The Swiss voice in the world since 1935

ترامب في قطر بعد مطالبة الشرع بالتطبيع مع إسرائيل في الرياض

afp_tickers

يجري الرئيس الأميركي دونالد ترامب محادثات في قطر الأربعاء التي وصل إليها قادما من الرياض حيث فجّر مفاجأة بإعلانه رفع العقوبات عن سوريا التي التقى رئيسها الانتقالي أحمد الشرع وطرح عليه التطبيع مع إسرائيل في اليوم الثاني من جولته الخليجية.

ويأتي وصول ترامب إلى الدوحة وسط الجدل الذي أثاره تقديم قطر طائرة فخمة للولايات المتحدة لتُستخدم كطائرة رئاسية.

وبينما وقع على مجموعة من الصفقات في الدوحة رفقة الأمير تميم بن حمد آل ثاني، أعلن ترامب الأربعاء أن الخطوط الجوية القطرية قدّمت طلبا “قياسيا” لشراء 160 طائرة بوينغ بقيمة تزيد عن 200 مليار دولار. 

قبيل ذلك بساعات قليلة، أفادت مسؤولة في البيت الأبيض وكالة فرانس برس بأن ترامب والشرع التقيا قبيل اجتماع قادة الخليج في الرياض خلال جولة ترامب في المنطقة.

وهذا اللقاء هو أول اجتماع من نوعه بين رئيس أميركي ونظيره السوري منذ 25 عاما.

وانضم الرئيس التركي رجب طيب إردوغان عبر الإنترنت إلى اللقاء الذي جمع  ترامب والشرع بحضور ولي العهد السعودي محمد بن سلمان.

وخلال اللقاء الذي استمر أكثر بقليل من 30 دقيقة، طلب ترامب من الشرع الانضمام إلى اتفاقات التطبيع مع إسرائيل، ودعاه إلى “ترحيل الإرهابيين الفلسطينيين”، وفق بيان للبيت الأبيض.

واستضافت سوريا خلال حكم عائلة الأسد على مدى عقود الكثير من الفصائل الفلسطينية المناهضة لإسرائيل أبرزها حركتا حماس والجهاد الإسلامي والجبهة الشعبية-القيادة العامة.

وقال الرئيس الأميركي إن الشرع أبدى تجاوبا حيال مسألة التطبيع.

وأردف لصحافيين على متن الطائرة الرئاسية أثناء توجهه من العاصمة السعودية الى الدوحة “قلت له (الشرع): آمل أن تنضموا (إلى الاتفاقات الابراهيمية) بمجرد أن تستقر الأمور، فقال نعم. لكن أمامهم الكثير من العمل”.

وأضاف بيان البيت الأبيض أن ترامب طالب الرئيس السوري الانتقالي بـ”تولي مسؤولية” مراكز احتجاز تنظيم الدولة الإسلامية في شمال شرق سوريا التي تضم آلاف من مقاتلي وأسر التنظيم الجهادي وتديرها راهنا قوات كردية، وهو ما يلاقي معارضة من تركيا.

أثناء وجوده على متن الطائرة الرئاسية “اير فورس وان” في طريقه إلى قطر، أشاد ترامب بالشرع، قائلا إن الاجتماع كان “رائعا”.

وقال للصحافيين إنّه “شاب جذّاب. رجل قوي. ماض قوي. ماض قوي جدا. مقاتل”.

وأصدرت الخارجية السورية بيانا وصفت فيه اللقاء بـ”التاريخي”، من دون أن تأتي على ذكر مسألة التطبيع.

وأتى لقاء ترامب في الرياض، الوجهة الخارجية الأولى له كزيارة دولة في ولايته الثانية، والشرع الذي كان زعيم هيئة تحرير الشام التي قادت الإطاحة ببشار الأسد في كانون الأول/ديسمبر والذي بات رئيسا انتقاليا لسوريا، بعد كشف ترامب عن قرار رفع العقوبات التي تفرضها واشنطن على دمشق.

وأعلن ترامب الثلاثاء أنه قرر رفع العقوبات المفروضة على سوريا منذ عهد الأسد استجابة لمطالب حلفاء الشرع في تركيا والمملكة العربية السعودية، في خطوة تتعارض مع موقف إسرائيل، حليفة واشنطن الوثيقة.

