حزب الله يسعى لتعزيز نفوذه في لبنان عبر الانتخابات مع تزايد دعوات نزع سلاحه

من ليلى بسام وإميلي ماضي
النبطية (لبنان) (رويترز) – وسط أنقاض خلفها القصف الإسرائيلي لجنوب لبنان، تحث ملصقات دعائية الناخبين على التصويت لجماعة حزب الله في الانتخابات البلدية يوم السبت، وسط مساعي الجماعة لإظهار أنها لا تزال تتمتع بنفوذ سياسي رغم الضربات الموجعة التي تلقتها العام الماضي في الحرب مع إسرائيل.
والانتخابات البلدية بالنسبة لحزب الله أكثر أهمية من أي وقت مضى، إذ تتزامن مع تزايد الدعوات لنزع سلاح الجماعة واستمرار الضربات الجوية الإسرائيلية، وفي وقت لا يزال فيه كثير من قاعدتها الانتخابية من الشيعة يئنون تحت وطأة تداعيات الصراع.
ومضت بالفعل ثلاث جولات انتخابية أجريت هذا الشهر بشكل جيد بالنسبة للجماعة المدعومة من إيران. وفي الجنوب، لن تكون هناك منافسة في كثير من الدوائر، مما يمنح حزب الله وحلفاءه انتصارات مبكرة.
وقال علي طباجة البالغ من العمر 21 عاما “بالدم نريد أن ننتخب”، في إشارة إلى ولائه لحزب الله. وسيدلي طباجة بصوته في مدينة النبطية بدلا من قريته العديسة بسبب ما لحق بها من دمار.
وأضاف “العديسة صارت صحراء، راحت كلها، لم يعد فيها شيء”.
ويعكس مشهد الأنقاض في الجنوب التداعيات المدمرة للحرب التي بدأت مع قصف جماعة حزب الله لإسرائيل “إسنادا” لحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) مع اندلاع الحرب في غزة في أكتوبر تشرين الأول 2023، وتطور الأمر إلى أن بلغ ذروته بهجوم إسرائيلي واسع النطاق.
وباتت الجماعة أضعف مما كانت عليه في السابق بعد مقتل قيادتها والآلاف من مقاتليها وتضاؤل نفوذها على الدولة اللبنانية بشكل كبير وتزايد نفوذ خصومها في البلاد.
وفي مؤشر على مدى انقلاب الموازين، أعلنت الحكومة الجديدة أنها تهدف إلى حصر السلاح بيد الدولة مما يعني ضرورة نزع سلاح حزب الله كما هو منصوص عليه في اتفاق وقف إطلاق النار مع إسرائيل والذي توسطت فيه الولايات المتحدة.
وقال مهند الحاج علي من مركز كارنيجي للشرق الأوسط، وهو مركز أبحاث، إن نتائج الانتخابات تشير بناء على ذلك إلى أن “الحرب لم تحقق هدفها المتمثل في خفض شعبية حزب الله… بل على العكس، يشعر كثير من الشيعة الآن بأن مصيرهم مرتبط بمصير حزب الله”.
وأضاف “هذا (الأداء الذي يظهره حزب الله في الانتخابات) مهم فعلا… فهو يُظهر أنهم لا يزالون يمثلون الغالبية العظمى من الشيعة ويؤكد حقيقة أن أي محاولة من أطراف لبنانية أخرى لنزع سلاحهم بالقوة قد تُعتبر خطوة ضد مجتمع (الشيعة)، مما قد يهدد السلم الأهلي”.
ولطالما كان سلاح الجماعة مصدر انقسام في لبنان مما أشعل فتيل اقتتال قصير عام 2008. ويقول منتقدون إن حزب الله جر لبنان إلى صراعات على نطاق أوسع في الشرق الأوسط.
ودعا الرئيس اللبناني جوزاف عون إلى إجراء حوار مع حزب الله بشأن استراتيجية للدفاع الوطني، وهو ما يعني مناقشة سلاح الجماعة، لكن المحادثات لم تبدأ بعد.
وقال وزير الخارجية يوسف راجي، وهو معارض لحزب الله، إنه تم إبلاغ لبنان بأنه لن تكون هناك مساعدات من المانحين الأجانب لإعادة الإعمار لحين حصر السلاح بيد الدولة.
من ناحيته، ألقى حزب الله بعبء إعادة الإعمار على عاتق الحكومة واتهمها بالتقصير في اتخاذ خطوات تجاه هذا الأمر رغم وعود الحكومة.
وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية إنه بينما تشارك واشنطن في دعم إعادة الإعمار المستدامة في لبنان “فإن هذا لا يمكن أن يحدث دون تخلي حزب الله عن سلاحه”.
وأضاف ردا على سؤال من رويترز “لقد أوضحنا أيضا أن الشفافية والإصلاح الاقتصادي هما السبيل الوحيد لزيادة الاستثمار والتعافي الاقتصادي للبلاد”.