ترامب يندد بـ”جنون” بوتين بعد القصف الأخير لأوكرانيا

انتقد الرئيس الأميركي دونالد ترامب نظيره الروسي فلاديمير بوتين الذي “جنّ جنونه”، رافعا النبرة ضدّ موسكو بعد سلسلة من الهجمات الروسية العنيفة على أوكرانيا في نهاية الأسبوع رغم الدعوات إلى وقف لإطلاق النار.
ويطالب ترامب بنهاية سريعة للحرب في أوكرانيا. لكن، رغم التفاؤل الذي أظهره الإثنين الماضي بعد مكالمة هاتفية لقرابة ساعتين مع نظيره الروسي، كثّفت روسيا قصفها لأوكرانيا متسبّبة بمقتل 13 شخصا من الجانب الأوكراني صباح الأحد.
وكتب ترامب على شبكته الاجتماعية تروث سوشال “كانت لدي دائما علاقة جيدة جدا بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لكنّ شيئا ما أصابه. لقد جنّ جنونه”.
وأضاف “قلت دائما إنه يريد أوكرانيا كلها وليس جزءا منها فقط، وقد يتضح أن هذا صحيح، ولكنه إن فعل ذلك، فسيؤدي الأمر إلى سقوط روسيا”.
وليل الأحد الإثنين، أبلغت السلطات الأوكرانية عن سقوط جريحين، هما امرأة في الستين ورجل في الثانية والخمسين، في “هجوم روسي” في منطقة زابوريجيا، فضلا عن ضربات على مناطق في خملنيتسكي (غرب) و”انفجارات قوية” في مدينة خاركيف (شمال شرق).
وفي كييف، أعلن رئيس البلدية فيتالي كليتشكو تشغيل الدفاعات الجوّية للتصدّي لهجوم بمسيّرات.
ودوّت صافرات الإنذار ليلا في عموم أوكرانيا، لكن يبدو أن القصف كان أقلّ قوّة من الليلتين السابقتين بناء على المعلومات الأوّلية المتوافرة.
وبحسب سلاح الجوّ، تعرّضت أوكرانيا فجر الأحد لهجوم مركّب بـ367 مقذوفا، بينها 69 صاروخا و298 مسيّرة. وأعلنت السلطات الأوكرانية مقتل 13 شخصا، منهم أربعة في منطقة كييف وثلاثة أطفال في منطقة جيتومير (شمال غرب).
وليل الجمعة السبت، رصد حوالى 14 صاروخا بالستيا و250 مسيّرة كانت بغالبيتها تستهدف العاصمة الأوكرانية.
– “أقوى ضغوطات” –
وأعلن الجيش الروسي قصفه خلال الليلتين الماضيتين شركات تابعة لـ”المجمّع العسكري الصناعي” الأوكراني.
وفي روسيا، قيّدت مجدّدا حركة الملاحة الجوّية في مطارات عدة في العاصمة ليلا، في حين اعترضت الدفاعات الجوّية مسيّرات في مناطق مختلفة من البلد، بما فيها موسكو.
وفي ظلّ القصف الأخير، دعت كييف والعواصم الأوروبية الحليفة لها إلى معاقبة موسكو. وطالبت مسؤولة الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس بممارسة “أقوى الضغوط الدولية على روسيا”، في حين ندّدت برلين بـ”احتقار، بما في ذلك إزاء الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي بذل الكثير لجلب بوتين إلى طاولة المفاوضات”.
واعتبر الرئيس الأوكراني فولوديمي زيلينسكي من جهته أن “صمت أميركا وآخرين لا يؤدّي سوى إلى تشجيع بوتين”.
غير أن تصريحات ترامب تبقى فضفاضة إزاء أيّ تدبير ملموس يستهدف روسيا واكتفى الرئيس الأميركي بكلمة “قطعا” ردّا على سؤال مساء الأحد حول إمكان تشديد العقوبات الأميركية.
وهو لم يخف امتعاضه من زيلينسكي، قائلا “كل ما يخرج من فمه يسبب مشاكل، لا أحب ذلك، ومن الأفضل أن يتوقف”.
– ألف مقابل ألف –
في شباط/فبراير 2022، شنّت روسيا هجومها العسكري الواسع النطاق على أوكرانيا التي باتت اليوم تسيطر على حوالى 20 % من أراضيها، بما في ذلك شبه جزيرة القرم التي ضمّتها موسكو إلى أقاليمها بقرار أحادي عام 2014.
وتسبّب النزاع في مقتل أو إصابة عشرات الآلاف من الجنود والمدنيين من الجانبين وفرار الملايين. ودمّرت مدن وبلدات عن بكرتها في شرق أوكرانيا وجنوبها.
ومنذ منتصف شباط/فبراير، تكثّف إدارة ترامب الدعوات إلى وقف لإطلاق النار وهي تقاربت من موسكو لكن من دون نتائج ملموسة تذكر حتّى الساعة.
وما زال التباين سيّد الموقف في مطالب الطرفين للتوصّل إلى هدنة. ففي حين تطالب كييف بوقف “غير مشروط” لإطلاق النار لمدّة ثلاثين يوما لإتاحة هامش لمباحثات السلام، تنطلق موسكو من مبدأ أن المفاوضات تقام “بالتوازي” مع المعارك.
والنتيجة الوحيدة الملموسة التي أفضت إليها المحادثات المباشرة بين الروس والأوكرانيين في منتصف أيار/مايو في إسطنبول هي عملية واسعة لتبادل السجناء على أساس ألف مقابل ألف.
والجمعة، أعلنت الخارجية الروسية أن موسكو تعمل على تحضير وثيقة تستعرض “شروط اتفاق دائم” لتسوية النزاع من المقرّر نقلها إلى كييف بعد إتمام تبادل الأسرى.
ديس/سام-م ن/الح