The Swiss voice in the world since 1935

جزيرة في شمال اسكتلندا تعيد تعويم التويد بحلّة جديدة

afp_tickers

يقول المصرفي السابق البالغ 38 عاما ألكسندر ماكليود وهو يجلس وراء نوله في حظيرة قديمة على ضفة بحيرة في اسكتلندا “عندما يرى المرء قماش التويد على منصة عرض الأزياء، لن يعتقد أنه جاء من هنا!”.

أصبح ألكسندر نساجا قبل عامين، مساهما بذلك في سَعي سكان جزيرة لويس أند هاريس في شمال غرب اسكتلندا إلى إنعاش قطاع قماش التويد بعد فترة تراجع كبيرة.

ويرى الشاب البالغ 30 عاما والمتحدر من جزيرة سكالباي، المتصلة بهاريس بواسطة جسر، أن “الحفاظ على هذا التقليد أمر جيد”. ويذكّر بأن التويد الذي يُعدُّ أحد رموز التراث الاسكتلندي، “كان على الدوام جزءا من الثقافة هنا” في جزر هبريدس الخارجية، ويتفاخر بأنه بات “قطاعا جذابا”.

غادر ألكسندر الجزيرة لمدة سبع سنوات للعمل في القطاع المصرفي، لكن شغفه بجذوره كان قويا جدا، فعاد إلى جزيرته.

يعمل ألكسندر نهارا في شركة مستحضرات تجميل محلية صغيرة. وفي المساء، يُشغل بودكاست، يُفضل أن يكون عن التجسس، ويبدأ النسج بصبر. لا يُعكّر الهدوء التام المحيط بالحظيرة الحجرية القديمة إلا صوت ضجيج آلته المستمر. 

ويُعدّ “هاريس تويد” المصنوع تقليديا من صوف الأغنام النقي الجديد بنسبة مئة في المئة، وهو القماش الوحيد المحمي بموجب قانون أقره البرلمان عام 1993. وينص القانون على أن “على سكان الجزيرة أن ينسجوه يدويا في منازلهم في جزر هبريدس الخارجية، (…) من صوف نقي جديد مصبوغ ومغزول في جزر هبريدس الخارجية”.

– من جيل إلى جيل –

يقول النساج إنه يكون “راضيا” عند إنجازه التويد.

ثم يُنقل القماش، الذي كان مرتبطا سابقا بالطبقة الأرستقراطية البريطانية، إلى معمل الغزل، حيث تُفحص جودته حرصا على ضمان عدم وجود أي عيب. وأخيرا، قد يُمنح ختم “هاريس تويد” الثمين، وهو عبارة عن كرة أرضية يعلوها صليب، تُثبت منشأ القماش وأصالته، صادر عن “هيئة هاريس تويد”.

يُغادر التويد الجزيرة بعد ذلك، فتشتريه بانتظام علامات تجارية فاخرة مثل كريستيان ديور وشانيل وغوتشي. اعتمدته العديد من ماركات الأحذية الرياضية، مثل نايكي ونيو بالانس وكونفيرس، في إصدارات محدودة. كما يُستخدم هذا القماش في صناعة السترات والقبعات والحقائب.

يبلغ إجمالي عدد النساجين 140، وفقا لهيئة صناعة التويد التي أطلقت حملة توظيف عام 2023 في ظل كثرة حالات التقاعد، وأقيمت ورش عمل لتعلم هذه المهنة.

وهذه الخبرة، التي غالبا ما تُنقل من جيل إلى جيل، انفتحت منذ ذلك الحين على فئات جديدة.

وتبدي مديرة العمليات في هيئة صناعة التويد كيلي ماكدونالد ارتياحها إلى رؤية “جيل جديد من الشباب”.

وتتذكر قائلةً “عندما انضممت إلى هذا القطاع قبل نحو 20 عاما، تساءلت حقا عما إذا كان سيصمد”. كان التراجع “حادا”، ثم حصل “انتعاش تدريجي”. 

وتوضح أن البحث جارٍ “باستمرار عن أسواق جديدة”. ويُصدّر التويد إلى كوريا واليابان وألمانيا وفرنسا ودول أخرى. لم يعد التويد معتمدا على السوق الأميركية كما كان في السابق، ومن المتوقع أن يتضرر بشكل محدود من الرسوم الجمركية التي فرضها دونالد ترامب.

وفي 2024، أُنتج أكثر من 580 ألف متر من التويد، وفقا لهيئة تجارة التويد، مؤكدة أن القطاع يشهد “نموا ملحوظا” منذ سنوات.

– موضة بطيئة – 

يقول كاميرون ماك آرثر الذي يعمل في أحد مصانع الغزل الثلاثة، وهوم مصنع كارلوواي في غرب جزيرة لويس “لقد تطور التويد”. 

يبلغ كاميرون 29 عاما، لكنه يعمل هناك منذ 12 عاما. ومع أن المصنع، بآلاته الكبيرة، لم يتغير منذ عقود، شهد كاميرون التطور، لجهة تجديد شباب القوى العاملة وكذلك على مستوى القماش.

ويقول “نصنع أنماطا جديدة وألوانا خاصة بنا”. لم يعد الأمر يقتصر على نقشة أمير ويلز الكلاسيكية أو الألوان البنية والداكنة. يعرض كاميرون بفخر لفافات من اللون الأزرق الفيروزي والوردي الفوشيا.

ويضيف “نحن مشغولون جدا. نتلقى طلبات من كل مكان”. ويفخر الشاب بالعمل بهذا المنتج المحلي. 

وتؤكد كيلي ماكدونالد أن التويد يلبي متطلبات الموضة الصديقة للبيئة، على عكس “الموضة السريعة”. 

وتُعلّق قائلة “من الجميل أن ننظر إلى خريطة ونقول في قرارة أنفسنا: +سترتي من هذه الجزيرة الصغيرة هناك+ (…) أصبح الناس يهتمون راهنا بهذا النوع من الأشياء”. وإذ تشير إلى أن عملية التصنيع “طويلة جدا”، تقول كيلي ماكدونالد مبتسمة “نحن مثال +الموضة البطيئة+ بحذ ذاته”.

كتك/ب ح/جك

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية