روسيا تستأنف ضرباتها على أوكرانيا وزيلينسكي يطالب بـ”رد واضح” على مقترح الهدنة

استأنفت روسيا ضرباتها الجوية على أوكرانيا الاثنين بعد انقضاء مهلة هدنة أعلنتها موسكو لمناسبة عيد الفصح، بينما طالب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي موسكو بـ”رد واضح” على مقترح كييف وقف الضربات على مواقع الطاقة.
من جهته، أعرب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن شكوك حيال الخطة التي طرحتها كييف، لكنه لم يستبعد رسميا تمديد وقف إطلاق النار الذي أصدر مرسوما بشأنه نهاية الأسبوع الماضي.
وقال بوتين للصحافيين إن الأمر “يستحق الدراسة بعناية، ربما بشكل ثنائي بعد الحوار. لا نستبعد ذلك. سنقوم بتحليل كل شيء ونتخذ القرارات المناسبة”.
وأوضح الناطق باسمه دميتري بيسكوف أن الرئيس الروسي كان يتحدث عن مشاورات ثنائية محتملة مع أوكرانيا والتي ستكون الأولى منذ ربيع 2022 بعد وقت قصير على بدء الهجوم الروسي الواسع الذي أعقبته محادثات سلام ما لبثت أن فشلت حينذاك.
– وفد أوكراني في لندن –
من جهته، أعرب الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن أمله في أن يتوصل الطرفان إلى “اتفاق” خلال الأسبوع الجاري.
ويتواصل الحراك الدبلوماسي الذي أطلقه ترامب قبل شهرين على أمل وضع حد للحرب التي أودت بحياة عشرات آلاف الأشخاص، لكن من دون تحقيق أي تقدّم يذكر حتى اللحظة.
وفي هذا السياق، أعلن الرئيس الأوكراني الاثنين أن ممثلين لأوكرانيا سيتوجهون إلى لندن الأربعاء لإجراء محادثات للتوصل إلى “وقف غير مشروط لإطلاق النار” مع روسيا و”سلام حقيقي ودائم”.
وأضاف على شبكات التواصل الاجتماعي بعد اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر “اعتبارا من الأربعاء سيكون ممثلونا في لندن. أوكرانيا والمملكة المتحدة وفرنسا والولايات المتحدة مستعدة للمضي قدما بشكل بناء قدر الإمكان”.
ومن المقرر أن يُعقد اجتماع مع ممثلي هذه الدول هذا الأسبوع في العاصمة البريطانية، دون تحديد موعد رسمي لذلك.
من جهتها، قالت وزارة الدفاع الروسية في تقريرها اليومي الإثنين إنها نفذت ضربات جوية وبطائرات بدون طيار ومدفعية على أهداف عسكرية في 74 موقعا في أوكرانيا بعد “انقضاء مهلة الهدنة”.
ومساء الأحد، اتّهم زيلينسكي الذي وافق على مقترح موسكو وقف اطلاق النار خلال الفصح، روسيا بانتهاك الهدنة القصيرة “أكثر من 2000 مرة”، لكنه أكد أن أيّ غارات جوية روسية لم تقع خلال النهار.
وفي هذا السياق، اقترح وقف أيّ ضربات باستخدام الطائرات المسيّرة والصواريخ على المنشآت المدنية لمدة لا تقل عن 30 يوما.
وردا على هذا الاقتراح، اتهم بوتين أوكرانيا الاثنين باستخدام مواقع مدنية لأغراض عسكرية.
ودافع عن الضربة الصاروخية الروسية التي استهدفت مدينة سومي الأوكرانية يوم 13 نيسان/أبريل وأسفرت عن مقتل 35 شخصا على الأقل، مشيرا إلى أنها استهدفت احتفالا لتوزيع الميداليات في منشأة “مدنية” على جنود أوكرانيين “ارتكبوا جرائم” في منطقة كورسك الروسية.
– تراجع حدة المعارك –
في العاصمة كييف، التي شهدت انذارا جويا لمدة ساعة فجر الاثنين بسبب “تهديد من طائرات مسيّرة قتالية”، قال أوكرانيون تحدثت إليهم وكالة فرانس برس إنهم فوجئوا وشعروا بالارتياح للهدنة القصيرة الحالية.
ولكنهم شككوا في إمكان التوصل إلى هدنة دائمة.
وقال الجندي فيكتور دانيلتشوك “من الإيجابي” أن “نرتاح حتى لو كان ذلك ليوم واحد فقط” لأن “الناس مرهقون”.
لكنه اعتبر أن التوصل إلى اتفاق سريع مع روسيا “أمر مستحيل” لأن “العدو يواصل هجماته”.
وفي وقت سابق، أعلن حكام مناطق دنيبروبيتروفسك (وسط شرق) وميكولايف (جنوب) وتشيركاسي (وسط)، أن غارات جوية روسية وقعت في مناطقهم، دون الإبلاغ عن أي إصابات.
– المفاوضات في مأزق
من جهته، أعرب الرئيس الأميركي دونالد ترامب في منشور على منصته تروث سوشال عن أمله الأحد بإمكان توصّل روسيا وأوكرانيا إلى اتفاق سلام “في هذا الأسبوع”.
وكتب “آمل بأن تُبرم روسيا وأوكرانيا صفقة في هذا الأسبوع”، ووعد الطرفين بأن ينعما “بتعاملات تجاريّة مزدهرة مع الولايات المتحدة”.
من جانبه، قال بيسكوف ردا على سؤال بشأن تصريحات ترامب الاثنين إن موسكو “تأمل” بأن “تسفر” الجهود الأميركية عن “نتائج”، لكنه رفض التعليق على الجدول الزمني للمفاوضات.
هدد ترامب الجمعة بالانسحاب من المفاوضات، في غياب أي تقدم سريع في المناقشات المنفصلة التي يجريها مساعدوه منذ أسابيع مع كييف وموسكو.
ورغم تراجع حدة القتال، فإن الاتهامات المتبادلة بخرق هدمة عيد الفصح تظهر مدى صعوبة فرض وقف موقت للأعمال العدائية بعد أكثر من ثلاث سنوات من الهجوم الروسي على أوكرانيا.
بور/ريم-شي-لين/الح