مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

رؤية اشتراكية حالمة للجيش السويسري

المقترحات الاشتراكية قد تثير حماسة البعض لكن حظوظ اعتمادها ضئيلة جدا Keystone

من الموضوعات المثيرة للجدل دائما في سويسرا، موضوع تطوير الجيش، وكيف يمكن أن تكون تشكيلته في القرن الحادي والعشرين، مع ملاحظة أن سويسرا تلتزم سياسة الحياد ولم تشهد حروبا لا داخلية ولا خارجية منذ اكثر من خمسين عاما، كما تمتلك تقنية عسكرية فائقة.

الحزب الاشتراكي السويسري اقترح جيشا قوامه ستين ألفا، يستعان فيه بالراغبين في أداء الخدمة العسكرية طواعية، وبالتالي إلغاء نظام الخدمة العسكرية المعمول به حاليا، كما يرفض الحزب أيضا جنود وضباط عاملين في الجيش، بمعنى أن تقتصر وظيفتهم على الخدمة العسكرية فقط، أما الراغبون في أداء الخدمة العسكرية بشكل اختياري، فيجب أن تكون مدة خدمتهم في حدود سبع سنوات.

الهدف الرئيس من هذه الخطة هو تقليل نفقات الجيش إلى الحد الأدنى، والتي تصل مع هذا المقترح إلى مليار ونصف المليار فرنك سويسري سنويا، و تتقلص بذلك لائحة متطلبات الجيش من ثلاثين مليار إلى عشرة مليارات فقط.

بينما كان اقتراح الحكومة الفدرالية الإبقاء على الجيش بنظامه الحالي على أن ينقص عدد جنوده من ثلاث مائة وعشرين آلف إلى مائة وعشرين ألف فقط وأن يكون بين صفوف الاحتياط ثمانين ألف، وهو ما يراه الاشتراكيون عددا كبيرا، فالنسبة لهم تكفي مائتان وثمانون يوما لأداء الخدمة العسكرية، على أن تنتهي عند بلوغ سن الثلاثين تقريبا.

الحزب الاشتراكي يدعم برنامجه بأن سويسرا ليست معرضة لأية مخاطر في السنوات العشر المقبلة، والخطة المقترحة الآن لا يعتبرها دائمة بل تقتصر على عقد كامل على ان يعاد النظر في تقييم الموقف الامني مرة أخرى عام الفين وأحد عشر.

الموقف في دول الجوار

وينفرد الجيش في سويسرا من بين جيوش العالم بأنه جيش لا يضم قوات ثابتة، والعاملون الثابتون في وظائف عسكرية يقتصر عددهم على ثلاثة آلاف وستمائة شخص فقط يتوزع عملهم بين مهام التدريب وحماية الحدود وحراسة المنشآت والثكنات العسكرية.

كما ان دول أوروبا الغربية أعضاء حلف شمال الأطلسي فقد بدأت في اتخاذ خطوات فعلية لإلغاء نظام الخدمة العسكرية الإجباري، أولها كانت هولندا وبلجيكا عام خمسة وتسعين، ثم تلتهما فرنسا عام سبعة وتسعين، وتعتزم إيطاليا العمل بهذا النظام اعتبارا من العام القادم، أما أسبانيا فستتبعها بعد عامين.
وبقية حلف شمال الأطلسي عدا كندا و الولايات المتحدة مازلت تعمل بنظام التجنيد الإجباري.

لم يكن تصور الحزب الاشتراكي لجيش القرن الحادي والعشرين السويسري مفاجأة للمراقبين، إلا أنه سيفتح باب مناقشة البرنامج داخل أروقة وزارة الدفاع، لاعداد الحجج والبراهين التي من المفترض أن تظهر سلبيات هذا المقترح.

سويس أنفو مع الوكالات

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية