مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

تماسُكٌ فلسطيني حول عرفات

القوى الوطنية والإسلامية الفلسطينية اصطفت يوم الاحد وراء الرئيس ياسر عرفات المحاصر فيما هدد الجهاد والحركة الديمقراطية لتحرير فلسطين بشن هجمات على اسرائيل ان لم ترفع الحصار على السيد عرفات Keystone

"لا للحصار الظالم..لماذا الصَّمتُ العالمي على جرائم شارون؟" كانت من بين اللاَّفتات التي حملها آلافُ الفلسطينيين الذين تظاهروا يوم الأحد في الضفة والقطاع للتعبير عن دعمهم للرئيس عرفات المُحاصر..الجهادُ الإسلامي والجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يدعوان إلى شن هجمات ضد إسرائيل والعاهلُ المغربي يدعو إلى اجتماع لجنة القدس.

شارك آلاف الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة في مسيرة حاشدة للتعبير عن دعمهم والتأكيد على بيعتهم للرئيس ياسر عرفات المُحاصر من طرف الجيش الإسرائيلي منذ الثالث من ديسمبر كانون الأول الماضي في مكاتبه في رام الله بالضفة الغربية.

وسار مئات من الصحافيين والجامعيين القريبين من حركة فتح أمام مبنى هيئة الإذاعة والتلفزة الفلسطينية برام الله بالضفة الغربية، مبنى تحول يوم السبت إلى رماد بعد أن فجرته القوات الإسرائيلية بدعوى أن إذاعة صوت فلسطين تحرض على العنف ومناوئة لإسرائيل.

وفي رام الله دائما، جُرح ستة فلسطينيين وجندي إسرائيلي يوم الأحد اثر تبادل لاطلاق النار بين جنود إسرائيليين ومسلحين فلسطينيين.

دعوات لهجمات وعمليات انتحارية ضد إسرائيل

على صعيد اخر، هددت حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية يوم الأحد بشن هجمات ضد إسرائيل إن لم تُعد الدولة العبرية حرية التنقل للرئيس عرفات. وقد أكد مسؤول في الجهاد في تصريح لوكالة الأنباء الفرنسية أن الجناح المسلح للحركة كتائب القدس لن يظل مكتوف الأيدي أمام استمرار الهجمات الإسرائيلية وخاصة مُحاصرة الرئيس الفلسطيني في رام الله.

وقد بعث الرئيس عرفات يوم الاحد برسالة عاجلة الى الرئيس الامريكي جورج بوش طلب منه فيها ان يوفد مجددا الى المنطقة مبعوثه الخاص انطوني زيني من اجل محاولة تهدئة التوتر المتصاعد بين طرفي النزاع.

من جهتها، دعت الجبهةُ الديمقراطية لتحرير فلسطين، التي تتخذ من دمشق مقرا لها، الفلسطينيين إلى تنفيذ هجمات انتحارية ضد القوات الإسرائيلية في الضفة الغربية. وورد في البيان الذي أرسلته الجبهة إلى وكالة رويترز بالعاصمة السورية أنها “تدعو جميع الأذرع العسكرية لفصائل العمل الوطني للوحدة الميدانية لتضافر الجهود والتصدي لقوات الاحتلال وتعلن الآن دور العمليات الفدائية الاستشهادية الكبرى ضد دبابات وقوات العدو التي تحاصر رام الله وطولكرم والمدن الفلسطينية.”

واضاف البيان أن “كتائب المقاومة الوطنية الجناح العسكري للجبهة الديمقراطية التي تزج بكل مناضليها في ميدان المعركة تدعو كل قوى الشعب للخروج إلى الشوارع وإقامة دروع بشرية للمساهمة في معركة المقاومة والانتفاضة.”

المغرب يدعو الى اجتماع لجنة القدس ويحظر مسيرة تضامنية مع الفلسطينيين

وفي الرباط، دعا العاهل المغربي الملك محمد السادس يوم الأحد لجنة القدس إلى عقد اجتماع يوم الخامس والعشرين من شهر يناير كانون الثاني الجاري في المغرب لبحث ما وصفه بخطورة الوضع في الشرق الأوسط. وقالت مصادر متطابقة في العاصمة المغربية إن العاهل المغربي وجه، بصفته رئيس اللجنة، الدعوات إلى الدول الخمسة عشر العربية والإسلامية التي تشكل إلى جانب المغرب لجنة القدس.

وتزامنت دعوة العاهل المغربي مع حظر السلطات المغربية مسيرة تأييد لصمود الفلسطينيين أمام الاحتلال الإسرائيلي في العاصمة الرباط. ونقلت وكالة رويترز عن مسؤول في وزارة الداخلية قوله إن المسيرة منعت لاسباب أمنية دون الإدلاء بالمزيد من التفاصيل.

نفس الوكالة أوردت أن متحدثا باسم الجمعية المغربية لحقوق الإنسان صرح أن السلطات تسوق مجددا أسبابا أمنية لحظر المسيرة التي دعت إليها العشرات من جماعات حقوق الإنسان والمنظمات غير الحكومية والتي أرادت حسبهُ التعبير عن التضامن والتأييد للفلسطينيين الذين يتعرضون لما وصفه المسؤول بإرهاب الدولة الذي تمارسه إسرائيل.

وجدير بالذكر أن السلطات المغربية كانت قد منعت في يونيو حزيران الماضي مسيرة مماثلة كان من المقرر تنظيمها في الدار البيضاء بمشاركة مليون شخص.

شعور فلسطيني بالمرارة وخيبة الأمل

إن كانت الدعوة لعقد اجتماع للجنة القدس بادرة طيبة تعبر ربما عن بداية لتحرك عربي وإسلامي لصالح الفلسطينيين، فلا شك أنها تأتي في وقت متأخر يشعر فيه الفلسطينيون بعزلة قاتلة في ظل صمت دولي وعربي واسلامي يصعبُ تفسيره أمام ما يمر به الشعب الفلسطيني ورئيسه عرفات.

ولا يعاني الرئيس الفلسطيني فقط من مُحاصرة الجيش الإسرائيلي له في مكاتبه برام الله بل أيضا من مواقف عربية لا تُروجها كثيرا وسائل الإعلام مثل امتناع بعض الزعماء العرب من الاتصال بالسيد عرفات أو حتى تلقي مراسلاته أو مكالماته. وللتعرف على المزيد من التوضيحات والتفاصيل عن هذا الملف ندعوكم إلى الاستماع الى الحديث الذي أجرته “سويس انفو” مع الدكتور غسان الخطيب مدير معهد القدس للإعلام والاتصال في الوصلة الصوتية أدناه.

سويس انفو مع الوكالات

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية