مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

تـحديات مـُلحة تـُطرح في دافـوس

طلب السيد شميد من القادة المجتمعين في منتجع دافوس السويسري بذل الجهود من أجل التنمية الاقتصادية والسلام والعدالة Keystone

دعا رئيس الكنفدرالية سامويل شميد في افتتاح أعمال الدورة 35 للمنتدى الاقتصادي العالمي إلى إنشاء جسور بين الأغنياء والفقراء.

ويتصدر القضاء على الفقر لائحة التحديات التي حددها المشاركون في منتدى دافوس هذا العام. تحديات لا تغيب عنها مساعي تحقيق عولمة عادلة ومواجهة التغييرات المناخية.

جاءت الكلمة التي ألقاها رئيس الكنفدرالية السويسري سامويل شميد في حفل الافتتاح الرسمي لأعمال المنتدى الاقتصادي العالمي بمنتجع دافوس مساء الأربعاء 26 يناير، في سيـاق التوجه الذي حدده منظمو المنتدى الذي يركز هذا العام على تحسين الوضع الاقتصادي لسكان العالم.

وقال السيد شميد في خطابه “إن قـوة شعب تُـقاس برفاهية أضعف عناصره”. واكتسبت هذه الجملة وزنا أثقل لـدى انطلاق المناقشات في دافوس حول كارثة المد البحري “تسونامي” التي ضربت آسيا الجنوبية قبل شهر.

وكان منتدى دافوس قد شدد الأسبوع الماضي -على لسان مؤسسه السويسري كلاوس شفاب- أن تلك الكارثة أظهرت الضرورة القصوى للـ”التضامن العالمي”.

ووجدت تصريحات السيد شفاب صدى في الكلمة التي ألقاها رئيس الكنفدرالية الذي دعا من جانبه إلى بناء جسور تُتيح للمنتدى الاقتصادي العالمي “تعزيز وضعه كمنصة متعددة الأطراف لتبادل الآراء”.

أرقام مأساوية

السيد شميد، الذي استعار أيضا كلمات لـ”بوذا” حول دور الروح في إنشاء العالم، دعا المشاركين في منتدى دافوس إلى العمل من أجل تعزيز التنمية الاقتصادية والسلام والعدالة وروح المسؤولية.

وأعرب رئيس الكنفدرالية عن أمله أن يكون المنتدى في المستقبل أكثر انفتاحا على “صوت المحرومين والفقراء وضحايا سوء المعاملة”. واستند في هذا السياق إلى أرقام تجسد معاناة هؤلاء، إذ ذكّـر أن ربع سكان الأرض، أي 1,5 مليار شخص، يعيشون تحت خط الفقر بأقل من دولار في اليوم. بينما يكتفي 1,5 مليار آخر بدولارين لتغطية حاجياته اليومية. وكل تلك المأساة تحدث في بيئة تسوء أوضاعها أكثر فأكثر، وتزيد الطين بلة ندرة المياه والطاقة.

كما شجع السيد شميد صـُناع القرار المجتمعين في منتجع دافوس بكانتون غراوبوندن شرقي سويسرا، سواء من الأوساط السياسية أو المنظمات الحكومية، الاقتصادية والعلمية والثقافية والدينية، على الترويج لاقتصاد قوي وشركات مسؤولة.

تـحديـات قديمة وأخرى جديدة

وقد حدد المشاركون في منتدى دافوس ست تحديات رئيسية تتطلب تحركا فوريا من قبل زعماء العالم: مقاومة الفقر، عولمة أكثر عدلا، التصدي للتغييرات المناخية، ضمان التعليم الأساسي، إحلال السلام في الشرق الأوسط، وتحسين إدارة العالم.

السيد دانييل فازيلا، الرئيس والمدير التنفيذي لمجموعة “نوفارتيس” السويسرية الدولية لصناعة الأدوية، وهو أيضا الرئيس المشارك للقاء السنوي للمنتدى الإقتصادي العالمي، أوضح أن الفقر المنتشر في العالم هو أكبر التحديات.

وخلال مؤتمر صحفي انعقد يوم الأربعاء، أعرب السيد فازيلا عن أمله في أن يشجع لقاء دافوس هذا العام كافة الحاضرين على المضي قدما والتوصل إلى حلول براغماتية في مختلف القطاعات.

وردا على سؤال “سويس انفو” حول دور ومدى الجهود التي يبذلها القطاع الصيدلي للقضاء على الفقر، قال السيد فازيلا: “بطبيعة الحال، يمكن دائما أن نقوم بالمزيد، لكن هل نقوم بالكثير؟ أعتقد ذلك”.

واستطرد قائلا: “في نوفارتيس بمفردها، ساهمنا العام الماضي بحوالي 570 مليون دولار في برامج لتوزيع أدوية مجانية أو رخيصة للأشخاص المعوزين (…) وإن حسبنا إسهامات القطاع الصيدلي بصفة عامة، فسنجد أنها تقدر بالمليارات، وتتجاوز عددا كبيرا من المؤسسات الدولية”.

وبعد التذكير بدوره بأن أكثر من 3 مليار شخص يعيشون حول العالم بأقل من دولارين في اليوم، نوه رئيس “نوفارتيس” إلى أن قطاعات كثيرة شهدت، رغم ذلك، تقدما ملموسا.

غير أن التقدم الإقتصادي حمل تحديات جديدة مثل انتشار مرض فقدان المناعة المكتسب “إيدز”، وبروز ظاهرة عدم الاستقرار المرافقة لتنقل العمال من مكان لآخر داخل الصين. ومن التحديات الجديدة التي ذكرها السيد فازيلا الاستهلاك المتزايد والسريع للمواد الأولية وللنفط.

أجندة عالمية؟

الفقر والبيئة كانا أيضا من أبرز المحاور التي تطرق لها رئيس الوزراء البريطاني طوني بـلير في كلمة الافتتاح الرئيسية التي ألقها بصفته الرئيس الحالي لمجموعة الثماني (G8).

وقال السيد بلير إن الهدف الرئيسي من ترأسه المجموعة يـكمن في تنفيذ برامج عملية لمساعدة إفريقيا، ومحاربة التهديد المتزايد الذي تمثله التغييرات المناخية في كافة أرجاء المعمورة.

وقال في هذا السياق إن العالم لا يمكنه مواجهة مرض وأزمة الفقر المزمن في القارة السمراء إلا عن طريق إقامة شراكة بين الحكومات الإفريقية وحكومات الدول المتقدمة. وأضاف رئيس الوزراء البريطاني أن الدول الغربية لا يجب عليها أن ترفع حجم مساعداتها للدول الفقيرة فحسب، بل يتعين عليها، فضلا عن ذلك، “فتح الأسواق وإلغاء المساعدات (الحكومية) بما فيها تلك المرتبطة بمنتجات مثيرة للجدل مثل القطن والسكر”.

وفيما يتعلق بالتغييرات المناخية، أوضح السيد بلير أن هنالك اليوم إجماعا علميا حول الحاجة إلى تحرك شامل. وذكر بهذا الشأن الوضع في دولة مثل سويسرا التي تشهد “تراجع الكتل الجليدية التي لم تتراجع عن مستواها منذ نهاية العصر الجليدي”.

من جهته، اقترح الرئيس الفرنسي جاك شيراك محاربة الفقر بواسطة إقرار ضريبة دولية لتوفير العلاج لمرض الإيدز.

وأثارت فكرة شيراك المتمثلة في محاربة الفقر بفرض ضرائب على رؤوس الأموال في الدول التي تعتمد مبدأ السرية المصرفية ردود فعل غاضبة في أوساط أصحاب البنوك السويسرية. بينما حظيت هذه البادرة الهادفة إلى تدارك التأثيرات السلبية للتهرب الضريبي، بترحيب عدد من المنظمات غير الحكومية.

سويس انفو

تتواصل الدورة 35 لمنتدى دافوس الاقتصادي العالمي من 26 إلى 30 يناير الجاري.
يتوقع المنظمون مشاركة أكثر من 2200 شخصا من حوالي 100 دولة.
يغطي أعمال المنتدى حوالي 400 وسيلة إعلام من بينها 75 سويسرية.

حدد المشاركون في منتدى دافوس ست تحديات:
-القضاء على الفقر.
-عولمة أكثر عدلا.
-التصدي للتغييرات المناخية.
-ضمان التعليم الأساسي.
-إحلال السلام في الشرق الأوسط.
-تحسين إدارة العالم.

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية