The Swiss voice in the world since 1935

تنظيم الدولة الاسلامية يدمر اثارا جديدة في مدينة تدمر

صورة التقطت في 31 اذار/مارس 2016 للمدرج الروماني في تدمر (وسط سوريا) afp_tickers

دمر تنظيم الدولة الاسلامية اثارا جديدة في مدينة تدمر الاثرية والمدرجة على قائمة التراث العالمي للبشرية التابعة لمنظمة اليونسكو التي وصفت ما حصل بـانه “جريمة حرب”.

وعلى جبهة اخرى، قتل اكثر من 40 عنصرا من جبهة فتح الشام ليل الخميس في غارات نفذتها طائرات لم تحدد هويتها في محافظة حلب في شمال البلاد.

وقال مدير عام الاثار والمتاحف السورية مأمون عبد الكريم الجمعة لوكالة فرانس برس “دمر تنظيم الدولة الاسلامية كما تلقينا من اخبار منذ عشرة ايام التترابيلون الاثري وهو عبارة عن 16 عمودا”.

واضاف “كما اظهرت صور اقمار اصطناعية حصلنا عليها من جامعة بوسطن اضرارا لحقت في واجهة المسرح الروماني”.

واوضح عبد الكريم ان “التترابيلون عبارة عن 16 عمودا اثريا بينها واحد اصلي و15 اعيد بناؤها وتتضمن اجزاء من الاعمدة الاصلية”.

وشجبت المديرة العامة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) ايرينا بوكوفا اعمال التدمير الجديدة، ووصفتها بانها “جريمة حرب وخسارة كبيرة للشعب السوري وللانسانية”.

وفي موسكو، قال ديمتري بسكوف المتحدث باسم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ان “ما يحدث (في تدمر) هو مأساة حقيقية من وجهة نظر التراث الثقافي والتاريخي. الارهابيون مستمرون في اعمالهم الهمجية”.

استولى تنظيم الدولة الاسلامية في 11 كانون الاول/ديسمبر مجددا على مدينة تدمر بعد اكثر من ستة اشهر من سيطرة الجيش السوري عليها وطرد الجهاديين منها.

وكان التنظيم استولى المرة الاولى على تدمر في ايار/مايو العام 2015، وارتكب طوال فترة سيطرته عليها اعمالا وحشية، بينها قطع رأس مدير الاثار في المدينة خالد الاسعد (82 عاما) وعملية اعدام جماعية لـ25 جنديا سوريا على المسرح الروماني.

كما دمر اثارا عدة بينها معبدا بعل شمسين وبل وقوس النصر واخرى في متحف المدينة.

– “السيناريو المرعب” –

ويعود تاريخ مدينة تدمر المعروفة بـ”لؤلؤة الصحراء” الى اكثر من الفي سنة.

وتشتهر تدمر التي تقع في قلب بادية الشام وتلقب ايضا بـ”عروس البادية” باعمدتها الرومانية ومعابدها ومدافنها الملكية التي تشهد على عظمة تاريخها.

واعرب عبد الكريم عن خوفه من المستقبل طالما بقي تنظيم الدولة الاسلامية في المدينة. وصرح “قلنا منذ اليوم الاول ان هناك سيناريو مرعبا ينتظرنا”، مضيفا “عشنا الرعب في المرحلة الاولى، ولم اتوقع ان تحتل المدينة مرة ثانية”.

واضاف “معركة تدمر ثقافية وليست سياسية (…) لا افهم كيف قبل المجتمع الدولي والاطراف المعنية بالازمة السورية ان تسقط تدمر”.

وقبل سقوط تدمر في يد تنظيم الدولة الاسلامية المرة الاولى، عمدت مديرية الاثار الى نقل الكثير من الاثار من متحف المدينة الى العاصمة دمشق، واكملت عملها هذا خلال الفترة التي استعاد الجيش السوري السيطرة عليها.

واكد عبد الكريم “الجزء الاكبر من الاثار المتضررة او غير المتضررة تم نقلها الى دمشق”.

ومنذ سيطرة الجهاديين مجددا على تدمر، تدور اشتباكات على جبهات عدة قرب المدينة. وقد قتل الخميس 12 عنصرا من قوات النظام و18 عنصرا من تنظيم الدولة الاسلامية خلال معارك قرب مطار التيفور الذي يقع على الطريق الذي يصل بين حمص وتدمر.

– قتلى فتح الشام –

ويسري في سوريا منذ 30 كانون الاول/ديسمبر اتفاق لوقف اطلاق النار يشهد خروقات عدة ويستثني بشكل رئيسي المجموعات المصنفة “ارهابية”، وعلى راسها تنظيم الدولة الاسلامية. وتقول موسكو ودمشق انه يستثني ايضا جبهة فتح الشام (جبهة النصرة سابقا)، الامر الذي تنفيه الفصائل المعارضة.

وقتل اكثر من 40 عنصرا من جبهة فتح الشام ليل الخميس في غارات جوية لم يعرف ما اذا كانت روسية او تابعة للتحالف الدولي استهدفت معسكرا للجبهة في ريف حلب الغربي، وفق ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان.

وارتفعت بذلك حصيلة قتلى جبهة فتح الشام جراء القصف الجوي خلال الشهر الحالي الى حوالى مئة عنصر، بينهم قياديون، وفق المرصد السوري.

وتعرضت جبهة فتح الشام خلال الشهر الحالي لغارات عدة روسية وسورية واخرى للتحالف الدولي بقيادة واشنطن استهدفت مقارا لها في محافظة ادلب.

واعلنت واشنطن الخميس عن مقتل القيادي في جبهة فتح الشام محمد حبيب بوسعدون في غارة على ادلب قبل ثلاثة ايام.

وجاء اتفاق وقف اطلاق النار تمهيدا لمحادثات بين الحكومة السورية والفصائل المعارضة الاسبوع المقبل في استانا برعاية كل من روسيا وايران، داعمتي دمشق الاساسيتين، وتركيا التي تدعم المعارضة السورية.

واعلن الرئيس السوري بشار الاسد في مقابلة مع قناة يابانية نشرها الاعلام الرسمي السوري ان الاولوية في محادثات استانا الاثنين هي لوقف اطلاق النار، ما يتيح للفصائل المعارضة التي صنفها بـ”الارهابية” التخلي عن اسلحتها والحصول على عفو حكومي.

وردا على سؤال حول ما اذا كان يقبل مناقشة حكومة انتقالية خلال المؤتمر، قال الاسد “أي شيء ستجري مناقشته ينبغي أن يستند إلى الدستور (…) ليس في دستورنا ما يسمى حكومة انتقالية، يمكن أن تكون هناك حكومة عادية تمثل مختلف الأحزاب ومختلف الكيانات السياسية في سورية (…) نسميها حكومة وحدة وطنية”.

واعرب الاسد مجددا عن امله في ان يكون الرئيس الاميركي المنتخب دونالد ترامب، والذي سيجري تنصيبه اليوم، حليفا لسوريا في محاربة “الارهاب”.

وقال “نأمل أن تكون (ادارة ترامب) صادقة في تشكيل تحالف حقيقي وواقعي لمحاربة الإرهابيين في المنطقة.. وهذا بالطبع سيشمل سورية في المقام الأول”.

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية