تركيا تكثف حربها “على الارهاب” عشية الانتخابات التشريعية

كثفت الحكومة التركية حربها “على الارهاب” قبل خمسة ايام من الانتخابات التشريعية الحاسمة لمستقبل البلاد، مع تنفيذ عمليات مداهمة ضد تنظيم الدولة الاسلامية على اراضيها وضرب المقاتلين الاكراد في سوريا.
واوقفت الشرطة التركية 30 شخصا يشتبه بانتمائهم لتنظيم الدولة الاسلامية خلال عملية مداهمة كبرى نفذتها صباح الثلاثاء في مدينة قونيا (وسط تركيا) التي تعتبر معقلا للاسلاميين كما افادت وكالة دوغان للانباء.
كما القي القبض على 14 مشتبه بهم آخرين في عملية مداهمة مماثلة في قوجه ايلي (شمال غرب)، بحسب وكالة انباء الأناضول التركية.
وتأتي عمليات الدهم هذه، غداة مقتل شرطيين تركيين وسبعة عناصر يشتبه بانتمائهم الى تنظيم الدولة الاسلامية الاثنين خلال تبادل لاطلاق النار في دياربكر (جنوب-شرق) في اخطر الحوادث التي تقع على الاراضي التركية منذ ان انضمت انقرة الى التحالف المناهض للجهاديين الصيف الماضي.
واعلنت الشرطة التركية الثلاثاء ان الشرطيين اللذين قتلا الاثنين سقطا ضحية انتحاري فجر نفسه مع اقتراب قوات الامن.
وقالت شرطة دياربكر، كبرى مدن جنوب شرق تركيا ذي الغالبية الكردية، في بيان ان “الشرطيين استشهدا حين فجر انتحاري نفسه قرب مخبئهما”.
واكد مصدر في الشرطة لوكالة فرانس برس ان السبعة الآخرين المشتبه بهم الذين قتلوا خلال الاشتباك، كانوا يستعدون لتنفيذ هجمات انتحارية.
من جهة ثانية، اعلن مكتب محافظ ديار بكر ان الشرطة ضبطت خلال عملية المداهمة ترسانة اسلحة بينها بندقيتا كلاشنيكوف ومئتا كيلوغرام من نيترات الامونيوم المستخدمة في صنع القنابل.
واعلن الجيش الثلاثاء ايضا انه اعتقل 17 شخصا مقربا من تنظيم الدولة الاسلامية كانوا يحاولون عبور الحدود بطريقة غير شرعية قرب البايلي (جنوب) لدخول منطقة يسيطر عليها الجهاديون في سوريا.
ومنذ ايام عدة، كثفت الشرطة التركية عملياتها ضد التنظيم الجهادي مع اقتراب الانتخابات التشريعية الاحد المقبل، والتي تجري وسط توتر شديد بعد اسبوعين على الهجوم الانتحاري الذي نسب الى تنظيم الدولة الاسلامية واوقع 102 قتلى في وسط انقرة وعلى خلفية تجدد المواجهات بين قوات الامن التركية ومتمردي حزب العمال الكردستاني.
وجعل الرئيس التركي رجب طيب اردوغان ورئيس حكومته احمد داود اوغلو الانتخابات المرتقبة في الاول من تشرين الثاني/نوفمبر بمثابة استفتاء على الامن ووحدة البلاد باسلوب “نحن او الفوضى”.
وتوعد اردوغان الاثنين بمواصلة الحملة “ضد كل التنظيمات الارهابية” التي تهدد تركيا من تنظيم الدولة الاسلامية الى المتمردين الاكراد من حزب العمال الكردستاني وصولا الى تنظيمات اليسار المتشدد.
من جهته، اعلن رئيس الوزراء التركي مساء الاثنين ان الجيش التركي “ضرب مرتين” في الاونة الاخيرة مواقع لمقاتلين اكراد في سوريا.
وقال داود اوغلو “لقد حذرنا مقاتلي حزب الاتحاد الديموقراطي من العبور الى غرب نهر الفرات وضربنا مرتين”.
-التهديد الكردي-
ومنذ الاثنين، اتهمت وحدات حماية الشعب، التابعة لحزب الاتحاد الديموقراطي الكردي في سوريا، انقرة باستهداف مواقعها خلال نهاية الاسبوع، وهو ما لم تؤكده تركيا على الفور.
والحكومة التركية قلقة منذ اشهر من تقدم القوات الكردية في شمال سوريا، وهذه القوات قريبة من حزب العمال الكردستاني الذي يشن تمردا مسلحا منذ العام 1984 في تركيا. وتخشى تحديدا من ان يستفيد هؤلاء من الحرب الدائرة في سوريا لاعلان منطقة حكم ذاتي على طول حدودها الجنوبية.
وحذر اردوغان القوات الكردية في سوريا مرارا. وقال السبت ان “كل ما يرغبون فيه هو الاستيلاء بالكامل على شمال سوريا. ذلك يشكل تهديدا لنا”.
والمجموعات الكردية السورية المدعومة من الولايات المتحدة تشكل رأس حربة القوات البرية التي تحارب الجهاديين في سوريا. والاسبوع الماضي اعلنت ضم مدينة تل ابيض التي استعادت السيطرة عليها من الجهاديين في حزيران/يونيو، تحت “ادارة الحكم الذاتي” التي تمارسها في القسم الشمالي من سوريا.
وقال مدير مكتب صحيفة حرييت في انقرة سيركان دمرتاش لوكالة فرانس برس ان “الحكومة التركية تريد ان تظهر قبل الانتخابات انها لم تتراجع في مواجهة الارهابيين، وهذا عرض للقوة قبل اي شيء”.
وهذه الانتخابات حاسمة لحزب العدالة والتنمية الحاكم منذ 13 عاما، ويامل اردوغان عبرها باستعادة الغالبية التي خسرها في انتخابات 7 حزيران/يونيو.
ومنذ تفجير انقرة، تتهم المعارضة الموالية للاكراد الحكومة بـ”حماية” التنظيم المتطرف.
لكن رغم الجهود التي يبذلها العدالة والتنمية لجذب الناخبين، يبدو رهانه فاشلا. فاستطلاعات الرأي الاخيرة قدرت حصوله على ما بين 40 و43 في المئة من نيات التصويت، اي اقل من نصف مقاعد البرلمان البالغ 550.
وهذا السيناريو سيلزم مجددا حزب اردوغان تقاسم السلطة، او تنظيم استحقاق جديد في حال فشل السيناريو الاول.