بعد لقائه بالشرع، قال ترامب إن العقوبات المفروضة في عهد الأسد كانت “تسبّب شللا حقا” لسوريا.

وقال ترامب في كلمته أمام قادة دول الخليج “لن يكون الأمر سهلا على أي حال، لذا فهو يمنحهم فرصة جيدة وقوية، وكان لي شرف القيام بذلك”.

كان بيل كلينتون آخر رئيس أميركي يلتقي رئيسا سوريا وحاول في العام 2000 من دون جدوى إقناع حافظ الأسد، والد بشار، بالسلام مع إسرائيل.

بدا إعلان ترامب مفاجئا حتى للمسؤولين الأميركيين، إذ لم تُحدد وزارة الخزانة الأميركية أي جدول زمني فوري لرفع العقوبات.

– فرصة “انعاش الاقتصاد”-

فرضت الولايات المتحدة قيودا شاملة على المعاملات المالية مع سوريا خلال الحرب الأهلية الدامية التي اندلعت في 2011، وأوضحت أنها ستستخدم العقوبات لمعاقبة أي شخص يشارك في إعادة الإعمار طالما بقي الأسد في السلطة من دون محاسبة على الفظائع التي ارتكبها.

ولم يشر ترامب إلى أن الولايات المتحدة سترفع سوريا من قائمة الدول الراعية للإرهاب، وهو إجراء اتخذ في عام 1979 بسبب دعم دمشق للمسلحين الفلسطينيين، ما يُعيق الاستثمار بشدة.

بعد سقوط الأسد، وضعت واشنطن، برئاسة جو بايدن آنذاك، شروطا لرفع العقوبات، بما في ذلك حماية الأقليات. والتقى مبعوث أميركي كبير الشرع في دمشق في كانون الأول/ديسمبر.

في الأسابيع الأخيرة، شهدت سوريا سلسلة من الهجمات أدت إلى سقوط قتلى، على الأقليتين العلوية، التي تنتمي إليها عائلة الاسد، والدرزية.

وقالت الخبيرة في مركز “الأهرام” للدراسات السياسية والاستراتيجية رابحة سيف علام إنّ رفع العقوبات يعيد دمج سوريا في الاقتصاد العالمي بعد سنوات من العزلة ويتيح التحويلات الدولية من ملايين السوريين الذين فرّوا خلال الحرب.

وصرّحت أنّ “وقف العمل بالعقوبات سيمنح سوريا فرصة حقيقية لاستقبال التمويل اللازم لإنعاش الاقتصاد وفرض سلطة الدولة المركزية وإطلاق مشاريع إعادة الاعمار بدعم خليجي واضح”.

– صفقة “قياسية” –

كذلك، التقى ترامب بقادة وممثلين من دول مجلس التعاون الخليجي الست: المملكة العربية السعودية، والإمارات العربية المتحدة، والبحرين، وقطر، والكويت، وسلطنة عمان.

وفي قطر، المحطة الثانية في جولته الخارجية الأولى التي طغى عليها جدل أيضا بسبب اعتزامه قبول طائرة بوينغ فخمة هدية من الدوحة لتحلّ محلّ الطائرة الرئاسية الحالية، أعلن الرئيس الأميركي عن “أكبر طلبية طائرات في تاريخ بوينغ”، مضيفا “هذا أمر جيد جدا”.

وقال ترامب بعيد التوقيع إلى جانب أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني “القيمة تتجاوز 200 مليار دولار، لكنها 160 طائرة. هذا رائع. إنه رقم قياسي”.

وأضاف “إنها أكبر طلبية طائرات في تاريخ بوينغ. هذا أمر جيد جدا”.

وجاءت تصريحات ترامب عقب حفل توقيع اتفاقية تعاون مع قطر، شملت اتفاقيات دفاعية، بما في ذلك طائرات من دون طيار من طراز “أم كيو 9-ب”، بعد حوالي ساعتين من المحادثات مع أمير قطر.

ويختتم ترامب جولته الخليجية بمحطة أخيرة في أبوظبي في وقت لاحق من الأسبوع.

شكت-م ل- هت/ع ش/لين

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية