The Swiss voice in the world since 1935

دول جنوب شرق آسيا تعرب عن “قلق عميق” من الرسوم الجمركية الأميركية

afp_tickers

 أعرب زعماء دول جنوب شرق آسيا عن “قلقهم العميق” بشأن الرسوم الجمركية الأميركية الثلاثاء، أثناء عقدهم قمة مع الصين ودول الخليج وصفت بأنها “استجابة لنداء العصر” في عالم يعاني من الضبابية الجيوسياسية.

وأصدرت رابطة دول جنوب شرق آسيا (اسيان) بيانا مساء الثلاثاء أعربت فيه عن “قلقها العميق (..) من فرض إجراءات جمركية أحادية الجانب، تشكل  تحديات معقدة ومتعددة الأبعاد للنمو الاقتصادي والاستقرار والتكامل في آسيان”. 

وفي بيان آخر، شددت الكتلة على “عزمها القوي على الوقوف صفا واحدا” في وجه هذه الرسوم، وتعهدت توسيع التعاون مع الشركاء الآخرين.

وتسعى الاقتصادات المعتمدة على التجارة لحماية نفسها لا سيما بعدما نسف الرئيس الأميركي دونالد ترامب قواعد التجارة العالمية عبر الإعلان عن مجموعة من الرسوم الجمركية التي تستهدف مختلف دول العالم.

ورغم أنه قرر بعد ذلك تعليق تطبيقها مدة 90 يوما بالنسبة لمعظم الدول المعنية، إلا أن التجربة دفعت رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) لتسريع الجهود الرامية لتنويع شبكاتها التجارية.

استضافت العاصمة الماليزية الثلاثاء أول قمة بين آسيان والصين ومجلس التعاون الخليجي الذي يضم البحرين والكويت وعمان وقطر والسعودية والإمارات العربية المتحدة.

وأكد رئيس الوزراء الصيني لي تشيانغ أثناء الاجتماع أنه “على وقع وضع دولي متقلّب”، تعد القمة خطوة “رائدة في التعاون الاقتصادي الإقليمي”.

ولطالما لعبت آسيان دور “الوسيط” نوعا ما بين الاقتصادات المتقدمة مثل الولايات المتحدة، والصين، بحسب ما أفاد تشونغ جا إيان من جامعة سنغافورة الوطنية.

وقال إنه في وقت يبدو أنه لا يمكن الاعتماد على واشنطن حاليا، فإن “الدول الأعضاء في آسيان تسعى للتنويع .. وتسهيل المبادلات بين الخليج وجمهورية الصين الشعبية هو أحد جوانب هذا التنويع”.

– “محسوب وفي الوقت المناسب” –

تحمّلت بكين العبء الأكبر من رسوم ترامب وتسعى حاليا لكسب أسواق أخرى.

وتعد الصين وآسيان أكبر شريكين تجاريين. وارتفعت الصادرات الصينية إلى تايلاند وإندونيسيا وفيتنام بأرقام عشرية في نيسان/أبريل، بفضل إعادة تحويل مسارات سلع مخصصة للولايات المتحدة.

وقالت خو بينغ هووي من “جامعة مالايا” لفرانس برس إن مشاركة رئيس الوزراء لي كانت “محسوبة وفي الوقت المناسب”.

وأضافت أن “الصين ترى فرصة هنا لتعزيز صورتها كشريك اقتصادي يمكن الاعتماد عليه، خصوصا في مواجهة الجهود الغربية لفك الارتباط”.

وأثناء عشاء الثلاثاء، حض لي آسيان ودول مجلس التعاون على “مواصلة الانفتاح”.

وانخرطت بكين وواشنطن في فرض رسوم متبادلة إلى أن تم التوصل في سويسرا إلى اتفاق لخفضها على مدى 90 يوما.

وما زالت السلع الصينية تخضع لرسوم أعلى من غيرها.

– “أصدقاء للصين” –

لطالما تجنّبت آسيان أن توضع في موقف عليها فيه الاختيار بين الولايات المتحدة والصين.

والصين هي رابع أكبر مصدر للاستثمارات الأجنبية المباشرة في جنوب شرق آسيا، بعد الولايات المتحدة واليابان والاتحاد الأوروبي، بحسب تشونغ.

وفي مؤتمر صحافي في نهاية المحادثات، تعهّد رئيس الوزراء أنور إبراهيم أن تواصل آسيان التعاون مع كل من واشنطن وبكين.

وقال أنور إن “موقف آسيان هو الوسطية”، مضيفا “إذا كان ذلك يعني العمل مع الصينيين، فنعم، سنقوم بذلك”.

لكن “من المنطقي جدا مواصلة الانخراط وإقامة علاقات جيّدة بشكل معقول” مع الولايات المتحدة، على حد قوله.

وأضاف أن الحوار مع واشنطن يحمل أهمية خصوصا نظرا إلى أن ماليزيا باتت مركزا لأشباه الموصلات.

وباتت قيود واشنطن التجارية تركّز على الشرائح الإلكترونية المتطورة في وقت تسعى الولايات المتحدة لمنع الصين من تقويض هيمنتها في مجال الذكاء الاصطناعي.

وأفاد أنور الاثنين بأنه بعث رسالة إلى الجانب الأميركي طلب فيها عقد قمة بين آسيان والولايات المتحدة هذا العام، فيما أفاد وزير خارجيته بأن واشنطن لم ترد بعد.

وسيكون أي تقارب مع بكين مصدرا للمتاعب أيضا. وأكد الرئيس الفيليبيني فرديناند ماركوس الاثنين لنظرائه الإقليميين “الحاجة الملحة” لتبني مدوّنة قواعد سلوك ملزمة قانونا في بحر الصين الجنوبي.

وتتنازع بكين السيطرة على المنطقة مع خمس من دول آسيان، علما أن مواجهة تدور بين الصين والفيليبين منذ أشهر في المنطقة البحرية المتنازع عليها.

وأثار أنور مسألة بحر الصين الجنوبي مع لي والجانب الفيليبيني وأكد “لا أقول إنه يمكن حل جميع القضايا الآن، لكن كان هناك انخراط إيجابي حقا”.

للك-ريب/لين-شي 

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية