32 قتيلا في غزة مع توسيع إسرائيل هجومها وتزايد الدعوات لهدنة

أفاد الدفاع المدني في قطاع غزة بمقتل 32 شخصا على الأقل السبت، مع إعلان الجيش الإسرائيلي توسيع نطاق هجومه على رغم الدعوات الدولية المتزايدة لوقف إطلاق النار والسماح بدخول المساعدات الانسانية بعد 19 شهرا من الحرب المدمّرة في القطاع الفلسطيني المحاصر.
في غضون ذلك، أعلن مسؤول في حماس بدء جولة جديدة من المفاوضات غير المباشرة مع وفد إسرائيلي في الدوحة “بدون شروط مسبقة” بوساطة مصرية قطرية.
وبعيد اختتام الرئيس الأميركي دونالد ترامب جولة خليجية، قال الجيش الإسرائيلي إنه شنّ الجمعة “ضربات مكثّفة” وأرسل “قوات للسيطرة على مناطق في قطاع غزة”، واضعا ذلك “في إطار المراحل الأولية لعملية عربات جدعون وتوسيع المعركة في قطاع غزة بهدف تحقيق كل أهداف الحرب، بما فيها إطلاق سراح الرهائن وهزيمة حماس”.
وللمرة الثانية في غضون ثلاثة أيام، أعلنت الخارجية الأميركية أن الوزير ماركو روبيو بحث هاتفيا مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، الوضع في قطاع غزة.
وناقش المسؤولان “الوضع في غزة وجهودهما المشتركة لتأمين إطلاق سراح الرهائن الذين ما زالوا محتجزين”، بحسب المتحدثة باسم الوزارة.
وفي مقابلة مع شبكة “سي بي اس” تُبث الأحد، كرّر روبيو الدعوة إلى الهدنة.
وقال “نحن نؤيد إنهاء النزاع، ووقف إطلاق النار. لا نريد أن يعاني الناس كما عانوا، ونلوم حماس على ذلك، ولكن الحقيقة تبقى أنّهم يعانون”، مؤكدا أنه “في غياب مثل هذا الاتفاق (على وقف إطلاق النار)، نتوقع أن تواصل إسرائيل عملياتها”، من دون التعليق مباشرة على توسيع الهجوم الإسرائيلي.
واستأنفت إسرائيل في 18 آذار/مارس ضرباتها وعملياتها العسكرية في غزة إثر هدنة هشة استمرت نحو شهرين. وهي قامت منذ الثاني من الشهر ذاته بمنع دخول المساعدات الإنسانية الى القطاع.
وأعلنت حكومة نتانياهو مطلع أيار/مايو خطة “للسيطرة” على القطاع، ونقل معظم سكانه البالغ عددهم 2,4 مليون نسمة، واضعة ذلك في إطار الضغط على حركة حماس للإفراج عن الرهائن.
– “لمن نشكو؟” –
ميدانيا، أفاد الدفاع المدني في القطاع أن حصيلة قتلى القصف الإسرائيلي السبت بلغت 32 على الأقل.
وقال المتحدث باسم الجمعية محمود بصل لفرانس برس “نقلت طواقم الدفاع المدني 32 شهيدا على الأقل، أكثر من نصفهم من الأطفال وعدد من النساء، وعشرات المصابين… جراء سلسلة من الغارات الإسرائيلية العنيفة والدموية منذ فجر اليوم السبت في مناطق مختلفة في قطاع غزة”.
وفي دير البلح (وسط) حيث تعرّضت خيم النازحين للقصف، تساءلت جمالات وادي “لمن نشكو يا عالم يا أُمّة؟ لمن نقول؟ يكفي مجازر، يكفي قتل، يكفي قصف”.
وبعد الغارات، نزح الكثير من سكان جباليا سيرا، بينما تكدّس آخرون مع بعض ممتلكاتهم الشخصية في سيارات أو في عربات صغيرة، بحسب لقطات فرانس برس. واصطفّ آخرون ممّن بقوا، من بينهم أطفال، وسط الدمار للحصول على وجبة طعام أعدّتها إحدى الجمعيات الخيرية.
وكما كل سبت، تظاهر مئات الإسرائيليين في تل أبيب ضدّ حكومة نتانياهو، حاملين لافتات تطالب بإنهاء الحرب وإبرام اتفاق للإفراج عن الرهائن.
– “غير إنساني” –
واحتلت إسرائيل غزة بين العامين 1967 و2005 حين انسحبت من جانب واحد وفككت المستوطنات. وعقب اندلاع الحرب في تشرين الأول/أكتوبر 2023، أطبقت الدولة العبرية حصارها المفروض منذ أكثر من 15 عاما على القطاع. وبينما بقي دخول المساعدات ممكنا بكميات متفاوتة، منعت إسرائيل بالكامل اعتبارا من الثاني من آذار/مارس.
والجمعة، قال ترامب في ختام جولته الخليجية “نحن ننظر في أمر غزة، وسنعمل على حل هذه المشكلة. الكثير من الناس يتضورون جوعا”.
وأكد روبيو لـ”سي بي أس” أنه “لهذا السبب نحن منخرطون بشكل نشط، حتى ونحن نتحدث الآن، في البحث عن طريقة لإطلاق سراح المزيد من الرهائن عبر آلية من نوع وقف لإطلاق النار”.
وشدد على أنه “لن نفعل أي شيء من شأنه الإضرار بإسرائيل وأمنها، ولكن في الوقت ذاته، إذا كانت هناك طريقة يمكننا من خلالها العثور على حل يتيح الإفراج عن المزيد من الرهائن… وينهي هذه الحرب بطريقة تضع شعب غزة على طريق السلام والازدهار وتحرّرهم من حماس، فسوف نستكشف هذا الاحتمال”.
وتزايدت الدعوات الدولية لوقف النار ودخول المساعدات في ظل الوضع في غزة.
ومن بغداد، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش خلال مشاركته في القمة العربية السبت “إننا بحاجة إلى وقف دائم لإطلاق النار الآن”، مضيفا “أشعر بالجزع إزاء التقارير التي تفيد باعتزام إسرائيل توسيع نطاق العمليات البرية وأكثر من ذلك”.
وأضاف “في غزة، وضع الفلسطينيين لا يوصف، إنّه فظيع وغير إنساني”.
– “يكفي” –
وطالب البيان الختامي للقمة المجتمع الدولي بـ”الضغط من أجل وقف إراقة الدماء” و”ضمان إدخال المساعدات الإنسانية العاجلة من دون عوائق”.
كذلك، شدد رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز الذي حضر القمة، على ضرورة “مضاعفة الضغط” على إسرائيل “لوقف المجزرة في غزة”.
وصعّدت الحكومة الإيطالية دعواتها لإسرائيل لوقف قصف غزة. وقال وزير خارجيتها أنتونيو تاياني “يكفي” هجمات، بينما أعربت برلين عن “قلقها العميق” من توسيع العمليات العسكرية.
وفي لندن وباريس، تظاهر آلاف الأشخاص تضامنا مع قطاع غزة.
وأسفر هجوم حماس على جنوب الدولة العبرية، عن مقتل 1218 شخصا، غالبيتهم من المدنيين وفقا لتعداد أجرته وكالة فرانس برس بالاستناد إلى بيانات رسمية إسرائيلية.
ومن بين 251 رهينة خطفوا خلال الهجوم لا يزال 57 في غزة بينهم 34 قال الجيش الاسرائيلي إنهم قتلوا.
ومنذ بدء الحرب بلغ عدد القتلى في غزة 53272، وفقا لأحدث حصيلة أوردتها وزارة الصحة التابعة لحماس، بينهم 3131 قتيلا على الأقل منذ استئناف العمليات العسكرية في آذار/مارس.
واعتبر المفوض السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك الجمعة أن القصف وحرمان الناس المساعدات “يؤكدان وجود توجه نحو تغيير ديموغرافي دائم في غزة، وهو ما يتعارض مع القانون الدولي ويرقى إلى مستوى التطهير العرقي”.
بور/ريم-ناش-كام