جنيف تبحث عن سكان الكواكب الأخرى

مشاركة جنيف في مهرجان العلم والمدينة تطرق لموضوع احتمال وجود سكان في الفضاء الخارجي swissinfo.ch

كباقي المدن السويسرية المشاركة في مهرجان "العلم والمدينة" تنظم جنيف ابتداء من الخامس مايو أيار وحتى الحادي عشر منه سلسلة من التظاهرات العلمية وشبه العلمية لتعريف الجمهور بالحدود الفاصلة بين العلوم الحقيقية وعلوم الغيب او الميتافيزقيا.

يعد مهرجان “العلم والمدينة” من أكبر التظاهرات الشعبية التي تنظم في عشر مدن سويسرية. ولا غرابة أن تشارك جنيف بحكمها مركزا جامعيا في هذه التظاهرة ببرنامج حافل تحت شعار “الحدود الفاصلة بين العلوم الحقيقية وما عدى ذلك” من علوم شبيهة مثل علم الغيب والميتافيزقيا.

وللسماح لمختلف الآراء والنظريات بالوصول إلى آذان الجمهور، يشارك إلى جانب جامعة جنيف أكثر من تسعة عشر جمعية منحدرة من أوساط الفن والثقافة والعلوم وبحضور أساتذة لامعين بعضهم قدم من الخارج.

الهدف الرئيسي من ورش العمل المنظمة طوال هذه الفترة هو إلقاء الضوء على مواضيع تقع على حافة العلوم الحقيقية وتمتد إلى عالم الغيب او العلوم الشبيهة ومحاولة توضيح الحدود الفاصلة بين هذين الحقليين المتضاربين في بعض الأحيان.

وما دمنا بصدد الحديث عن مواضيع على حافة العلوم الحقيقية، يبدو بديهيا أن نجد ضمن برنامج هذه التظاهرة في جنيف فقرات تناقش المؤلفات والأفلام والمعارض التي تستعرض ظاهرة الأطباق الفضائية ما بين المشاهدة والتحقيق الدقيق، او تلك التي تستعرض إمكانية وجود سكان في الفضاء الخارجي، وكل ما عرف لحد الآن كوكب المريخ.

وقد حاولت اللجنة المنظمة في جنيف توسيع نطاق الجمهور المهتم بهذه المواضيع بتخصيص حيز لعلم الغيب من منجمين وغيرهم بالتطرق بطريقة انتقادية لكل ما يردد عن هذا الموضوع كالتساؤل هل ذلك تشجيع على التمسك بالجهل والمعتقدات الخرافية؟ وهل التنجيم يعد علما بمعنى الكلمة؟

ولكي تسمح هذه التظاهرات للزائر بالوقوف على مدى تغلغل هذه المعتقدات والأفكار لدى مختلف الشعوب، يستعرض علماء الأنتربولوجيا عبر أفلام وثائقية، عادات بعض الشعوب مثل العلاج بالأعشاب في منطقة جبال الألب، او علم التطبيب في مختلف القارات.

ولاشك أن المبدأ المتبع في كل هذه النشاطات التي اختارتها جنيف للمشاركة في تظاهرات العلم والمدينة هو إيجاد علاقة بين العادات والتقاليد وبين التقدم التكنولوجي وهي علاقة غير محددة المعالم بدقة وقد استغرقت قرونا من الزمن، لذلك يحتاج فيها الزائر إلى مساعدة خبراء وعلماء وبحاثة لغربلة ما لديه من أفكار والتفريق ما بين العلمي وغير العلمي منها.

محمد شريف – جنيف