مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

تمويل زيارة البابا ليس سهلا!

بلغت تكاليف إعداد المسرح، الذي سيقيم فيه البابا قداس يوم الأحد 6 يونيو، نصف مليون فرنك Keystone

تحمل زيارة البابا يوحنا بولس الثاني في ظاهرها الكثير من المعاني الدينية لأتباع الكنسية الكاثوليكية، أما باطنها فتكاليف تصل إلى مليوني ونصف المليون في يومين اثنين.

وإذا كان من المستحيل استخدام المال العام في تمويل هذه الزيارة، التي ستبدأ يوم السبت، فيبقى العبء على الاقتصاد الحر والكنيسة الكاثوليكية.

تتحمل الكنيسة الكاثوليكية السويسرية اغلب نفقات زيارة البابا، بالمشاركة مع بعض الجهات التي قبلت أن تكون ممولة وراعية لفعالياتها، لا سيما القداس الكبير الذي سيقام صبيحة الأحد 6 يونيو.

فتكلفة إقامة هذا القداس تفوق المليون فرنك، منها نصف مليون فقط لتركيب المسرح الكبير، الذي تبلغ مساحته 800 متر مربع.

أما مبيت عشرات الآلاف من الشباب الذين سيحضرون القداس، فقد تم الاتفاق مع إدارة هيئة المعارض في مدينة برن على استغلال قاعات المعرض للمبيت في مقابل 350000 فرنك.

وعلى عكس الفعاليات الثقافية والموسيقية التي تجد بشكل أو بآخر تمويلا من مختلف الشركات والمؤسسات، ترفض الأغلبية المساهمة في تمويل أية أنشطة ذات طابع سياسي أو ديني.

فكان من الصعب على مؤتمر الأساقفة الراعي الرسمي للزيارة، إن صح القول، أن يحصل على جميع التكاليف اللازمة لتغطية زيارة البابا يوحنا بولس الثاني إلى سويسرا.

شركات دعمت علانية وأخرى في الخفاء

إلا أن القائمين على ترتيب الزيارة لم يفقدوا الأمل، وقاموا بالاتصال بما يزيد عن 100 شركة من مختلف المجالات. ونتيجة لتلك الجهود، وافقت إحدى شركات صناعة الملابس الرياضية على التبرع بحصيلة بيع قمصانٍ، تم تصميمها لتلك المناسبة، كنوع من الدعم دون أن يشكل ذلك موقفا منها، حسب قول مديرها.

أما مؤسسة نستله الشهيرة فبلغ تبرعها 100000 فرنك في صورة زجاجات مياه للشرب، لتكون مساهمتها الأعلى بين الشركات في تمويل تكاليف الزيارة، على حين تأرجحت مساهمات كل من “كوكاكولا سويسرا” وشركة ملابس “سويتشر” وشركة المنتجات الغذائية “بيو فاميليا”، بين 20000 و 50000 فرنك.

وحرصا على عدم إلصاق تهمة تمويل فعالية دينية معينة أو اتخاذ موقف، قدمت بعض المؤسسات الأخرى دعما ماليا شريطة عدم وضعها تحت بند الممولين، أو إخفاء المبالغ التي تبرعت بها عن الرأي العام. ضمن هذه الفئة نجد “نوفارتيس” للصناعات الكيماوية، وشركة “موبيلار” للتأمينات، و”بنك كانتون برن”، وشركة “غلوبال سيستم”، واتحاد منتجي الألبان السويسريين.

وهذه المجموعة تدعم من باب المساهمة، دون أن تهتم بأن يكون ذلك كإعلان لها، بقدر ما هو دعم للفعالية ككل، على الرغم من أن أغلب تلك المؤسسات تمول نشاطات مختلفة.

أخلاقيات التمويل مهمة للغاية

كما نجح المنظمون في بيع حق استغلال الزيارة كحدث تاريخي إلى إحدى الشركات السويسرية المتخصصة في تصميم وبيع الشعارات التذكارية، وقامت الشركة بدورها بتصميم عملة تذكارية احتفالا بتلك المناسبة، ستطرح منها 50000 قطعة للبيع بسعر 24.50 فرنكا.

وطبقا لصحيفة “التجارة”الصادرة في الثاني من يونيو، لم تتقدم أية شركة أخرى للحصول على حق بيع وتصنيع هدايا تذكارية أخرى، مثل منتجات الخزف أو الحفر على الخشب أو حتى الشموع.

يعود ذلك إلى تراجع الإقبال على مثل تلك المنتجات، مع ضعف الاهتمام بالرموز الدينية أصلا، وعدم توقع مشاركة أو حضور جمهور كبير يمكن أن يستهلك تلك المواد، حتى أنه لم تتقدم أية شركة أو شخص بطلب تصريح لبيع منتجات غذائية أو غيرها للراغبين في زيارة القداس يوم الأحد، على عكس ما يحدث في الحفلات الموسيقية أو المعارض.

وعلى الرغم من تكاليف زيارة البابا المرتفعة، فإن القائمين على ترتيبها وإعدادها كانوا انتقائيين في قبول الهبات المعروضة عليهم، حيث تم اتخاذ القرار بالموافقة على تبرعات الشركات والهيئات التي تعتمد على منطلق أخلاقي في تعاملاتها، بدلا من أن توصم الزيارة، رغم طابعها الديني، بأنها قامت على أكتاف شركات تربح أموالها بطرق غير أخلاقية.

سويس إنفو

تبلغ تكاليف زيارة البابا 2.5 مليون فرنك سويسري.
لا تزال الجهات المنظمة للزيارة بحاجة إلى 160000 فرنك
يبلغ سعر تذكرة الدخول إلى القداس الرسمي صبيحة الأحد 50 فرنكا

نظرا لإستحالة تمويل فعاليات ذات طابع ديني أو سياسي في سويسرا بأموال عامة، بحث مؤتمر الأساقفة صاحب الدعوة عن التمويل بين أكثر من 100 شركة.
بعض الشركات وافقت على منح تمويل رمزي، وأخرى فضلت عدم الإفصاح عن هويتها أو عن المبالغ التي دفعتها.
رغم كل تلك الجهود، لم يتمكن القائمون على الزيارة من جمع الأموال المطلوبة لتغطية تكاليف الزيارة، التي تبلغ 2.5 مليون فرنك.

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية