مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

حصيلة سنة رئاسية هادئة

كانت كينيا إحدى الوجهات العديدة التي تحول إليها موريتس لوينبرغر في عام 2006. Keystone

عقد رئيس الكنفدرالية موريتس لوينبرغر ندوة صحفية في برن، استعرض فيها سنته الرئاسية وأعلن رغبته في البقاء ضمن الحكومة في عام 2007.

وبرر عضو الحزب الاشتراكي قراره بالرغبة في السعي لاستعادة أسلوب العمل الجماعي، الذي تضرر جراء ممارسات بعض أعضاء الحكومة الفدرالية.

في معرض تعليقه على الوضع الحالي السائد في الحكومة الفدرالية، الذي يتميّـز بتشكيك في الممارسة الوفاقية، حسب رأيه، تجنّـب موريتس لوينبرغر ذكر أسماء بعينها.

وأكّـد لوينبرغر أن “اتهام بعض أعضاء الحكومة علنا، سيكون متعارضا مع قناعاته”، مشيرا إلى أن هذا النوع من النقاشات، يجب أن يتم في الداخل، “وأنا أود أن أحترم هذا المبدأ”.

في المقابل، لم يكن خافيا أن بعض اللوم، الذي عبّـر عنه رئيس الكنفدرالية، كان موجّـها، حسبما يبدو، إلى وزير العدل والشرطة كريستوف بلوخر. فقد اعتبر موريتس لوينبرغر أن الحكومة – على غِـرار الرئيس في بعض البلدان المجاورة – يجب أن تلعب دور الهيئة المستقلة، التي تعلو فوق الجميع وتبتعد عن السياسة الحزبية اليومية، وتعمل لفائدة الانسجام الوطني.

سياسات حزبية

ويرى لوينبرغر، الذي يشغل في الوقت نفسه منصب وزير الاتصالات والبيئة، أنه إذا ما استمر توجّـه بعض الوزراء إلى ممارسة سياسة حزبية وإلى لعب دور حاملي راية حملة انتخابية متواصلة، فإنه يجب على سويسرا أن تفكّـر في اتخاذ رئيس وحيد والتخلي عن أسلوب التداول، المعمول به حاليا بين الوزراء السبعة في الحكومة الفدرالية.

وفيما يعترف رئيس الكنفدرالية لعام 2006 بأهمية العلاقة القائمة بين الوزراء والحزب السياسي الذي ينتمون إليه، إلا أنه لا يجب أن يرضخوا لجميع التعليمات الصادرة عن هيئة حزبية، حسب رأيه، ذلك أن الحكومة مهددة بالتفكك، إذا ما لم يحترم أعضاءها الإجماع السياسي، وهذا أمر لا يجب أن يحدُث، خصوصا في سياق الحملة الانتخابية الممهدة للانتخابات العامة الفدرالية، المقررة في أكتوبر 2007.

المزيد

المزيد

نظام التوافق

تم نشر هذا المحتوى على يُـقصَـدُ بالتوافق، ذلك البحث المستمر عن توازن أو عن حلّ وسط يُرضي الجميع بين الأحزاب وبين المجموعات الثقافية المختلفة، اللغوية والاجتماعية والسياسية، التي تتشكّـل منها سويسرا. أحد الأوجُـه الأكثر بروزاً لنظام التوافُـق، تجسّـده عملية توزع المقاعد السبعة للحكومة الفدرالية بشكل تناسبي مع القوة الانتخابية للأحزاب السياسية ومع الحجم الديمغرافي لمختلف المجموعات اللغوية في البلاد.

طالع المزيدنظام التوافق

25 زيارة رسمية

في سياق آخر، مرّت السنة الرئاسية لموريتس لوينبرغر هادئة على عكس المرة الأولى، التي تقلّـد فيها المنصب في عام 2001، حيث تميّـز ذلك العام بالعديد من الكوارث، مثل المذبحة المروعة التي كان البرلمان المحلي لمدينة تسوغ مسرحا لها والحريق القاتل، الذي جدّ في نفق الغوتهارد وتوقّـف طائرات الناقل الوطني سويس إير عن الطيران.

ونظرا للعلاقات القائمة بين سويسرا والاتحاد الأوروبي ولانخراط الكنفدرالية في العديد من الملفات، تكثفت اتصالات رئيس الكنفدرالية مع الخارج في العام الجاري، حيث قام موريتس لوينبرغر بـ 25 زيارة أو رحلة رسمية في عام 2006، مقابل 13 قبل خمسة أعوام. فقد تحوّل بالخصوص إلى إفريقيا، القارة التي تعاني بشكل خاص من التغييرات المناخية.

على صعيد آخر، تمثلت الأولوية الأخرى لفترته الرئاسية في تشجيع الشبان على الانخراط في السياسة.

وطِـبقا لإحصائية أنجزتها وزارة البيئة والنقل والطاقة والاتصالات، استأثرت المهام المرتبطة بمنصب رئيس الكنفدرالية نصف وقت العمل لموريتس لوينبرغر.

هذا الحجم يمثل 575 ساعة عمل إلى موفى شهر أكتوبر مع الإشارة إلى أنه تم تسجيل طفرة في شهر سبتمبر، الذي استأثرت فيه المهام الرئاسية بثلاثة أرباع جدول العمل اليومي لعضو الحكومة الفدرالية، وخاصة بسبب مشاركته في أشغال الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.

المزيد

المزيد

رئيس الكنفدرالية

تم نشر هذا المحتوى على يُنتخب لعام واحد من بين الأعضاء السبعة في الحكومة الفدرالية، ويعتبر رئيس أو رئيسة الكنفدرالية “الأول ضمن نظرائه”. يُـسيّـر جلسات الحكومة الفدرالية ويقوم ببعض المهام ذات الطابع التمثيلي. منصب الرئاسة لا يمنح أي سلطة إضافية لمن يشغله.

طالع المزيدرئيس الكنفدرالية

“فوق الأحزاب”

في هذا الإطار، تثير الرئاسة السويسرية، المحددة بعام واحد بعض المصاعب، وتتمثل السلبية الأساسية في أن النظراء الأجانب يجدون أنفسهم مضطرين للتعامل في كل مرة مع محاور جديد.

ومع أن النظام السياسي السويسري يثير الإعجاب في الخارج، إلا أنه يُـقابل أيضا بعدم الفهم، لكن موريتس لوينبرغر برّر بقوله “إننا معزولون شيئا ما، لكن هذا هو نظامنا”.

أما على المستوى الداخلي، فإن جدول أعمال رئيس الكنفدرالية، لا يتيح له مثلا إمكانية حضور ومتابعة جميع أشغال اللجان البرلمانية بصفته الوزارية.

أخيرا، هناك إيجابيات ترتبط بخصوصية وظيفة رئيس الكنفدرالية وتتعلّـق بالانسجام الداخلي، إذ أن التداول السنوي على المنصب، يسمح لكل أقلية أن ترى نفسها ممثلة في شخص الرئيس.

سويس انفو مع الوكالات

ولد موريتس لوينبرغر في عام 1946.
أثناء دراسته للقانون في جامعة زيورخ، تعرف على السياسة في مناسبة أحداث مايو 1968.
في سن الـ 26، أصبح رئيسا لفرع الحزب الاشتراكي السويسري في مدينة زيورخ.
من 1974 إلى 1983، كان عضوا في برلمان مدينة زيورخ.
في 1979، انتُـخب عضوا في مجلس النواب.
من 1991 إلى 1995، شغل منصب وزير في الحكومة المحلية لكانتون زيورخ.
منذ عام 1995، يشغل منصب وزير في الحكومة الفدرالية.
يبلغ اليوم 59 عاما من العمر ويشرف على وزارة البيئة والنقل والطاقة والاتصالات.

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية