبات –
ويتهم حلفاء أوكرانيا الغربيون بوتين بتجاهل الدعوات إلى وقف إطلاق النار عمدا، وهم يضغطون من أجل فرض عقوبات جديدة على روسيا.
وقال زيلينسكي الاثنين إن عقوبات أميركية جديدة على روسيا “ستكون حاسمة” بالنسبة لقدرة روسيا على مواصلة غزوها لأوكرانيا مؤكدا أنه “ينبغي بذل جهود كبيرة” لاقناع واشنطن بفرضها.
وأوضح ان “عقوبات أميركية مصرفية وفي مجال الطاقة ستحدد بشكل كبير ما إذا سيستمر بوتين والجيش الروسي بالاستفادة من هذه الحرب أو أنهما سيواجهان صعوبات اقتصادية”.
وفي هذا الإطار، اتفق حلفاء كييف الأوروبيون الرئيسيون على “زيادة الضغط” على موسكو من خلال تعزيز العقوبات على ما قالت الحكومة الألمانية مساء الاثنين.
بور-فيك/الح-شي-غ ر/ود-بم